ميديا – تل أبيب – دمشق – طهران وكالات – الناس نيوز ::
نشرت صحيفة “الاندبندنت عربية ” تقريرا كتبته الصحافية امال شحادة، قالت فيه ان اسرائيل في المرحلة التالية من حربها المفتوحة ضدّ “حزب الله”، تسعى الى تحييد النظام في سوريا عن لبنان لجعلها منطقة مراقبة، كما تبحث عن سبل تقويض إمكانات تقديم روسيا السلاح لـ”حزب الله”، لأنها تريد إنهاء الحرب مع لبنان وتوقيع اتفاق تسوية كمرحلة أولى في تخطيطها لتنفيذ ما تكرره القيادة الإسرائيلية في هذه الحرب “بجعل الشرق الأوسط جديداً”، أي من دون المحور الإيراني!
اقناع روسيا
وحسب شحادة فانه “حين يكون الروس مشغولين بالمعارك في أوكرانيا، ونظام الأسد متعلق بشعرة رفيعة، وإسرائيل التي تكاد توجد وحدها أمام التوسع الإيراني، يمكنها أن تضرب في اللحظة المناسبة. وربما إسقاط نظام الأسد بالذات كفيل بأن يسمح لإسرائيل وحلفائها بإضعاف سيطرة إيران في المنطقة، وتقليص نفوذ “حزب الله”.
وقالت شحادة ان “السفير الإسرائيلي السابق لدى روسيا أركادي ميلمان، وهو باحث في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، لفت الى ان إسرائيل لا تخفي قلقها، من أن روسيا تحرص على تعزيز العلاقات مع “حزب الله”، على رغم نفي الكرملين المتكرر تقديم الدعم النشط لطرف أو آخر في الصراع. وأضاف ميلمان أن “إسرائيل بحاجة إلى أن تكون أكثر حزماً في حماية مصالحها، بحيث توضح للروس أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتقبل بتقديم المساعدات لـ ‘حزب الله’ وإيران”.
ترهيب الأسد وترغيبه
واستعانت شحادة برأي الخبير العسكري الاسرائيلي يوآف ليمور، الذي قال أن “الانشغال المكثف لإسرائيل بجبهات القتال النشطة، يقلل من الانشغال بالشخص الذي قد يكون نقطة أرخميدية في هذه الحملة، وهو الرئيس الأسد”. ويضيف “خلافاً للأعضاء الآخرين في المحور الإيراني، فإن الأسد ليس مدفوعاً بأيديولوجية إسلامية نقية وراسخة أو معادية للصهيونية، بل بالمصالح بصورة أساس. تحالفه مع المحور نابع من حقيقة أن إيران (مباشرة ومن خلال ‘حزب الله’) أنقذته ونظامه في ذروة الحرب الأهلية في بلاده”. “الأسد براغماتي”، برأي ليمور، “وهو نفعي وإذا رأى فرصة أخرى فقد يقبلها”.
وتابع ان “ما يظهر من الكثافة التي تعمل فيها إسرائيل في سوريا فإنها تستهدف أيضاً إقناع رئيس النظام السوري بشار الأسد بعدم الانضمام إلى ‘وحدة الساحات’ الإيرانية، والقيام بخطوات مهمة لتقليص وجود إيران في سوريا، وفي الأقل التوقف عن إرسال السلاح إلى لبنان”، وأضاف الباحث “يبدو أن إسرائيل تلمح للرئيس بشار الأسد بأنه في حال عدم تعاونه سيكون لها حرية المس بصورة متعمدة بمنشآت الجيش السوري، وهي الأهداف التي امتنعت عن المس بها حتى الآن”.
بالمقابل وحسب الخبير العسكري “أن الإسرائيليين يقترحون فرصتين محتملتين على الأسد، الأولى إخراجه من قائمة الدول المنبوذة، والثانية انضمامه إلى محور الازدهار بالمنطقة.
الفرصة الأولى، تتطلب من واشنطن، العفو عن الأسد، والفرصة الثانية تتطلب دعمه مالياً، بما يغريه بترك المحور الإيراني، باعتبار أن “تركه المحور الإيراني يعني أنه لم يعد هنا محور إيراني”.
ويضيف ليمور “عندها لن يتم تهريب مجاني عبر الحدود السورية – العراقية، ولا يوجد تهريب جوي مجاني عبر مختلف المطارات في سوريا، ولا يوجد إنتاج إيراني مجاني للأسلحة في مختلف المنشآت على الأراضي السورية (بما في ذلك تلك التابعة لسوريا نفسها)، ولا يوجد تهريب مجاني للأسلحة من سوريا إلى ‘حزب الله’ في لبنان، ولا توجد هجمات إسرائيلية يومية تدفع نظام دمشق إلى الجنون وتشكل خطراً دائماً عليه. وإذا كانت سوريا خارج المعادلة، فسيؤثر ذلك بقوة في ‘حزب الله’”.
قطع أنبوب التنفس
واشارت شحادة انه “في تقدير الإسرائيليين فإن قطع سوريا عن المحور الإيراني سيؤدي إلى قطع ما سموه “أنبوب التنفس” عن “حزب الله”، “فنقل السلاح والمقاتلين والبضائع، التي تتدفق من سوريا إلى لبنان، ستتوقف إذا ما تم إبعاد سوريا عن المحور الإيراني، وعندها إذا تدخلت إيران كي تحمي نفوذها في سوريا في وجه قوات الثوار، من شأنها أن تكون مطالبة بنقل قوات ومقدرات أخرى إلى سوريا، مما يقيد قدرتها على العمل، بالتوازي ضد إسرائيل في ساحات أخرى”.
وتساءلت شحادة بنهاية تقريرها: هل ستنجح اسرائيل في استغلال الفرصة المتاحة وتغيير ميزان القوى، أم أن هذا الرهان سيعقد المنطقة أكثر فأكثر؟ وتجيب أن “الرد سيكون في صورة وجه الشرق الأوسط في السنوات القريبة المقبلة”.