ماكرون في ضيافة فيروز في مستهل زيارته لإنقاذ لبنان من “الزوال”
بيروت – الناس نيوز:
ربما ينطبق المقطع الأخير في أغنية (باريس يا زهرة الحرية) للفنانة اللبنانية فيروز، على حال لبنان هذه الأيام، أكثر منه في خضم الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في سبعينات القرن الماضي حيث تقول فيها (بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان/بيقولوا مات وما بيموت/وبيرجع من حجارو يعلي بيوت).
لبنان الذي يعيش هذه الأيام آثار الانفجار المدمر الذي طال مرفأها وبعض الدلائل تشير إلى تورط المشتبه به حزب الله ذراع إيران التسبب به ( على الأقل من باب مسؤوليته السياسية والأمنية والعسكرية بأعتباره الحاكم العام الفعلي في لبنان ) ويحاول الرئيس الفرنسي حشد جهود دولية للوقوف إلى جانب لبنان وتجنيبه “الزوال” كما عنونت اليوم صحيفة القبس الكويتية على غلافها الرئيسي بالقول: “فرنسا تهز جبل الفساد: لبنان مهدد بالزوال”.
وأدرج “قصر الإليزيه” لقاء الفنانة اللبنانية فيروز على رأس جدول أعمال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،وكتب الرئيس ماكرون في برنامجه عبارة: “موعد على فنجان قهوة مع فيروز في إنطلياس مساء الإثنين”.
وكان الرئيس الفرنسي اختتم زيارة إلى بيروت في السابع من أغسطس آب الحالي وكتب على تويتر عبارة “بحبك يا لبنان” وهي عنوان أغنية شهيرة لفيروز صاحبت اللبنانيين طيلة 15 عاماً من الحرب الأهلية .
ونالت فيروز أرفع الأوسمة الفرنسية منها وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998.
ويحاول ماكرون إخراج البلاد من المأزق السياسي الذي يمنع تشكيل “حكومة مهمة” كان قد طرحها الإليزيه في ورقة وزعت على السياسيين اللبنانيين .
وكان حكومة حسان دياب قدمت استقالتها في وقت سابق من هذا الشهر عقب انفجار المرفأ الذي أودى بحياة 200شخص على الأقل ودمر أحياء بأكملها وتسبب في تشريد ما لا يقل 250 ألف شخص وهدم مؤسسات تجارية وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.
فن فيروز “محرّم” عند حزب الله
لعل نظرة حزب الله لفيروز وفنها تتلخص بموقف حصل في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2016 عندما حاول أصدقاء الطالب اللبناني محمد حمادي الذي توفي بحادث سير، أن يقيموا حفلاً تأبينياً له في جامعتهم بحضور والدته، على أن تتخلل الحفل أغانٍ للسيدة فيروز، التي كان يحبها محمد، لكن عناصر “التعبئة الطلابيّة” التابعة لحزب الله اللبناني منعوا بث أغاني فيروز في الجامعة ما أثار موجة من الاعتراضات بدأت من داخل الحرم الجامعي ولم تنته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
البعض رأى في هذه الحادثة ازدواجية في التعامل من قبل حزب الله، الذي يقول إنه يحارب التطرف في سوريا، بينما يقوم بأعمال تشبه أعمال المتطرفين في لبنان، خاصة وأن أعضاء “التعبئة الطلابية” وهي الهيئة الإدارية التابعة للحزب في الجامعة، قد أخبروا الطلاب أن أغاني فيروز “محرمة”.