ملبورن – الناس نيوز ::
نفذت السيدة فريال ريمان عهدا كانت قطعته على نفسها بعد وفاة صديقتها “وفاء” بمرض السرطان وهو إحياء ذكرى رحيلها والتضامن معها بحلاقة شعرها بحضور كل العائلة والأهل .
وبكثير من الطاقة الإيجابية والابتسامة تقبلت فريال ، وهي لبنانية أسترالية وأم لثلاثة أبناء ( شابان وشابة) ، تقبلت حلاقة شعرها بهدف تحقيق ” الوفاء لوفاء” صديقتها التي رحلت عن دنيانا بمرض السرطان .
وفي قاعة استقبال المرضى في عيادة طبيب القلبية وليد الأحمر ، وسط مدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية ، اجتمع الأهل والاصدقاء وعدد من الضيوف لحلاقة شعر فريال ، وتأكيد رمزية الحالة للتضامن مع مرضى السرطان وجمع التبرعات للمصابين في لبنان على أعتبار ان الاوضاع هناك بائسة طبياً ومالياً لدى الأهالي ، لا سيما في ظروف الحرب الراهنة التي تُفرض على لبنان من حزب يحتكر قرار الحرب .
وتناوب الابناء والبنات والأهل على قص خصال من شعر فريال التي كانت كل الوقت مبتسمة وتعطي طاقة إيجابية للآخرين مؤكدة في بعض الكلمات لها على النصيب الذي تعرضت له صديقتها الراحلة وفاء وهي في ريعان شبابها .
وقالت فريال لجريدة الناس نيوز الأسترالية ، نحن نتواجد اليوم هنا كي نتغلب على السرطان الذي يصيب احبائنا بكثير من الإرادة والإصرار على معالجته من خلال مد الآيادي للمرضى كي يحصلون على الأدوية والطبابة التي يستحقون ، نحن هنا اليوم مع جيل جميل من الصبايا والشباب لنرسل رسالة محبة وتعاون وتعاضد مع مرضى السرطان ، نريد ان نوسع اهتمام انسانيتنا أكثر ، كلنا نرحل ، ونعرف ذلك ، لكن أيضا نريد ان نساعد كل من يحتاج المساعدة كي نستمر اطول زمن ممكن ، التمسك بالحياة غريزة وحق بشري وإنساني وهو قيمة نريد ايضا ان نحافظ عليها .
وتشير فريال إلى طفل صغير في حضنها وتقول ، هذا حفيد صديقتي الراحلة وفاء أبن عمر ، الابن البكر للمرحومة ، الذي ولد حديثاً ، سبحان الله جاء في الوقت المناسب كي يعيش معنا ذكرى رحيل جدته ، وكأنه يقول الحياة مستمرة من نسل وفاء وأولادها ، هذه بهجة تزيل عنا مسحة الحزن لرحيل وفاء .
وأبدى العديد من الحاضرين تأثرهم الإنساني البالغ لموقف فريال ومساندة عائلتها، والأهل جميعاً ، ووقوفهم الى جانبها ، الاولاد والبنات وزوجها ناظم ريمان ، وأخته ، وعائلة أخته المرحومة .
وقال الدكتور وليد الأحمر للناس نيوز ، وهو رئيس الجمعية الطبية اللبنانية الأسترالية ( ألما ALMA ) إن مبادرة السيدة فريال ، مبادرة خلاَّقة وإنسانية وهي ترسل بموقفها هذا رسالة تضامن انسانية كبيرة وذات مدلول كي تحفز الجميع على بذل الجهود والتبرع لمرضى السرطان ومساندتهم ، من تجربتنا المهنية في عالم الطب ندرك تماما عمق الألم لدى عائلات مرضى السرطان وذويهم وكل الظروف المحيطة بهم .
يضيف الدكتور الأحمر أنه لا بد هنا من توجيه الشكر لفريال وعائلتها وعائلة صديقتها الراحلة ، آملين ان نتمكن جميعا من مساعدة مرضى السرطان سواء بالتبرعات المالية أو المساعدات الطبية أو الاعمال والنشاطات التي تحشد المجتمع والرأي العام للاهتمام بمرضى السرطان.
وختمت فريال بالقول إن وعدي لوفاء هو وعدي لنفسي قبل عيد ميلادي 60 أن أحلق شعري ، كحالة رمزية لدعم مرضى السرطان وحث المجتمع على الانخراط في هذه الحالة التطوعية .