السويداء – دمشق ميديا – الناس نيوز ::
النهار – تشكّل “حركة رجال الكرامة” في محافظة السويداء أكبر المجموعات المسلحة التي تحفظ الأمن الذاتي الذي زادت الحاجة إليه في انتظار استتباب العملية التنظيمية في المؤسسات الأمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تأسست الحركة في عام 2013 انطلاقاً من الاحتجاج على مبدأ التجنيد الإجباري في الجيش السوري، على يد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس. وبعد اغتيال الأخير، آلت المهمة إلى الشيخ رأفت البلعوس الذي تنحّى لأسباب صحية ليتولى القيادة الشيخ أبو حسن يحيى الحجار في عام 2017.
قصدت “النهار” زعيم الحركة في منزله ببلدة شنيرة المحاذية للحدود السورية – الأردنية لسؤاله عن تحديات المرحلة ومصير الحركة التي تضم آلاف المقاتلين وسارعت الى السيطرة على المقار والمراكز الرسمية والأمنية ليلة سقوط النظام.
يرى الحجار أن العلاقة بين السويداء وجارتها درعا لن تحكمها الصراعات دائماً، لا بل إنه يرى أفقاً لتحسّن العلاقة قريباً. ويدعو إلى إيجاد حلّ نهائي للعصابات التي تحاول بث الرعب، فـ”بين السويداء ودرعا سهل وجبل وتاريخ قوي رغم إشكالات الماضي والدماء”.
رداً سؤال عن العلاقة مع قيادة “هيئة تحرير الشام”، قال إن الوجهة السياسية عبّر عنها الوفد الذي أرسله رئيس الطائفة الشيخ حكمت الهجري لمقابلة القائد أحمد الشرع. ويعبّر الحجار عن عدم تفاؤله، “لكننا نعطي فرصة للمحافظة على الدولة، ولتثبَت دولة سورية علمانية… نريد إعطاء وقت”.
جيش وطني
وماذا عن خطاب الهيئة الذي يدعو إلى تشكيل جيش وطني واحد وحلّ المجموعات المسلحة في المحافظات؟ يجيب زعيم “رجال الكرامة”: “نشجع فكرة تنظيم الدولة إدارياً ومؤسساتياً. أما بالنسبة الى قضية السلاح، فمن المبكر طرح تسليم السلاح الذي يطالب به البعض. والجيش الوطني يجب أن تكون رواتبه مغرية ونحتاج إلى رؤية مدى ثباته”. ويؤكد أن “سلاحنا ليس للتسليم، وحين يُبنى جيش وطني ننخرط فيه، ونخبّئ سلاحنا إلى حين الحاجة إليه، فسلاحنا قمحنا وليس للتسليم مطلقاً”.
ويشدّد الحجار على رفض الموحدين الدروز مشروع التقسيم، فـ”نحن نريد دولة سورية عاصمتها دمشق. نحافظ على عروبتنا ونرفض أي طرح آخر”. ويؤكد الحاجة إلى أن يكون للموحدين الدروز ثقل أكبر وحصة وازنة في النظام الجديد وبوضع أفضل مما كان عليه.
أما فكرة الانضمام إلى الجولان المحتل، فهي مرفوضة رفضاً تاماً و”نريد عودته إلى سوريا”. كما أن السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ، جاءت نتيجة “قرار دولي”، وفق رأيه.
الشيخ الذي يدير آلاف المقاتلين اليوم، يقول إن الأعداد التي انضمّت الى التنظيم ازدادت بعد سقوط النظام نتيجة التخوّف من الفلتان والفوضى.
وهو التخوف الذي تزامن مع الفرحة بسقوط النظام بالنسبة إلى الشيخ الذي يؤكد أن سلاحه ومواقف أهالي المنطقة لن يسمحا بأن يمس أي مكروه السويداء “القلعة العربية الصامدة”.