واشنطن – الناس نيوز ::
كشف ضابط سابق في وكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.إيه) أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الحرب في غزة يدور حول طريقة إدارتها وليس استمراريتها.
وأشار الكولونيل ديفيد دي روش، وهو الآن محاضر في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن إلى ما وصفه بأنه “قلق” أميركي من العدد الكبير للضحايا في حرب إسرائيل على قطاع غزة، لكنه أكد أن الولايات المتحدة “ملتزمة بأمن إسرائيل”.
“ليس من المحبذ مواصلة الحرب”
وأضاف دي روش أن التقارير تفيد بأن وزير الخارجية الأميركي أبلغ مسؤولين إسرائيليين هذا الأسبوع بأنه “ليس من المحبذ مواصلة هذه الحرب”، معتبرا أن ذلك يعني ضرورة أن تتحمل إسرائيل بنفسها تكاليف الحرب، بحسب وكالة أنباء العالم العربي.
وتابع “إسرائيل تخوض الحرب.. والولايات المتحدة شريك رئيسي لإسرائيل، لكن في أي تحالف، ترى القوى مصالحها بطرق مختلفة، وفكرة أن تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل أن تفعل شيئا تعتقد الأخيرة أنه ليس في مصلحتها محدودة للغاية”.
عدد الضحايا يقلق أميركا
إلى ذلك أوضح دي روش أن عدد الضحايا يشكل مصدر قلق كبير في السياسة الأميركية، ويجب أن يكون مصدر قلق في السياسة الإسرائيلية لأنه يمثل خسارة استراتيجية لإسرائيل.
لكنه شدد على أنه “ليس العامل الرئيسي لحسم الموقف الأميركي.. لأن الولايات المتحدة بشكل عام ملتزمة بأمن إسرائيل”.
وأشار دي روش إلى أن معظم الأميركيين إن لم يكن كلهم يعتقدون أن ما حدث في السابع من أكتوبر هو شيء فظيع ولا ينبغي السماح بحدوثه مرة أخرى.
لكنه أوضح قائلا “الإدارة اكتشفت بعض الأشياء وأولها أنه كلما زاد عدد الضحايا المدنيين في غزة، بغض النظر عن المسؤول عن هذه الخسائر، فإن إسرائيل تتحمل المسؤولية عنها”.
وأضاف أنه ” ثانيا: كلما زاد عدد الضحايا المدنيين، ابتعدت الحرب عن تحقيق المصالح الإستراتيجية لإسرائيل، وهذه هي المشكلة الأكبر، لكن ليس إلى حد القول إن الولايات المتحدة تعارض التصرفات الإسرائيلية”.
هجوم 7 أكتوبر
يذكر أن إسرائيل بدأت هجوما من الجو والبحر والبر على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن اجتاح مقاتلو حركة حماس بلدات ومستوطنات ومعسكرات إسرائيلية في هجوم تقول إسرائيل إنه انتهى بمقتل 1200 شخص.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن الهجمات الإسرائيلية قتلت قرابة 16 ألف شخص وخلّفت ما يزيد على 40 ألف جريح.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أنه من السابق لأوانه إجراء تقييم نهائي حول ما إذا كانت إسرائيل تستجيب للنصيحة الأميركية لحماية المدنيين في عملياتها العسكرية الجديدة.
وقالت الخارجية الأميركية إنها تلاحظ بعض التغييرات في العمليات العسكرية بجنوب قطاع غزة لتفادي تكرار ما حدث في الشمال.