القاهرة – الناس نيوز:
تشهد الساعات المقبلة محاولة جديدة لتعويم السفينة العالقة في مجرى قناة السويس مع حلول موجات المد البحري المتوقعة.
وقالت هيئة قناة السويس إنها استعانت بنحو 14 مركب قطر وحفر دفعت بهم إلى الموقع بالتزامن مع المد البحري مساء السبت.
وأضافت أنها ستقوم بتحريك المزيد من المعدات لتصل إلى الموقع مع الساعات الأولى من صباح الأحد.
وأدى تعليق حركة المرور عبر القناة التي تربط بين أوروبا وآسيا إلى تفاقم مشكلات خطوط الشحن. وأكدت دراسة أجرتها أليانز الألمانية للتأمين، أن تعطل الملاحة بالقناة قد يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار أسبوعيًا.
وتتوقع شركة موديز للتصنيف الائتماني أن يكون قطاع التصنيع وقطاع توريد قطع غيار السيارات في أوروبا الأشد تضررا، قالت “حتى إذا تم حل الوضع خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة، فلا مفر من حدوث ازدحام بالموانئ ومواجهة المزيد من التأخير في سلسلة الإمداد التي تشهد ضغوطًا بالفعل”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إدارته تدرس ما يمكنها تقديمه للمساعدة، بعد أن جنحت السفينة إيفر جيفن Evergreen التي يبلغ طولها 400 متر بسبب الرياح القوية، وقد تستغرق جهود تحرير السفينة أسابيع وربما تواجه تعقيدات بفعل عدم استقرار الأحوال الجوية، ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلًا بسبب قيود كوفيد-19. وترتفع أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى ما يتخطى الضعف تقريبًا.
كما أبدى رئيس شركة “شوي كيسن كايشا” المالكة لناقلة الحاويات العالقة يوكيتو هيغاكي، أمله في تعويم السفينة مساء السبت قائلًا: “إننا بصدد إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية”.
وأوضح هيغاكي متحدثًا من اليابان أن “المياه لا تتسرب إلى السفينة. ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح. وبعد تعويمها، يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار.
وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، المدير الفني لإيفر جيفن إن جميع أفراد الطاقم الخمسة والعشرين، الذين لا يزالون على متن السفينة، في أمان وبصحة وحالة معنوية جيدة.
ذكرت الشركة أن فريق الإنقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 آذار مارس للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة، كما أكدت الشركة في بيان “لم ترد تقارير عن تلوث أو أضرار بالشحنة، وتستبعد التحقيقات الأولية أي خلل فني أو خلال في المحرك كسبب لجنوح السفينة”.
بدورها أشارت هيئة قناة السويس إلى أنها استأنفت محاولات قطر السفينة الجانحة باستخدام زوارق السحب، بعد اكتمال أعمال التجريف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال.
ووفقا للهيئة فإن مناورات القطر تتطلب توافر عدة عوامل مساعدة أبرزها اتجاه الرياح والمد والجذر ما يجعلها عملية فنية معقدة لها تقديراتها وإجراءاتها ومحاولاتها المتعددة وفقًا لمواضع واختبارات الشد”.
ورحبت الهيئة بالعرض الأميركي للمساعدة. وقالت تركيا أيضًا إن بإمكانها إرسال سفينة إلى القناة، ضمن محاولات أنقرة الأخيرة إصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر بعد سنوات من الخصومة.
وقال قائد البحرية البريطانية المتقاعد توم شارب، إن أفضل فرصة للمحاولة القادمة ستكون ارتفاع المد يوم الأحد، لكن هناك مخاطر من تمزق هيكل السفينة إذا تم سحبها بقوة أكثر من اللازم نظرًا إلى أنها عالقة من المقدمة والمؤخرة.
وأمس السبت، قالت مجموعة شحن الحاويات CMA CGM إنها قررت تحويل مسار بعض السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس. وقالت الشركة التي مقرها فرنسا في تحديث على الإنترنت إنه سيتم مبدئيا تحويل مسار سفينتين. وأضافت أنها تدرس أيضا طرقا بحرية أو سكك حديدية أو جوية بديلة للبضائع التي لم يتم تحميلها بعد.