سيدني – الناس نيوز ::
في سبتمبر/أيلول من عام 2020، مكث المصور البريطاني، مايكل إيستويل، في بلدة تُدعى ماكاي بالقرب من حديقة “كيب هيلزبورو” الوطنية في أستراليا لبضعة ليال لتوثيق حيوانات الولب على الشاطئ.
وكان إيستويل يستيقظ في الساعة الرابعة من كل صباح ليذهب إلى الواجهة البحرية، ويوثق شروق الشمس.
ولم يحدث الكثير في أول يومين، لدرجة أن المصور تساءل عمّا إذا كان سيقوم بالرحلة ذاتها في صباح اليوم الثالث.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال إيستويل: “بقيت إيجابيًا، وقرّرت القيام بالرحلة على أي حال.. وكانت تلك واحدة من اللحظات التي تنظر فيها إلى الوراء خلال حياتك، وتشكر نفسك على بذل الجهد، وعدم الاستسلام، أو فقدان الأمل”.
وبفضل تحلّيه بالأمل، تمكّن البريطاني من توثيق مشهد مثير للاهتمام لاثنين من حيوانات الولب الذكور على الشاطئ، بدا أنهما كانا في وسط مشاجرة.
وقال إيستويل: “أعتقد أنهما كانا يفرضان هيمنتهما على أنثى كانت على مقربة منهما في الشاطئ”.
ووصلت صورته لنهائيات جوائز التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية الكوميدية لعام 2022.
وعند وصول البريطاني للشاطئ، كان الجو ملبدًا بالغيوم، ولكنه تمكن من رصد العديد من حيوانات الولب.
واعتبر المصور نفسه محظوظًا لما حدث بعد ذلك، إذ أشرقت الشمس عبر فجوة بين السحب، وجن جنون الحيوانين، بحسب تعبيره.
وأوضح إيستويل: “استمرّت المشاجرة لمدّة دقيقتين قبل تحركهما في اتجاهين مختلفين، وبدا أنهما لم يعانيا من أي إصابة نتيجة الركلات القوية التي قاما بتوجيهها لبعضهما البعض. أليست الطبيعة مدهشة؟”.
ورأى المصور أن المشهد يوحي بصورة نمطية عن أستراليا، موضّحًا أن حيوانات الولب (الشبيهة بالكنغر)، وشروق الشمس، والشاطئ هي عناصر يتخيلها الأشخاص عند التفكير بالبلاد.
ورغم أن إيستويل تمكّن من توثيق صورته الساحرة خلال أيام فقط من زيارته للموقع، إلا أنه من الطبيعي أن يقضي المصورون شهورًا للسعي وراء رؤية معينة. ولذلك، قال المصور إن “الصبر والمثابرة هما المفتاح”.
وكان البريطاني مهتمًا بالتصوير الفوتوغرافي لأعوام، ولكنه لم يسع وراء جعل التصوير مهنة له إلا مؤخرًا، وكانت جائحة “كوفيد-19” محورية في تحقيقه لذلك.
وسافر إيستويل إلى أستراليا قبل شهرين من تطبيق عمليات الإغلاق، وسمحت له تلك الفترة بإعادة تقييم حياته، وصِلته بالعالم من حوله.