أنور عمران – الناس نيوز ::

………………..
الكرةُ القديمةُ طارت
بين طفلين يلعبان قرب النهر،
ظلتْ تدورُ مثل كوكبٍ حزينٍ،
وأسألُ المُخرجَ:
هل سنوصلها يوماً إلى المرمى؟
طارَ الشتاءُ بنابهِ الأسودِ،
مرتْ حَصّادةُ القمحِ من حقلِ عمي،
مرَّ الهواءُ الخفيفُ من بيتي الفقير في”آسيا”
إلى بيتي القليلِ في “أوروبا”،
ولم يبقَ لي
غير قطار طويلٍ، وأغنيةٍ حزينة…
ويسألني المخرجُ:
هل تتذكرُ رقم شارعكم؟
هل تتذكرُ قصائد ” الأعشى”، وبئر ” الحطيئة”؟..
في شارعٍٍ
يشبهُ شارعاً كنتُ أعبرهُ لأعبرَ مرآةَ العامريةِ
أصيحُ من قعر روحي:
يا شبّاكها المفتوح
طَيِّرْ طيرَ المجازِ من أقفاصِ قميصها،
تركتُ قربَ نهدها جملةً صادقةً
وها قد صَبَّغُ الحبرُ أصابعي وأنا أتذكرها،
فكيف أصل إلى الشعرِ من دونها!!؟
أخبئُ لغتي القديمةَ في سقيفةِ الشوقِ،
وأخشى من أن تتسرَّبُ مقردةٌ مالحةٌ وأنا أحدِّثُ الغرباءَ عنِ الطقسِ،
أحاول أن لا أتطرقَ إلى غيمةٍ سوداء في القلب، ولا إلى صوتِ البنادق، فأهلي بخير، جيراننا كلهم ماتوا، تركوا مذياعهم مفتوحاً على نشرة الأخبار ِ وماتوا، تركوا مكياجَ بناتهم، وخزانة عرسهم، ورواية مفتوحةً في رأس صفحتها يقولُ البطل:
الحبُ حيلةُ الحياةِ لتنجوَ، ولننجوَ…
يسألني المُخرجُ:
هل ستعود؟
فأقولُ: لا أحدَ ينتظرني كي أعودَ،
ثم أغلقُ سقفَ قوقعتي عليَّ…



الأكثر شعبية

عن اتحاد الكتّاب السوريين… الجديد


كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه في سوريا؟
