fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

حــولَ اللُّغــــةِ الأدبيّـــةِ

أحمد عزيز الحسين – الناس نيوز :

اللوحات هي أعمال الفنان السوري الكبير منير الشعراني

قامتِ البُنيويّةُ على كتِفي عالم اللغة السّويسريّ “سوسير”(1857-1913)، ونحَتْ منحاهُ في فهمها للعلاقة بين الدّالّ (المفردة) والمدلولِ (المفهومِ أو المعنى). وعندَ (سوسير) أنّ المعنى، أو المفهومَ، ليس مربوطاً بإحكامٍ إلى ذيلِ دالٍّ محدَّدٍ، أو مفردةٍ محدَّدةٍ، كما أنّه لا يحضُرُ فوراً إذا ذُكِرَ الدّالُّ كما تعطي المرآةُ صورةً؛ لأنّ معنى الدّالّ، أومفهومَهُ، لا يثبُتُ إلا من خلال وجوده في نسقٍ معيَّنٍ يتعالقُ معه؛ فإذا تغيّر النّسقُ فإنّ معنى الدّالّ نفسه يتغيّر؛ ولذلك يصعبُ دراسةُ الدّالِّ أوالمفردة معجميّاً؛ لأنّ ذلك يفترضُ ثباتَ معنى الدّالِّ أومفهومِه، والمفهومُ أوالمعنى لا يثبتُ، بل يتغيّر باستمرارٍ ضمن علاقته مع الدّوالِّ الأخرى التي تتجاور معه في الجملة أو النّسق؛ ولهذا رأى (سوسير) أنّ المعنى لا يكون مطابِقاً للدّالِّ أبداً، وأنّ معنى الدّالِّ يتغيَّرُ إذا أُعِيْدَ تشكيلُهُ في نسقٍ مُغايِرٍ؛ لأنّ تغييرَ النّسقِ يُغيِّرُ من دلالةِ الدّالِّ، أو مفهومِهِ ومعناهُ، وعنده أنّه ليس هناكَ دالٌّ نقيٌّ، أو تامُّ المعنى مطلقاً؛ ولذلك يمكننا القولُ: إنَّ الدّالَّ لا يمكن أنْ يطابقَ معناه؛ لأنّ هذا المعنى زئبقيٌّ، وينزاحُ عن دالِّه، ويتغيّرُ باستمرارٍ مع تغيُّر الدّوالِّ التي تُكوِّنُ معه نسَقاً لغويّاً ما، أو جملةً ما.

وقد سبق أبوتمام ( 803-845) في شعره ما قدّمه سوسير وأضرابُهُ من علماء اللغة ونقّادها؛ إذ استخدم الدّالّ بطريقة غير مألوفة، ونقل مفهومَه، أومعناه، من دلالته المألوفة إلى دلالةٍ غير مألوفة، فهدم بذلك الصُّورةَ المستقرّةَ في الذِّهن التّقليديّ عن الشِّعر، وآليّة توظيف الدّالِّ فيه، إذ استخدم هذا الدّالَّ استخداماً جديداً، ومنحَه معنى جديداً من خلال تعالُقه مع الدّوالِّ الأخرى في نسقٍ جديدٍ لم يكن له؛ فصارتِ القصيدةُ لديه، على حدّ قول أدونيس، “شبكةً مُشِعّةً من المعاني والأخيلة والمشاعر، ولم تعد تتوالد انفعاليّاً وحسب، بل أصبحت تتوالد في التّأمُّل والوعي، والتّخيُّل والفكر”( ديوان الشِّعرِ العربيّ، دار الساقي، ج1/ 60)؛ وهذا ما جعل ابن الأعرابيّ يهتف عندما سمع شعر أبي تمّام :” إنْ كان هذا شعراً فما قالتْهُ العربُ باطلٌ”( ديوان الشعر العربي1/ 54).

لقد خلق أبوتمّام في شعره لغة جديدة تُغايِر لغةَ الحياة اليوميّة، ولغةَ الحياة الشّعريّة السّائدة؛ هكذا جاءت معانيه وصوره وتعابيره مُفارِقةً للمألوف، ومن هنا انبثق غموضُه الذي لم يكن غموضاً غيرَ مُعتِم، على حدّ قول أدونيس، بل كان غموضاً شفّافاً يصحّ في وصفه ما قاله جان كوكتو عن مالارميه:” غامضٌ كالماس “. ولم يكن هذا كلُّه سوى ما سُمِّي فيما بعد بـ (تفجير اللُّغة)، أيّ حدوث افتراق بين علاقة الدّالِّ بمدلوله، أو معناه التّقليديِّ، وإيجاد علاقة جديدة تنهض على الانزياح بين هذا الدّالِّ ومدلوله، بما يجعل “الشِّعرَ لا يعطيك غرضه إلّا بعد مماطلة منه”، كما قال أبوإسحاق الصّابي في وصف شعر أبي تمّام.

وفي ظنِّي أنّ الشّعر أحاديُّ الصّوتِ، وحين يُجرّدُ الشاعرُ من نفسهِ ذاتاً مُتخيَّلةً فهوَ يجعلُ لغتَهُ وسيطاً بينهُ وبينَ ذاتهِ؛ وقد يُخفِقُ في إقامةِ مسافةٍ بينَهُ وبينَ خطابِهِ، كما يقول باختين ( 1895-1975)، في حين أنّ هذه المسافةَ تغدو واضحةً بينَ كاتبِ النّثرِ ونصِّهِ. وفي الأغلب، تعبِّرُ لغةُ الشّاعرِ عمّا يُريدُ إيصالَهُ إلى المُتلقّي بذاتها ومن دون وسيطٍ؛ ولذا يبدو الشّاعرُ غارقاً في لغتِهِ بشكلٍ كليٍّ، ولا يمكنُ فصلُهُ عنها، على خلافِ النّاثرِ الذي يُقيمُ مسافةً بينهُ وبين مايكتبُ، ويجعلُ شخصيّاتِهِ تتكلّم بالنّيابةِ عنهُ، ممّا يجعلُ لغتَهُ تبتعدُ عن فمهِ، وتخرجُ من أفواهٍ أخرى، وتعبِّرُ عن ذواتِهمْ لا عنهُ بشكلٍ مباشرٍ؛ ولذلك فإنّ اللغةَ، في الشّعرِ، تعبّرُ عنْ ذاتِ الشّاعرِ، أمّا في النّثرِ فتعبِّرُ عن ذواتِ الشّخصيّاتِ، وحين تصبحُ هناكَ لغةٌ واحدةٌ في النّثرِ تتحدّث بها الشّخصيّاتُ يكونُ الكاتبُ قد صادرَ حقّها في الكلام، وحلّ محلّها، وأخرجها من مرجعها المُتَوَّهَم، ونسَقِها المُبَنْيَن، وقوَّلَها ما يتجاوزُ قدرتَها على النُّطقِ، كما هو الحالُ في روايتي ( رامة والتّنّين) و( ترابُها زعفران) للرّوائيّ المصريّ إدوار الخرّاط. وقد يفتكُ التّناصُّ بلغة الشّعرِ، ويجعلُ الشّاعرَ يتوهُ في اللغةِ أكثرَ من النّاثرِ؛ فيظنُّ أنّ لغتَهُ تعبّرُ عن منطقه، في حين أنّها قد تُدِيرُ ظهرَها إليه، وتعبِّرُ عن ذواتٍ أخرى، لأنّ ذاتَ الشّاعرِ قد تكونُ محاصَرةً بالخطاباتِ والأقاويلِ والكلامِ، وقد تذوبُ في اللّغةِ، وتمّحي في نسيجها، ولا يبقى منها ما يدلُّ على حضورِ صاحبها.

وفي ظنّي أيضاً أنّ قلّة استخدام ضمير المتكلِّم في الكتابة الإبداعيّة العربيّة يعود إلى أن ّالبنية الاجتماعيّة المهيمنة في الوطن العربيّ هي بنية بطركيّة أساساً، لاتعترف بالهُويّة الذّاتيّة للفرد، ولا تُنشِئ أبناءها على أنّهم ذواتٌ مستقلّةٌ عنها، بل تُربِّيهم على أنّهم مُتَمَاهُون بها، معبِّرون عنها أكثر ممّا هم معبِّرون عن ذواتهم الحرّة، ولذلك يترعرع الفردُ من دون ذاتٍ واعيةٍ مفكِّرةٍ ضمن علاقته بالسّياق الموضوعيِّ الذي يتناسج معه، بل إنّ الحاضن الاجتماعيّ الذي يحتضن الفردَ العربيّ عموماً (بدءاً من الأسرة، ومروراً بالمدرسة، ووصولاً إلى مؤسّسات المجتمع كلّها)، يتقصَّدُ إلغاءَ الذّات الفرديّة، ويجعل من أبنائه نُسَخاً مطابقة لأفراد المجتمع ككلّ، ثمّ تُكمِل الدّولة التّسلّطيّة دورها في صياغة شخصيّة الفرد، فتمحو مظاهرَ اختلافه عن الآخرين كلّها، وتعمل على إدماجه في القطيع، وتبذل جهدها كي تجعل منه نسخةً تُمذِج المواطنين (الرّعايا) لا المواطنينَ الأفرادَ، الّذين يمتلكون ذواتٍ مبدَعَة تميِّزهم من غيرهم، وحين يُعارض أحدُهم ما هو مهيمنٌ وسائدٌ من سياستها، أو آليّات صياغتها لمواطنيها تمارس دورها في قمعه وإقصاء تدخُّله الواعي بأكثر من طريقة، ولذلك لايبقى له من سبيل في الغالب سوى الطّأطأة والانحناء والرّكوع، وتقبُّل ما هو مهيمنٌ وشائِهٌ، ممّا يُلغي فرديّته، ويجعله، إنْ تكلَّم، يميل إلى استخدام صيغة الجمع ( أو الغائب) بوصفه فرداً مُنمَّطاً يفتقر إلى هُويّة تميّزه من غيره، وبوصف ضمير الجماعة تأكيداً على ذوبان شخصيّته في الجماعة، وفقدانه لهُويّته الفرديّة، وذاتيّته الإبداعيّة.

وأخيراً لابدّ من القول: إنّ الكاتبَ الحقيقيَّ هو شخصٌ يعرفُ كيفَ يشتغلُ على اللّغةِ بينما يبقى خارجَها، لأنّه يمتلكُ موهبةَ الكلامِ غيرِ المباشرِ، كما أنّ كلّ روايةٍ هي نظامٌ حواريٌّ من تمثيلاتِ اللّغاتِ والأساليبِ وأنماطِ الوعيِ المختلفةِ؛ ولهذا تعكسُ تعدُّدَ اللغاتِ والخطاباتِ والأصواتِ بوصفها صورةً لتنوُّعِ الشّرائحِ الاجتماعيّةِ الموجودةِ في المجتمعِ كما يقول باختين، في حينِ أنّ الشّعرَ يعكس موقفَ (الأنا) وصوتَها الشًاهدَ لا غير.

———————————

بعض هذا المقال خلاصة لحوار دار بيني وبين الصديق الأديب والنّاقد محمد شويحنة؛ الذي تربطني به زمالة وصداقة تمتدّ لأكثر من أربعة عقود ونيّف، وأنا مدين له بكتابته.

المنشورات ذات الصلة