عمان – الناس نيوز ::
لم يستبعد اللواء المتقاعد، والمحلل الاستراتيجي العسكري الأردني، مأمون أبو نوار، لجوء الأردن إلى تغيير قواعد الاشتباك والتدخل عسكريًا في الجنوب السوري، على غرار اتفاقية أضنة الأمنية.
ويأتي التدخل المرجح “في إطار تقديرات مواقف عسكرية تعبوية إذا ما رأى الخطر يداهم البلاد، لكن لن يقوم بإنشاء منطقة عازلة الا إذا اضطر لذلك”، بحسب أبو نوار.
ويطالب أبو نوار، في حديثه مع عمون، الدول العربية والعالمية بتزويد الأردن بالأسلحة بحكم لأت الأمر تجاوز مسألة الميلشيات المنفردة في تهريب المخدرات، بل بات تهديدًا للأمن الأردني والعربي، ولا سيما أن موقعنا الجيوسياسي يعد هامًا للأمن والاستقرار في المنطقة، إذ يحافظ الأردن على ذلك عبر السياسة المتزنة ويتعامل مع جميع الدول دبلوماسيًا.
ويلفت النظر إلى أن اتفاقية أضنة الأمنية منحت تركيا الحق بدخول الأراضي السورية لمسافة 5 كيلو متر لملاحقة الإرهابين والمهربين، وهناك أصوات في المجتمع الدولي تنادي بزيادة تلك المسافة لـ10 كيلو متر، متسائلًا “لماذا يتم السماح لتركيا ولا يتم السماح للأردن، بالرغم من التزام الأردن بسيادة دول العالم ووحدة الأراضي السورية؟.”
وعبر أبو نوار عن سعادته بخطاب الملك عبد الله الثاني في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا، ” خطاب قوي. لقد وضع جلالته خارطة طريق للمنطقة لاستقرارها وأمنها وبما يواجه العالم من تحديات.”
إذ قال الملك في خطابه، يجب علينا إيجاد حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254. ويوفر نهج الخطوة بخطوة طريقا إلى الأمام، فهذا النهج الذي اقترحه الأردن كأساس للتعامل مع النظام في سوريا، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، يضع خارطة طريق لحل الأزمة تدريجيا والتعامل مع جميع عواقبها. وحتى ذلك الحين، سنحمي بلدنا من أية تهديدات مستقبلية جراء هذه الأزمة، تمس أمننا الوطني.
ويقول الجنرال أبو نوار، إن ثمة مبادرة نبيلة على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وإجراءات عملية سياسية لكن الأسد لم يتعاون معها، مؤكدا إذا اضطررنا للدفاع عن أنفسنا من خلال العمل الدبلوماسي الوقائي واستخدام القوة إذا قررنا ذلك.
ويشدد على ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك -خاصة من دول الخليج- والدفاع الجماعي المرن والمساندة من أجل المصالح المشتركة؛ كون الأمر أخطر من عمليات تهريب للمخدرات، فان الأوان أن يسمو هذا الملف فوق كل الخلافات العربية”.
ويتابع أبو نوار “نريد التعاون والتنسيق المشترك وتمارين عسكرية من أجل الدفاع الجماعي للأمن المشترك، فالأردن يلتزم على الدوام باستقرار المنطقة وتهدئتها.”
وحول ملف اللاجئين، يوضح أن الأردن لن يستطيع استضافة لاجئين سوريين مجددًا، إذ يمس الأمن الوطني الأردني بجميع أشكاله الاقتصادية والاجتماعية، استنادًا للأحداث المتطورة في الأزمة السورية مؤخرًا.
وتطرق أبو نوار إلى أن “روسيا وإيران وتركيا هم جزء من الصراع السوري، ما أنتج عن ذلك الفوضى إضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة والإرهاب، وبالتالي عدم استقرار سوريا؛ لذلك يواجه الأردن منطقة مضطربة وساخنة جدًا.”
ويعتقد أبو نوار أن “الأردن سيغير قواعد الاشتباك ويستخدم الجو وحسب الظروف من خلال الكشف المبكر، وبمساندة قواتنا البرية على الحدود التي ستقلب قواعد اللعبة بهذا الخصوص”، مشيرًا إلى أن الأردن سيقوم باستخدام الدبلوماسية الوقائية المدعومة بالقوة كمبادرة خطوه خطوة وصولًا للإجراءات السياسية.
ويذكر أبو نوار العالم بأن الأردن لم يقوم بترحيل المهاجرين عنوة أو ممارسة سلوكيات سلبية كما تفعل عديد الدول ذلك، فالأردن يعتبر الدولة الوحيدة في هذا العالم التي لديها المسؤولية الإنسانية وتلتزم بحقوق الإنسان والمهاجرين.
ويختم، الأردني اشتهر خلال الأزمة في سوريا، بأنه يدخل الحدود ويجلب معه الأطفال والنساء وكبار السن ويدخلهم الأراضي الأردنية؛ لحمايتهم من القتل، الأردن لن يدخل الأراضي السورية ويعدل على قواعد الاشتباك الا للدفاع عن النفس.