fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

جيت لاغ.. وسلام بالشوكولا

ريما بالي – الناس نيوز ::


 

أثناء رحلتي الجوية من مونتريال إلى باريس على متن Air Canada، فرحت بوجود فيلم “Peace by chocolate” أو سلام بالشوكولا، ضمن قائمة الأفلام المتاحة للمشاهدة. طبعاً، فالفيلم صُوّر في كندا، وأخرجه الكندي Jonathan Keijser، الذي اشترك أيضاً في كتابة السيناريو له مع عبد الله مالك (لم أجد في أي موقع معلومات واضحة عنه).

يحكي الفيلم قصة حقيقية عن عائلة سورية لاجئة إلى كندا وقصة نجاحها هناك. ما شدني إلى العمل وأشعل حماستي لمشاهدته ليس ذلك فقط، بل أيضاً لأنه كان آخر الأعمال التمثيلية للكبير الراحل حاتم علي. ولأن الموضوع الذي طرحه تقاطع مع الأفكار التي كانت تجادل نفسها في رأسي، بعد تمضيتي عشرة أيام في مونتريال، بين أهلي وأصدقائي الحلبيين المهاجرين إلى هناك والذي صار أغلبهم حاملاً الآن الجنسية الكندية.

حضور حاتم علي وأداؤه الرائع، أسبغا ألقاً وقيمة فنية على العمل رغم أنني لم أتعاطف كثيراً مع الشخصية التي جسدها (رب الأسرة عصام)، على عكس تعاطفي الكبير مع شخصية الابن طارق التي أشيد أيضاً بأداء الممثل الشاب الذي لعبها (أيهم أبو عمار). شاركتهم يارا صبري ونجلاء الخمري، ومن كندا: مارك كاماتشو وكاترين كيركياتريك.

إن كان مقياس جودة الأعمال الفنية عندي هو كمية الأدرنالين التي تثيرها في داخلي وعدد الدموع التي أذرفها، فلا أستطيع أن أصنف سلام بالشوكولا بالعمل الرائع، بضعة دموع قليلة ذرفتها في بداية الفيلم في مشهد تدمير معمل الشوكولا الذي تملكه العائلة في دمشق، ثم.. ولا دمعة أخرى!

ما لم يعجبني في الفيلم وترك الأدرنالين نائماً في خلاياي، هو طريقة كتابة النص. لم يلمسني الحوار إذ جاء مفتعلاً بعض الشيء، كما استفزني موقف الوالد عصام حداد. لم أنفعل وأفخر بنجاحه كما يقتضي الحدث الكبير، لأنني وجدته تحقق بإصرار أناني من الأب على تحقيق حلمه الشخصي فوق جثة حلم ابنه، إذ بنى معمله الجديد على أنقاض طموح الشاب طارق.

تتلخص القصة أنه بعد استقرار العائلة في مدينة صغيرة في كندا، دفع الملل والعجز الأب (الذي كان صاحب معمل شوكولا في دمشق) إلى معاودة ممارسة شغفه بصناعة الشوكولا في مطبخ بيته، وبعد تشجيع من الجيران الذين أدهشتهم النتائج، طالب الأب ابنه الذي يجيد الإنجليزية بأن يلازمه ويتفرغ له ليقوما معاً بتأسيس مشروع العائلة كما سماه. حاول الابن أن يمسك العصا من وسطها، بأن يدعم ويساعد والده، بنفس الوقت الذي يبحث فيه عن فرصة له أو منحة من إحدى الكليات أو المنظمات التي ترعى اللاجئين والطلاب الذين لهم نفس ظروفه الاستثنائية، ليدرس الطب الذي كان قد باشره في جامعة دمشق قبل أن تنفجر الأحداث ويرحل، لكنه لم يوفّق، فالسعي خلف حلمه كان يتطلب وقتاً وسفراً ومراسلات وحضور مؤتمرات وصياغة خطابات والتحدث في حضرة تجمعات تعنى بالشأن الإنساني والثقافي، الأمر الذي رفضه الأب بعنف وتعنت الوالد الشرقي، كما رفض تعلم الانجليزية (رغم أن عمره لم يتجاوز الثالثة والخمسين وقتها)، رفض مناقشة أي من العروض التي قدمت إليه من قبل شركات كندية “بخاف منهم وما بثق فيهم”، رفض قروض البنك لأنها تتعامل بالفائدة “حرام”، مؤكداً على الابن أن واجباته وأولوياته هم في خدمة مشروع العائلة وطاعة والده ومساعدته. يرضخ الشاب في النهاية بعد سلسلة من الابتزازات العاطفية (كما بدت لي) بدأت بغضب الأم واستنكار الجار والصديق، وثورة الأخت، ولم تنتهي بإصابة الأب بأزمة قلبية. يتخلى طارق عن مشروعه وشغف حياته، ليعمل في مشروع أبيه، فينجح المشروع، ويصبح قصة ملهمة للفخر والتحدي والإنجاز، حتى أن جاستين ترودو يحكي عن تلك الشوكولا، وصُنّاعه السوريين ضمن مداخلة له في إحدى جلسات الأمم المتحدة، ويجتمع لاحقاً بالعائلة ويبارك لها إنجازها شخصياً.

كنت قد قرأت عن تلك القصة مسبقاً، ومسني بالفعل الفخر والإلهام، لكن بمشاهدة الفيلم، نغّصت عليّ فرحتي المعاملة التي تلقاها طارق والطريقة التي دُفع بها إلى التخلي عن حلمه، لعب الجميع على وتر إشعار الشاب بالذنب، عاملوه كأنه ابن عاق رغم أنه لم يكن كذلك، (يتخلى عن والده الرجل العصامي المبدع عزيز النفس…). أما الموقف الذي استفزني لأقصى درجة ولم يقنعني أبداً، كان رد فعل الأخت الشابة عندما طلب منها أخوها أن تتولى هي مساعدة أباها ليتفرغ هو لمشروعه، إذ هبت في وجهه بعنف كاسح كأنها ضبطته بالجرم المشهود، بكت وانتحبت وصرخت مذكرة إياه أن مساعدة الوالد واجبه هو فقط، لأنها أم لطفلة يتيمة عليها أن تعتني بها (رغم أن هذه المهمة في نظري كان يجب أن تكون من نصيب الجدة المتفرغة والمتمتعة بصحة جيدة كما جسدتها يارا صبري).

لا أعرف لماذا جنح الكاتبان إلى هذا السيناريو؟ كما لا أعرف إن كان هذا السيناريو قد أزعج أحداً غيري! لكنني لم أجده عادلاً وإن تكلل بنهاية سعيدة ونجاح باهر، ما قيمة نجاحنا الشخصي أمام كسر طموح أولادنا؟ إن كانت تلك هي القصة الحقيقية وعمد الكاتبان إلى نقلها بأمانة، ليتهما جمًلاها قليلاً، وخففا من التركيز على معاناة طارق التي حطمت قلبي وإحباطه لحرمانه من خطته في دراسة الطب. وإن كان قصدهما تسليط الضوء على بعض الشيم السورية من تعاضد أُسري وطاعة الوالدين، فقد وصلتني الرسالة للأسف بشكل سلبي، أما إن كان الهدف إظهار الأثمان التي يدفعها اللاجئون ليبلغوا النجاح، فأكرر أنه لم يكن عادلاً أن يدفع الشاب اليافع كل الثمن وأن يفتدي بحلمه حلم والده (أو العائلة)! بل كان من الأولى بالوالد أن يمهد هو الطريق لولده، فمن يدري، ربما كان طارق سيصبح طبيباً ناجحاً، وربما ثمة إنجازات كانت ستتحقق على يديه أهم من ماركة الشوكولا التي أطلقها والده، وقدّمها ترودو لضيوفه بكل فخر واعتزاز.

أنهيت الفيلم، وكان ما يزال في جعبة رحلتي كثير من ساعات الطيران، أنفقتها في استعادة ملاحظاتي التي كما ذكرت كانت قد تقاطعت مع محتوى الفيلم.. عن عائلات كثيرة كل منها هي عائلة الحداد تلك، وصلت إلى كندا من سوريا هرباً من دمار وكوارث لتبدأ مشاريعها وحياتها الجديدة وتصنع شوكولاتتها الخاصة الذي اختلفت أصنافها وأشكالها ونكهاتها.

هم اليوم رسمياً: “كنديون جدد من أصل سوري”، لكنني وجدت هذا اللقب بعيداً عنهم، ولم أستطع أن أراهم إلا كـ “سوريين في كندا”. لماذا؟ لأنهم رغم نجاحات معظمهم في الحصول على وظائف محترمة وتأمين حياة محترمة، ورغم الجوازات الكندية التي حصلوا عليها في وقت قصير، مازالوا بعيدين عن الانخراط في المجتمع الكندي، بإصرارهم على التقوقع داخل مجتمعهم الخاص، يقيمون في أحيائهم الخاصة ويرتادون كنائسهم الخاصة ومطاعمهم الخاصة التي افتتحها أفراد منهم، يستمعون إلى الإذاعات العربية في راديوهاتهم، ولا يتابعون إلا القنوات والبرامج العربية التي اعتادوا مشاهدتها في حلب، وهكذا.. مازالوا يعيشون حسب الإيقاع الحلبي، وهي ظاهرة أشبه بظاهرة “الجيت لاغ – اضطراب الرحلات الجوية الطويلة”، (وهي حالة فيسيولوجية تحدث نتيجة التعديلات الطارئة على الساعة البيولوجية للمسافر، واضطراب يحصل نتيجة قطع مسافات طويلة بسرعة عالية، ويسبب اضطراب في مواعيد النوم والأكل إذ يصر الجسم على احتفاظه بإيقاعه المعتاد الأصلي لفترة قد تطول عدة أيام).

ظهور هذه القوقعة الحلبية في كندا لم يكن غريباً بل طبيعياً، أولاً لأن المجتمع الكندي هو مجتمع متقبل ومفتوح أصلاً ومركب وحاضن لعدة ثقافات، وثانياً لأن الغربة في كندا لا تشبه الغربة في أي بلد من العالم، حتى أنها لا تشبه الغربة نفسها، فكمية السوريين والحلبيين هناك الذي يحيطون ببعضهم تجعل الاتصال بالكنديين والاطلاع على ثقافتهم والانخراط بها مهمة غير ضرورية، بل وصعبة أيضاً، وغير متاحة إلا لمن أراد بذل جهد. وعموماً، ليس من العيب التمسك بالقومية الأصلية والثقافة الأم بل أنه أمر مشرّف، بشرط ألا يتلازم مع رفض ثقافة البلد الجديد، والتمسك بتعنت العقلية الحلبية وبالبالي والمتخلف من تقاليدها وأساليبها، ما يرسّخ التخلف الفكري ويجعله يستنسخ صوراً عصرية من نفسه.

المُشرق في الموضوع، وجود بعض النماذج الرائعة من السوريين والحلبيين الذين استطاعوا التسلل خارج القوقعة فكرياً دون أن يضطروا إلى تحطيمها كلياً. والمُبشّر في الموضوع، هو الجيل الجديد الذي يتمتع بفكر ناضج ومختلف، أتمنى أن يغيّر بعد عقد من الزمان (بانتهاء فترة الجيت لاغ) تقاليد القوقعة وطقوسها ليجعلها أكثر انفتاحاً، فيسمح للرياح الكندية أن تلعب في فضائها الذي لن يعود مغلقاً ومحدوداً كما هو الآن. ولكنني من أجل حدوث ذلك، أتمنى ألا يكرر الآباء سيناريو فيلم “سلام بالشوكولا”، ألا يكونوا عصام حداد الذي دمر طموح ابنه بحجة مسؤوليته في الحفاظ على تقاليد العائلة، واستنساخ تاريخها. لنحرّر أولادنا من تقاليدنا، لندعهم لأحلامهم، وأؤمن أنا أنهم قادرون على صياغة تقاليدهم وصنع عالم أفضل لهم وللجميع.

فكرة أخيره تلحّ عليّ لأذكرها، لا أعرف إن كان يجب أن أقول الحمد الله أو للأسف!

نظراً لكارثية المشهد الحياتي في حلب، لم ألتق طيلة عشرة أيام بأي حلبي يغني الأسطوانة المشروخة إياها “يا محلا بلادنا، ومن بعد حلب ما في، ويامين يشيليني ويحطني بحلب…الخ”. أبداً، الكل بدا شاكرَا وممتناً وراضياً لوجوده في كندا، ولم تعد حلب والعودة إليها حلماً يراود أحد، اللهم إلا مرتادي عيادات التجميل.

المنشورات ذات الصلة