أنور عمران – الناس نيوز ::
عندي الآن
خمسةُ خنادقَ على جبهتي
خمسةُ خنادقَ خلَّفتها الحروبُ مع الله والشيطان،
وفيها دفنتُ أسماءَ القرى التي سكنتني،
تعبَ الخيولِ،
وشهقاتِ النساء اللواتي عَمَّرنَ سريريَ بالمعجزات..
أحياناً
حين أنصتُ إلى حفيفِ الشجر الذي احتطبتُ،
وأنفضُ عنهُ الغبار،
أجدُ خمسينَ نسخةً من الوهم،
خمسينَ لصاً
يخلعون نوافذَ عمري،
ويسرقون الحكاية..
التجاعيدُ إذنْ هي الممحاةُ التي تكنسُ ماكنتُ:
“لستَ أنت من قبَّلَ صفاء عند سور المدرسة،
ولا أنتَ الذي يكتبُ الآنَ…”
والتجاعيدُ إذن
مجارٍ لأنهارَ وهميةٍ
حفرتها سيولُ الدموعِ،
أو ظلالٌ للخيوطِ التي حاكت غيابنا،
وربما هي الطرقاتُ التي مشيناها
ويُعدِّلها نحّاتُ السماء قليلاً كلَّ عامٍ
فتصيرَ أعمقَ،
والتجاعيدُ نداءٌ كثيرٌ، وريح ٌ،
كلما هبّتْ من جهةٍ جديدةٍ
يقول صليبيَ: حانَ وقتُ المساميرِ يا صاحبي!

