ليندا بلال – الناس نيوز :
أشعل رحيل المخرج السوري حاتم علي وسائل التواصل الاجتماعي بسلسلة من التعليقات والمرثيات التي وحّدت صف الفنانين السوريين وجمعتهم على محبة المخرج السوري العربي الراحل حاتم علي .
وكتب المخرج مأمون البني ” وداعاً المخرج حاتم علي. كنت أخاف من نهاية هذا العام المخزي، أبت هذه السنة إلا أن تحصد زملاء وأصدقاء.. أبكي عليك يا حاتم”.
ورثى عميد المخرجين السوريين هيثم حقي الراحل علي بقوله ” آآه يا حاتم فطرت قلبي يا أخي وابني وصديقي وشريكي في الفن ممثلا ومخرجا وكاتبا وإنسانا تليق بك الإنسانية، أي حزن يلف سوريتنا المقهورة. ما زلت لا أصدق.
آه يا حاتم، بكّرت كثيرا أيها الحبيب، ماذا أقول للغوالي دلع وعمرو، أأقول عزائي لكم ولنا وللسوريين على امتداد خارطة الدنيا..
يمر يا حاتم شريط أعمالنا المشتركة التي بدأت بك ممثلا مبدعا في ظهورك الأول واللافت في “دائرة النار” و”صور اجتماعية” و “هجرة القلوب إلى القلوب” لتتنوع مشاركتك معي مخرجا وكاتبا وممثلا ليتوج تعاوننا بفيلم “الليل الطويل” الذي أبدعت فيه يا صديقي ونلت العديد من الجوائز العالمية.
وداعا يا حاتم، لقد فقدت سوريا الغارقة بالحزن واحدا من أهم أبنائها، وفقدتك أنا فقدا موجعا أيها الغالي.. وعزائي أن تراثك الفني والإنساني سيبقى خالدا خلود أعمالك وخلود ذكرك الطيب..
وداعا يا حاتم وداعا يا صديقي المبدع والإنساني”.
يذكر أن المخرج حاتم علي كان منكبا على إنجاز مسلسله مع (إم بي سي) عن حرب السفربرلك، كما كان يعمل على مشروع سينمائي عن (الزير سالم) مع الكاتب زياد عدوان الابن الأكبر للأديب ممدوح عدوان “كاتب مسلسل الزير سالم” من إخراج حاتم نفسه.
ماهي إلا ساعات حتى تتحول صفحات التواصل الاجتماعي إلى مرثيات طويلة عن حاتم علي، كلمات محبيه وأصدقائه تحاكي قلوب السوريين المكلومين في بلادهم منذ سنوات خلت.
الفنان مكسيم خليل بكى الفقيد على طريقته “أستاذي… كم هي هزيلة فكرة الحياة، وكم جميلة أحيانا فكرة الإشاعة، يحترق أمامي الآن الماضي الجميل. رحيلك صادم و مفاجئ نعم .. مؤلم وقاسٍ. نعم لكنه لن يغير من حقيقة أنك زرعت فيّ وفي الكثيرين غيري أحلاما كبيرة حتى ونحن نعيش تغريبتنا السورية. شكرا أستاذي من الروح… علها توصل السلام لروحك”.
حاتم علي ابن الجولان السوري ولد في 1962 درس التمثيل في معهد الفنون المسرحية في دمشق مع الممثلة دلع الرحبي التي أصبحت زوجته فيما بعد. بدأ “علي” مشواره الفني مع المخرج هيثم حقي، في مسلسل “دائرة النار”.
أسمع صوت منى واصف في أحد البرامج يرتجف مرارة على رحيل “ابنها” كما أسمته. ثم تبدأ أصوات الفنانين المخنوقة برحيل صديقهم الكاتب والمخرج السوري المبدع. الذي ودّعنا بعد أن هزمه قلبه في لحظة غفلة عنّا وعن العالم. صوره تملأ وسائل التواصل الاجتماعي. أقف عند إحداها ها هو يعطينا إشارة البداية كما في أفلامه ليلمّ شملنا مع خبر رحيله.
بدأ حاتم علي مشواره الفني “ممثلا” مع المخرج هيثم حقي في مسلسل “دائرة النار” ثم توالت عليه الاعمال الدرامية التي عملها كممثل شارك بكتابة بعض هذه الأعمال مثل “مدرس التاريخ العجوز” و “ما حدث وما لم يحدث” وغيرها من الاعمال الفنية في التلفزيون والمسرح ليكتشف بعد ذلك موهبته في الإخراج التي بدأها بإخراج مسلسل “سفر” عام 1998ومسلسل الزير سالم عام 2000.
على الضفة المقابلة بدأ البعض بالحديث عن مواقف الفقيد السياسية في ظل الانقسام السياسي الحاصل في سوريا.
وفي هذا السياق يحكي الصحفي السوري الأميركي”إياد شربجي”.
من المواقف التي لا أنساها ايضا لحاتم، عندما دعا بشار ( الأسد ) عام 2008 مجموعة من الكتاب والممثلين والمخرجين إلى القصر الجمهوري، كنا حوالي 30 شخصا، وكان الجميع يتدافع ليجلس أقرب ما يمكن لبشار، إلا حاتم، نحى بعيدا واختار أقصى كرسي في القاعة وجلس صامتا طوال الوقت بينما الممثلون يمازحون بشار ويقاطعون بعضهم ويرفعون أيديهم ليحظوا بفرصة للحديث معه. بقي حاتم صامتا وصلب الملامح لدرجة أن بشار الأسد نفسه انتبه وقال له ما سمعنا صوتك أستاذ حاتم.
فأومأ بيديه ورد (الزملاء حكوا كل شي) ثم سكت مشعرا الجميع بأنه لا يريد الكلام، وهذا ما حصل.
الآن أستذكر هذا المشهد، وأقول في نفسي إن الرجل كان يفكر حينها بشيئين؛ ثانيا بزملائه الذين يذرفون أمام أقدام الأسد كراماتهم وعنترياتهم التي يجأرون بها في مواقع التصوير، وأولا وقبل كل شيء إنه كان يفكر بكم الكذب والنفاق الذي رطن به الأسد يومها حول الكرامة والوطن وتحرير الأرض، أمامه هو الذي عاش بنفسه تجربة النزوح من الجولان عندما كان عمره 5 سنوات، وكان والد بشار وزيرا للدفاع”.
يعود “حاتم علي” ليوارى في ثرى دمشق التي ما غابت عن أعماله أبدا بعد رحلة طويلة وعامرة بالإنتاجات الدرامية والسينمائية، التي عالجت جوهر الإنسان وقضاياه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.