دمشق – الناس نيوز ::
أطلق ناشطون سوريون دعوات إلى إضراب عام و اعتكاف في مناطق سيطرة نظام الأسد وذلك يوم الخميس 22 كانون الأول ( ديسمبر ) من العام 2022 احتجاجاً على غياب الحلول وسط الحالة المذرية التي عصفت في البلاد.
وجاء في الرسالة التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن مجموعة من السوريين في الداخل و الخارج، نعلن عن تصميمنا للمشاركة و دعم الإضراب العام في الجمهورية العربية السورية. ليشمل الإضراب ثلاث قطاعات أساسية:
1- المحلات و الشركات التجارية
2- الجامعات
3- القطاع الحكومي باستثناء القطاع الصحي و الطوارئ
وأضاف البيان: “لقد وصل الحال في سوريا إلى أسفل السافلين، من جوع و فقر و ذل و هوان، وغابت عنا جميع مقومات الحياة من ماء نظيفة و قدرة شرائية و تعليم جيد و خدمة صحية و تدفئة و كهرباء و غاز و مواصلات”.
ولفت البيان إلى أنه “بتنا كسوريين نعيش اليوم و ننتظر مماتنا فيه لأننا لا نستطيع الإكمال بهذه الطريقة، يراهن الكثير على خوفنا و ضعفنا من بطش الأداة الأمنية و نحن بدون داعم و لا شريك”.
وشدد البيان على أنه “قررنا كمجتمع سوري مدني، غير منتسب باختلاف التوجهات السياسية و الدينية و الاجتماعية. فكلنا أصبحنا دون خط الفقر و دون خط الكرامة بالبدء بهذا الاعتكاف، لا نقبل دعم من أي دولة خارجية، كلهم شركاء في نسيان السوريين و أحوالهم و كلهم يتنافسون على الحديث باسم اصدقاء الشعب السوري.
فلا أميركا و لا اسرائيل و لا الاتحاد الأوروبي و لا محور الممانعة و لا حتى بلاد الواق الواق مرحب بها بدعم هذا الاحتجاج”.
نحن نعلم أن الخروج إلى الشارع ليس بالأمر السهل، ولا المنطقي على الأقل اليوم.
لذلك و مع فقدان المواد الأساسية من المحروقات و توقعاتنا بشلل قدرة الاداة الأمنية على ضرب حركتنا، وجدنا أن الحل الأفضل هو الاعتكاف في المنزل دون الذهاب للعمل.
يقوم حاليا الشعب الإيراني بنفس الطريقة و هو يحرز حالياً انتصارات ميدانية ستجدي لا محال إلى تحريره من الضيان و الألم.
لذلك، نرجوا من الجميع تناقل هذه الرسالة عبر الواتساب و وسائل التواصل الاجتماعي إلى أصدقائكم و رفاقكم و أهلكم في الداخل و الخارج السوري و نطلب من كل الأشخاص المؤثرين في الشارع السوري بتبني هذه الخطوة.
لا يمكن لأحد أن يتهمنا بالعمالة، نحن لا ندعي للقتل
لا ندعي الأذية
لا ندعي للإقصاء
لا ندعي للمخاطرة
لا نقبل الدعم من أي دولة خارجية مهما كانت، فكان الأولى بهم أن يناصروننا في ضعفنا لا في احتجاجنا إن أرادوا!
نحن فقط سئمنا من انهيار أحلامنا و ضياع مستقبلنا.
لذلك ندعو الجميع للانضمام إلى هذا الاحتجاج، مهما كان شكل الدولة الذي تسعى له، مهما كانت طائفتك و ديانتك و قوميتك، نريد جميعاً المشاركة بالاحتجاج و الاعتكاف.
و وبحسب ما ورد في بيان النشطاء الذي يقولون فيه نطلب من الفنانين والإعلاميين و المؤثرين و رجال الدين و رجال الأعمال و المنظمات الانسانية و النسوية و التعليمية و الأطباء و المهندسين و العلماء و المعلمين المتميزين من مجتمعنا السوري بتبني هذا الحراك.
الجدير بالذكر، أنه اندلعت احتجاجات غاضبة في محافظة السويداء (جنوبي سوريا)، اليوم الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول، جرّاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية في المحافظة.
وتجمع عشرات المواطنين في ساحة السير وسط مدينة السويداء، اليوم الأحد، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية، وفشل الدولة في توفير الخدمات.
ووجه المحتجون دعوة لكل السوريين في المحافظات الأخرى، من أجل الإضراب العام والعصيان المدني، إلى حين تحقيق مطالبهم.
وأثناء الوقفة الاحتجاجية، تدخل وفد من موظفي محافظة السويداء، من أجل محاورة المحتجين، مؤكدين أنهم يسعون لتحقيق مطالب الشعب وتأمين الخدمات، ولكن دون الانزياح عن ما وصفوه بالخط الوطني.
وطالب الوفد المحتجين بانتداب عشرة أشخاص منهم، من أجل الدخول إلى مبنى المحافظة والحوار معهم، فرد أحدهم “نحن لا نتحاور مع من قتل أولادنا”.
وأطلق ناشطون سوريون من محافظة السويداء، أمس الجمعة، دعوات جديدة للتظاهر اليوم الأحد، في تمام الساعة الـ 11 صباحاً، في “ساحة الكرامة”، بسبب ممارسات قوات النظام، وفساد المؤسسات الحكومية، وانعدام الخدمات، ونهب المال العام.
وجاء في مضمون الدعوة التي نشرتها صفحة “السويداء-ASN”، “إننا ندعو جميع أصحاب الحق من أبناء المحافظ،ة وأهلنا في المحافظات الأخرى للوقوف غداً الأحد صفاً واحداً، لتأمين حياة حرة كريمة”.
وأكد القائمون على الدعوة أنها ستكون وقفة احتجاجية سلمية، دون أي عمليات تخريبية، لأن “المؤسسات هي ملك للشعب ونحن مجموعة من أبناء السويداء الأحرار، سنقوم بحماية المتظاهرين من أي اعتداء عليهم، ونحن لا ننتمي لأي جهة أو مجموعة مسلحة، فنحن أبناء هذا الجبل الأشم أحفاد سلطان باشا الأطرش، وأبناء هذا الوطن السوري الذين رفضنا مغادرة أرضنا، لأننا متجذرون فيها”
ويوم الجمعة، هدّدت استخبارات النظام، قائد قوات “رجال الكرامة” ليث البلعوس، بحرق السويداء، بسبب خروجها بمظاهرات ضد النظام.
وقالت شبكة “السويداء ANS”، إن “ليث البلعوس تلقى تهديدا بشكل مباشر وطائفي، من قبل رئيس إدارة المخابرات الجوية في سوريا اللواء غسان إسماعيل، نتيجة خروج المحافظة ضد النظام”.
وبحسب الشبكة، فإن “إسماعيل” هدد بحرق السويداء، وتدميرها على رؤوس شبانها الذين تظاهروا ضد النظام، كما هدد “البلعوس” بشكل مباشر، نتيجة ظهوره بصور وهو يقف إلى جانب المتظاهرين.
وأضافت أنه هدد أيضا بحرق وتدمير مضافة الكرامة، وهي مضافة للشيخ “وحيد بلعوس” مع توجيه تهم الخيانة له والعمالة للخارج.
وفي 19 سبتمبر/أيلول الماضي، خرج أهالي مدينة السويداء، باحتجاجات وقطعوا الطرقات، وذلك بسبب تردي الواقع الخدمي في المحافظة.
وأطلق المتظاهرون شعارات سياسية طالبت بإسقاط النظام، وتم تمزيق وحرق صورة بشار الأسد، المعلقة على شرفة مبنى المحافظة.
وكانت أوكلت حكومة النظام، في الخامس من ديسمبر/كانون الأول، للمدعو “وائل جربوع” إدارة شؤون محافظة السويداء، بعد استدعاء محافظ السويداء “بسام باسيك” إلى العاصمة السورية “دمشق”.
وادعى “جربوع” أن أول الأمور التي سيأخذها على عاتقه، إعادة تأهيل مبنى المحافظة برفقة رئيس وأعضاء غرفة تجارة وصناعة السويداء.