إسطنبول – أروى غسان – الناس نيوز :
للجمال في جزر الأميرات الواقعة بالقرب من إسطنبول وقع آخر، هذا المكان الهارب من ضجيج المدينة وتلوثها فلا سيارات تقلق راحة المارة ولا إشارات ضوئية تعيق السير، وسط لوحة خلابة من سحر الطبيعة اللامتناهي حيث بحر مرمرة يحاوط الجزر الزاخرة بالغابات والأشجار دائمة الخضرة، ناهيك عن قصورها بديعة الألوان والطراز.
مغلّفة بشتى أنواع الورود وألوانها، هكذا تبدو البيوت هناك، التي تأخذ طابع القصور بمعظمها، وتتميز بإطلالات بحرية خلابة، وسط هدوء جميل ونادر يعود سببه لعدم وجود سيارات أو مركبات على الجزيرة ، يحل مكانها عربات كهربائية تابعة للبلدية لنقل الزوار، أو من الممكن للسائح استئجار دراجة هوائية للقيام بجولة حرة في الجزر.
ويُقال إن الجزر سميت بهذا الاسم لأن الأميرات البيزنطيات كانوا ينفون إليها في العصور السالفة، وفي وقت آخر استخدمت كمصيف لأميرات
وملكات الأتراك ، لموقعها البعيد ولتوافر الخصوصية فيها وسط الطبيعة الخلابة والجمال والهدوء، وفيما بعد أصبحت الجزر مسكناً للأقليات، والآن أصبحت مدناً سياحية يقطنها الأثرياء، وتبلغ مساحتها 15,85 كم مربع.
وتتكون جزر الأميرات من تسع جزر، لكن أربعاً من هذه الجزر هي المألوفة، وتعتبر جزيرة “بيوك آدا” أكبر الجزر وأكثرها ازدحاماً بالزائرين، ويعود تاريخ فتحها إلى عام 1453 ميلادية على يد السلطان محمد الفاتح.
يتم الوصول إلى الجزر من مركز المدينة، عبر رحلة بحرية ممتعة في السفن التابعة للبلدية بأجرة زهيدة ، حيث من الممكن الانطلاق من ميناء كاباتش أو ميناء أمنينو من إسطنبول، لتبدأ الرحلة في بحرمرمرة، حيث لا تمل العين من مشاهدة المناظر الطبيعية، وجسر البوسفورومحطة قطار حيدر باشا، والقلاع التاريخية بصحبة مجموعات من طيورالنورس المتناثرة على طول الطريق.
وفي وسط المدينة، مجموعة من المطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية والسمك،ومحلات تجارية تقدم الهدايا للسياح ولاسيما أطواق الورد التي تزيّن رأس الزائرات، وينصح بزيارة الجزيرة في فصل الصيف، بحيث تكون أمواج البحرهادئة، والرياح لطيفة، بينما في فصل الشتاء تلغي الملاحة البحرية غالبية الرحلات إلى الجزر، وذلك لأن الأجواء تكون شديدة البرودة وأمواج البحرمضطربة.