أحمد بغدادي – الناس نيوز
يروي خليل جِرّو حكايته مع الفن لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية ، محطات مفصلية في حياته المهنية التي صنعت منه أوركسترالي محترف، ويقول جرو إنه من مواليد حلب عام 1990 ، ملحن وموزّع موسيقي، وعازف على آلة الكمان والبيانو، ودراسته الجامعية كانت في تخصص الهندسة المدنية “طوبوغرافيا”.
انطلقت موهبته في الأنشطة المدرسية، والاحتفالات التي تقام في المناسبات خلال العام الدراسي. ثم دخل “المعهد العربي للموسيقى” ودَرَس الصولفيج والعزف على آلة الكمان، لمدة أربع سنوات، وعقب ذلك بدأ العزف مع فرقة “الحجرة” التابعة للمعهد، ومع الأوركسترا الغربية للموسيقى الكلاسيكية في حلب.
ويقول خليل جرو ” للناس نيوز ” حول تجربته في الحفلات الموسيقية مع فنانين سوريين: “شاركت في أمسيات وحفلات مع عدد من المطربين المحليين الموجودين بمدينة حلب، مثل “حمام خيري” “صفوان عابد” “مصطفى هلال” “فؤاد ماهر”.
وتزامناً مع دراستي في كلية الهندسة المدنية قسم “جيوماتيك طبوغرافيا”، لمدة خمس سنوات، كنت أتابع مشواري الفني، وشاركت مع أوركسترا الحجرة الغربية للموسيقى التابعة للمعهد العربي بثلاث حفلات في تركيا: أضنة وأنطاكية وغازي عنتاب وشاركتُ مع الفنان ” حمام خيري” في مهرجان بيت الدين – بيروت/ عام 2012. بالإضافة لذلك في تلك المرحلة، بدأت بمهنة التدريس، لآلة الكمان، والعود، والبيانو والصولفيج والغناء الشرقي، وكان لدي العديد من الطلاب، بعضهم أنهى دراسته في المعاهد الموسيقية بحلب، وبعضهم كنت أعطيهم دروساً خاصة، بالإضافة لدراستهم في المعهد الموسيقي.
عن باريس .. والتجربة الاستثنائية التي أغنت مسيرته الفنية يحدثنا الفنان جرو:
في نهاية 2016 سافرت إلى فرنسا، ومنذ وصولي بدأت بتعلم اللغة في باريس، مكان إقامتي الحالية. بدايتي الفنية في فرنسا كانت مع فرقة “تخت التراث” الموجودة في باريس، وبرفقة الفنان “حمام خيري”؛ حيث تجمعنا صداقة، و علاقة عمل قديمة، وأتاح لي الفرصة الدخول للوسط الفني في باريس، عن طريق إحياء الحفلات والأمسيات الموسيقية، برفقته وبرفقة فرقة تخت التراث.
ويكمل الفنان جرو للناس نيوز” قدمت معهم أعمالا جميلة هي البرامج الموسيقية التي كنا نقدمها – أي: موسيقانا الخاصة بنا، وأغانينا وتراثنا، وثقافتنا؛ مثل الموشحات والأدوار، وإلى ما هنالك من كل القوالب الغنائية والموسيقية في الموسيقى الشرقية والموسيقى العربية.
كنا نشعر بتفاعل كبير جداً من الجمهور الغربي وبتجاوب جميل، رغم أنهم لا يفهمون الكلام الذي يُغنّى، ولكن، كانت المشاعر تصل إليهم، وأراهم بدرجة “السلطنة” أحيانا .
أجرينا بعض التعديلات البسيطة على اللون كي نواكب المتطلبات المرنة للجمهور .
وبالتزامن مع عملي في فرقة تخت التراث، عملت مع بعض الفرق الموسيقية الشرقية الموجودة في باريس: فرقة “طرب” التونسية في مسرح سيتي دي لا موزيك Cité de la Musique (مدينة الموسيقى).
وعملت مع مشروع لفرقة “فوندو” التونسية أيضاً، عبارة عن حفل تكريم للفنانة الراحلة “ذكرى”. كما شاركت في عدة حفلات موسيقية مع فرقة “مزيكا” للموسيقى في باريس على مسارح “باتاكلان- Bataclan” و تريانو- Traynor و “فولي بيرجير- Folies Bergère” وبالإضافة لذلك، أسسّنا ثلاثياً موسيقياً “تريو” فواز باقر وسمير حمصي وأنا ، وأحيينا عدة نشاطات في باريس وبروكسل وبعض المدن الفرنسية.
- وحول التجربة الجديدة مع بعض الفنانين يقول جِرّو:
عملتُ مع فرقة موسيقية فرنسية، عبارة عن مزيج جميل من الفنانين الفرنسيين والأجانب الغربيين، كنا نقدم باقة من المقطوعات الفرنسية والإيطالية والأفريقية.
وفي عام 2019 أسست فرقتيْ الموسيقية الخاصة “الأوركسترا السورية وهي تضم نخبة من الموسيقيين المحترفين
في باريس، وتضم فنانين سوريين وفنانين عرب، من لبنان
والمغرب وتونس ومصر.
وقمنا وأحيينا أول حفل على مسرح “فيلهارموني- La Philharmonie” في باريس، للفنان “عمر السرميني” الذي أتى خصيصاً من حلب لإحياء هذا الحفل.
حيث قدمنا في الحفل باقة من الموشحات والأدوار والقدود الحلبية، وأنا أحاول هنا، أن أقدّم رسالة سامية، تتضمّن هذا التراث الأصيل، لنحاول نشره إلى كل أنحاء العالم.
وطبعا هذا الحفل حضره ثلاثة آلاف متفرج في المسرح، وكان حفلاً ناجحاً ، وتفاعل الجمهور وتجاوب معنا بطريقة رائعة، علاوة على نقله تلفزيونياً بشكل مباشر، على قناة “آر تي شانيل- Art Channel” الفرنسية، والتي تعتبر من أهم القنوات الفرنسية التي تُعنى بالفعاليات الفنية والثقافية الموسيقية. وقد منحنا هذا الحفل طاقة قوية كي نستمر ونعطي أكثر.- من باريس تسافر حلب إلى فاس .
يقول الفنان جِرّو حول هذا المهرجان: تمت دعوة الأوركسترا السورية في باريس من قبل مهرجان فاس للموسيقى الروحية، وقمنا بإحياء حفل فني موسيقي على مسرح “باب الماكينة” في مدينة فاس العريقة، وكان الحفل بعنوان “من حلب إلى فاس “.
وبرنامج الحفل كان عبارة عن ثلاثة أقسام؛ قسم قدمنا فيه الموشحات والقدود، والقسم الآخر قدمته الأوركسترا المغربية الأندلسية، الموجودة في فاس بقيادة الفنان محمد بريول. والقسم الثالث كان مزيجاً بين الموشحات السورية الحلبية والموشحات المغربية.
وأضاف جرّو: مؤخراً وبسبب الظروف الراهنة وجائحة “كورونا”، أسستُ استوديو موسيقي منزلي، في بيتي، وأنا قيد العمل على مشروع تأليف وتوزيع موسيقي، سيبصر النور قريباً.
وبالنسبة لرؤيتي نحو وجودي هنا، أنا أحاول تقديم رسالة، كما قلتُ آنفاً، هي عبارة عن موسيقانا وتراثنا، وثقافتنا التي تمتد لآلاف السنين، عبر التاريخ.