شادية اتاسي – الناس نيوز ::
حكايتنا..
هي هذا الحوار..
الحوار هو الذي يكتبنا
حوار ممتع
بلا صوت..
في كل حرف منه رجفة
وتحت كل نقطة شغف
وعند إشارة الاستفهام يتوقف الزمان..
حكايتنا لا تشبه الحكايات..
ونحن نمسح حوارنا المكهرب بالأشواق..
نرميه باستهانة في سلة المهملات
ونبكي..
حكايتنا..
طفلان نحن..
نلعب بحكاية هي للكبار فقط..
نلعبها ببراءة الصغار..
لا ندري كيف نلعب
أين نختبئ
وأي الطرق نختار
لنعيش شغف الحرف الأخضر ورجفة القلب الغض
لنفتح حقولا واسعة المدى
لحكاية
لا تملك من مقومات الحكاية
إلا الخيال..
ليس فيها فصول ولا حدث ولا عنوان
ونقول بحنان..
ربما ندخل التاريخ ونكتب على بابه اسمينا
ومن بعدنا الطوفان..
وحكايتنا…
أن أبحث عنك…
على أرصفة القطارات العابرة
ترحل القطارات جميعا، وأبقى أنا والرصيف نتفرج
أن أبحث عن وجه أمي وأبي
عن بيتنا…
عن مدرستي…
وأيام خوال…
أن أبحث عن طفلة مشاكسة تشبهني
تركتها يوما وكبرت
وهي لم تكبر.
أن أبحث عن وردة دوار الشمس…
أقسمت وأنت تدسها في خصلات شعري الأسود الطويل…
إنها أكبر وردة يهديها عاشق لمحبوبته
أبحث عن صباحات الأعياد
عن ارتعاشة قلبي لتكبيرات المساجد
ونواقيس الكنائس…
عن ثوبي الأزرق، المكشكش و المهفهف
عن شرائط شعري
عن الجمعات واللمات .
حكايتنا …
أنتظر ضوءا يعبر النفق
ففي دروس المعلمة الفرنسية الأنيقة
وفي النظرة الغائمة لنادل المقهى اللعين
وفي وجوه المارة المفعمة بالحياة
المتخمة بالأمان
أدرك تماما أنني هنا بلا وطن
وفي الطقوس المريبة التي ترافق أخبار القنوات الفضائية
ورداءة التحاليل وغباء المحللين والمطبلين والمزمرين
يمزقون الوطن أو يجمعونه/ كيفما يرغبون.
أدرك أكثر إننا قد ضيعنا الوطن
وامراء الحرب هناك، يقرعون الطبول، في كل زاوية يترصدون ينادون بالويل والثبور
يقايضون الحياة كاذبون
بحور عين
وغلمان
وأنهار من خمر وعسل
و يترقبون انبلاج النور من حوافي الصباح
ليطفئوا .
ومثل طفلة نسيتْ أن تكبر
أتكوم بين ذراعيك
وأسألك أن تطبطب على كتفي
وتمسح الليل عن شعري
وأطفئ النور
وأحلم …
بحكايتنا… ً