هدى سليم – الناس نيوز ::
معرضٌ فنيٌ انطلق في صالة أوربيا لصاحبتها الفنانة السورية ندى كرامه في باريس، في العاشر من شهر مارس/آذار الحالي، للفنان السوري أسعد فرزات، تحت عنوان “حكايا مصورة من شرق المتوسط”.
معرضٌ يمكن وصفه، أنه عملٌ جماعي، فالصورة من إبداع الفنان أسعد فرزات، والقصيدة للشاعر نوري الجراح، أما التراجيديا، فقد عاشها الشعب السوري بتفاصيلها كاملة.
“رقصُ الكلمة مع اللون” هو ما يجسده هذا المعرض، حيث تتفاعل فيه المساحة اللغوية مع المساحة البصرية، ليُنتج تجربةً فريدةً، ربما تُلقِي بعض الضوء والنور، على مُلهمي هذه الكلمات واللوحات.
ويقول فرزات في حواره مع جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية إن هاجس تجسيد الألم السوري وإيصال رسالةٍ عن معاناة الشعب للعالم، كان دافع الانطلاق بمشروعه “البورتريه”، الذي بدأه منذ العام 2012، واستمر فيه حتى العام 2021، من خلال العديد من المعارض في زيورخ، إحدى كُبرى المدن السويسرية، لتولد بعد هذه المعارض، الفكرة لدى الشاعر الجراح، بعرض الشراكة بين فضاء كلمته، وفضاء صورة الفنان فرزات.
ويحدثنا الفنان فرزات عن ولادة هذه الفكرة بقوله: “ليس هناك مجالٌ للتردد، خاصة عندما يأتيك هاتف مفاجئ من شاعر كنوري الجراح،يعرض فيه فكرة لمشروع مشترك، ما بين فضاء الشعر وفضاء الصورة.
يبدو الأمر مغرياً جداً، لارتباط الأمرين ببعضهما البعض، خصوصاً أن لدي بعض التجارب السابقة في استلهام الكلمة بصرياً.
ويتابع الفنان فرزات: “الأمر هنا يبدو مختلفاً مع النص الشعري الذي طرحه الجراح، وأعني قصيدة “الخروج من شرق المتوسط”.
في البداية شعرت حقيقة بأني تورطت، خاصة بعد أن قرأت النص عدة مرات، فهو نصٌ ملحمي مليءٌ بالمشاهد البصرية والاحتمالات التقنية المتعددة لإنجاز الصورة.
لكن كلما تعمقت أكثر بفضاء الكلمة أشعر أنها ورطة جميلة منحتني رؤية ذهنية مختلفة تماماً عما أنجزته من تجارب سابقة؛ تجربة وجدانية خاصه عشتها مع النص، لأني،كسوري، جزء من هذه الملحمة وفضائها، لا سيما أن التجربة المشتركة مع هذه القصيدة الغنية بمشاهدها الملحمية، لا تزال مستمرة في اكتشاف صور تنتمي إلى عوالم بصرية لا تنتهي”.
“الخروج من شرق المتوسط”، قصيدةٌ للشاعر السوري نوري الجراح،نُشرت منذ العام 2017، تحكي كما وصفها الجراح “الهولوكوست العالمي”، مُصوراً الهروب والغرق السوري.
يصفه الفنان فرزات بقوله: “هو نصٌ تراجيدي حقيقة، نص بعرضٍ مسرحي، ما حدث لنا على شواطئ البحار والحدود والموانئ.. هو نص يمسني أنا كسوريٍ أولاً وكرسامٍ ثانياً، لذلك كان التفاعل مع النص أكثر فعالية، وكان هناك زخم واسع من الصور الذهنية عندي،تجسدت بهذا المعرض.
يقول الفنان فرزات في حديثه “للناس نيوز الأسترالية”، إنَ هذه اللوحات هي جزءٌ من عملٍ فنيٍ أكبر، مشترك، بين الشاعر الجراح،والفنان فرزات، المعرض الذي سيطوف أوروبا، مضيفاً “أنَ هناك مأساةً خرجت من شرق المتوسط، لكنَها لم تخرج من أصحابها”..