ميديا – الناس نيوز ::
البيت الأبيض – نشمي عربي – في حديث هادئ مع مسؤول عربي مهم في زيارة خاصة لواشنطن أوائل العام، أَكدَّ أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة لإقناع الرئيس الأسد بالابتعاد عن طهران والعودة للحضن العربي، وبأنهم يتوقعون نتائج إيجابية ستعود بالخير على سورية وشعبها …
جاء ردي عفوياً دون أي تفكير، ومن كلمتين، وبالإنجليزية: (Good luck).
أن يبتعد الأسد عن إيران، ومحورها في المنطقة، فالأمر يحكمه شرطان أساسيان: رغبة الأسد بالابتعاد، وقدرته على القيام به، وفي الوقت الذي لاأستطيع فيه أن أحكم على النوايا، فقد كنت مُؤمناً لدرجة اليقين أنه غير قادر على القيام بالأمر، ونقطة على السطر.
الأسد الذي لا يرضيه أن تتم مقارنته بأبيه، ولم يتردد أن يقول بشكل صريح ومباشر، وفي عدة مواقف: (أنا لست أبي) !!! وجد نفسه طرفاً في لعبة شبيهة بتلك التي أجاد والده ممارستها باقتدار، وهي إدارة علاقة مُرَكَّبَه ومعقدة بين بلده وإيران من طرف، وبلده ومحيط عربي يتوجس من تلك العلاقة وكل ما تمثله إيران في المنطقة من طرفٍ آخر.
كل ما يتعلق بلعبة إدارة العلاقة مع إيران كان مختلفاً جداً بين الأسدين، الأب والإبن، سواء لظروف دخول كل منهما لهذه اللعبة، أو أسلوبه وأدواته فيها، وهذا أمر كنت قد تناولته بالتفصيل في مقالات سابقة، ومن هنا فإن الحكم على مدى قدرة الأسد على فك ارتباطه بإيران دون أخذ كل هذه الاختلافات في الاعتبار، والأهم من ذلك الظروف الضاغطة جداً التي وصل إليها هو وبلده، سيكون ضرباً من التنجيم الذي لا يستند لحقائق.
لا أعتقد للحظة واحدة بأن أصحاب الجهود العربية التي انفتحت على الأسد يؤمنون بالتنجيم، أو أنهم غير مدركين لمحدوديته الشديدة في قدرته على الابتعاد عن طهران ومحورها في المنطقة، ومن هنا فإنه لابد من وجود أسباب أخرى لانفتاحهم على الأسد ونظامه، خصوصاً أن الدول التي تدعم هذا التوجه قادرة على إدارة علاقاتها مع طهران باقتدار وبشكل مباشر، دون الحاجة لكسب الأسد وبلده المشرذم لصفها، ولكنهم بنفس الوقت يدركون مدى محورية سورية في التمدد الإيراني في المنطقة، ومن هنا فإن الأمر بالنسبة لهم يستحق المحاولة الدؤوبة، ترغيباً وترهيباً، رغم قناعتهم المسبقة بمحدودية النتائج.
الأمر الآخر الذي قد يفسر هذه الجهود العربية هو أننا يجب أن نعترف أن الأسد ونظامه استطاعا أن يقدما نفسيهما كعدو شرس ورأس حربة في وجه الإسلام السياسي في المنطقة، رغم الاتهامات التي تطال أجهزته الأمنية بأنها كانت أحد أهم منتجي أكثر أشكال الإسلام السياسي تطرفاً عندما أطلقت في بداية المأساة السورية سراح الإسلامويين ومنهم الذين كانت قد استخدمتهم في العراق سابقاً، في نفس الوقت الذي تمكن فيه كل الإسلامويين المعتقلين في العراق من الهرب من محابسهم (وبالجملة) أيام حكومة المالكي ..!! لتشكل فلول الطرفين النواة الصلبة لتنظيم الدولة الإسلامية وأغلب التنظيمات المشابهة في المنطقة.
الأمر الآخر المهم والذي قد يفسر تلك الجهود العربية التي تدفع باتجاه الأسد هو فشل أغلب معارضيه في تقديم أنفسهم كبدلاء معقولين له ولنظامه، لا بل إن بعضهم وقع في الخطأ المميت بالتماهي مع الإسلام السياسي والدول التي تقود أجنداته في المنطقة، الأمر الذي عرف الأسد ببساطة كيف يستفيد منه.
تملك الدول العربية التي تسعى لتحييد الأسد عن طهران ومحورها تَرَفَ الوقت والقدرة الإقتصادية للتجريب في المُجَرَّب، وكانت تستطيع أن تمضي إلى مالانهاية في لعبة التجاذب تلك حول سورية وموقعها في المحور الإيراني، ولكن لاعباً آخر لم يكن يوماً غريباً عن هذه اللعبة ولا بعيداً عنها، تضطره ظروف مابعد أكتوبر 2023 وتداعياتها للقفز للمقدمة ليغدو هو اليوم القائم بها من أَلِفِهَا إلى يائِها، وبكل صرامة، وحسب شروطه هو، على أنه لايملك تَرَفَ الوقت، ولا رفاهية الخيارات، فهو تحت ضغوط غير مسبوقة على كل الأصعدة … عن بنيامين نتنياهو نتحدث هنا.
لاتزال طريقة الحياة والتفكير الأميركية تفرض نفسها في مراس نتنياهو السياسي، يظهر ذلك جلياً في قدرته على تحويل أزماته (وما أكثرها) إلى فُرَصْ، وطوفان أكتوبر بكل ضغوطه عليه وعلى إسرائيل لن يكون استثناءً، بل ربما رأى فيه فرصة نادرة لتخليد اسمه في الذاكرة الإسرائيلية والدولية على أنه رغم مساهماته الموصوفة في صنع أزمات بلاده، فهو الأقدر على التعامل معها، وإيجاد حلولٍ لها، وبالطريقة الإسرائيلية المعهودة، عبر تحويلها إلى أزمات للمنطقة بل للعالم برمته، تستوجب من الجميع التعامل معها، ولكن بطريقته هو فقط.
إذا أردنا تحليل ال M.O. السياسي(method of operation) لنتنياهو، كأطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل (17 عام حتى تاريخه) سنجد فيه سمات هامة ثلاث:
الأولى هي موقفه الرافض لأي تنازلات من جانب إسرائيل في أي مفاوضات سلام مع أي من الأطراف العربية، فهو المؤسس الفعلي لفكرة السلام مقابل السلام، بدلاً من السلام مقابل الأرض، أو مقابل أي حقوق لا يؤمن بها أصلاً.
السمة الثانية التي طبعت أداء نتنياهو السياسي هي أن هاجس القدرات النووية الإيرانية كان دوماً مسيطراً في كل توجهاته السياسية، حتى المحلية منها، فقد قدم نفسه دوماً للناخب الإسرائيلي على أنه أقدر من يستطيع التعامل مع الخطر النووي الإيراني.
أما السمة الثالثة فتتعلق بموقفه مما يجري في سورية، وإن كان هناك أكثر من توجه إسرائيلي في هذا الخصوص، فإن نتنياهو تبنى دوماً الموقف الذي يشجع إطالة المأساة السورية قدر الإمكان، يقف وراء ذلك اعتباران مهمان:
الأول استراتيجي وهو أن إضعاف سورية كان دوماً هدفاً محورياً لإسرائيل،
والثاني تكتيكي، ويتمثل في حالة الرضى الإسرائيلية عموماً عن حالة الهدوء المزمن على حدود البلدين، والتي أثبت نظام الأسد الأب قدرته الفائقة على ضبطها دون أي خرق يذكر منذ اتفاق فصل القوات الموقع بينهما في جنيف عام 1974، مايعطي نتنياهو سبباً للتمسك بنظام الأسد الإبن الذي افترض انه استمرار لنظام الأسد الأب، على الأقل فيما يتعلق بنقطة ضبط وتأمين الحدود، والتي عملت بالتوازي لصالح الطرفين، مما يطرح لديه تساؤلاً محقاً حول جدوى تجربة التعامل مع بديل مجهول لايعرفه ولايعرف موقفه حيال القضية الحيوية جداً لأي حكومة إسرائيلية.
حتى وإن بدت تلك السمات في سياسات نتنياهو منفصلة من حيث التنظير، إلا أنها في الواقع مرتبطة من حيث التطبيق، فَهَوَسَه المزمن بالنووي الإيراني دفعه لتركيز جهوده ومن خلفه الغرب بهذا الاتجاه، في نفس الوقت الذي أغمض فيه الجميع (ونتنياهو في المقدمة) أعينهم عن التمدد الإيراني في المنطقة، الأمر الذي مَكَّنَ لطهران أن تأخذ علاقاتها مع الأسد الإبن في سورية منحىً غير مسبوق، ماكانت لتحلم به أثناء حكم الأب، ورفض نتنياهو لتقديم أية تنازلات في الملف الفلسطيني وحالة الانسداد السياسي في أية مفاوضات فيه، دفعت الإسلام السياسي الفلسطيني ممثلاً بحماس إلى الحضن الإيراني، ساعد في ذلك حالة الانكفاء العربي عنها كتعبير عن إصرار دول عربية وازنة على الوقوف في وجه كافة أشكال الإسلام السياسي بشقه السنِّي، في الوقت الذي كانت كل ظروف المنطقة تساعد على تمدده بشقه الشيعي ..!! الأمران اللذان عرف الأسد كيف يُجَيِّرهُما لصالحه على امتداد سنوات المأساة السورية، إلى أن أتى طوفان أكتوبر 2023 ليقلب كل المعادلات في المنطقة رأساً على عقب، وللجميع.
سَيَمُر وقت طويل وَيُهدَر حبر كثير قبل أن تظهر للعلن التفاصيل الحقيقية لظروف إطلاق طوفان أكتوبر 2023, وأنا إن كنت قد حاولت في مقالات سابقة أن أُزاوج بين التحليل والمعلومة في قراءة ظروف ماقبل الطوفان لأبني قراءتي عليها، فأنا أعترف بأنني اليوم وأمام حجم واتجاه التطورات التي ترتبت عليه واتساع دوائرها، قد أجد أنه من الحكمة ترك باب تخمين ظروف إطلاقه مفتوحةً حتى لأكثر الاحتمالات غرابةً ..!!! ولكن بانتظار تكشف الصورة مع الوقت فلا يسعني إلا أن أبني على ماهو متاح منها، والذي لا اختلاف فيه الآن، حتى لو اختلف تفسيره مستقبلاً.
في تعامله مع طوفان أكتوبر وارتداداته مارس نتنياهو سياسة استخدام القوة المفرطة التي قد تبدو وكأنها (خَبْطَ عَشْواء) تفتقر إلى رؤية سياسية وراءها، خصوصاً أن هناك من يستطيع أن يحاجج بأن عمليته العسكرية في غزة رغم كل جبروتها لم ولن تستطع إنهاء حماس، وأن انتقاله إلى خارج غلاف غزة ليس سوى هروب إلى الأمام، الفن الذي كان نتنياهو دوماً من رُوَّادِه، وفي اللحظة التي لطالما انتظرها وفتح فيها حزب الله ما أسماه (جبهة إسناد غزة) نقل نتنياهو عملياته العسكرية إلى لبنان ليفتح مصاريع جهنم كلها هناك، ما استدعى استحضار نفس المقولات بأن ضربته المزلزلة في لبنان لن تستطيع أن تقضي على حزب الله، والتي لم ينتظر سماعها لتبدأ قواته بمناوشة الأسد برياً في الجولان ومحيط القنيطرة، في إشارات واضحة أنه لن يتورع أن ينقل عمليته العسكرية هناك بالتوازي معها في غزة ولبنان، ماحدى ببعض منظري (محور المقاومة) للقول ان نتنياهو ينتقل من فشل إلى آخر، غير مدركين أنه يفكر بطريقة مختلفة تماماً، ويعلم بدقة شديدة ما يقوم به.
يُدرِك نتنياهو أن اجتثاث حماس وحزب الله هو عملية معقدة جداً ومكلفة جداً، ولن يقدر على دفع تكاليفها المادية والسياسية وحده، ولذلك فقد تبنى سياسة مزدوجة تقوم على حَدَّين: الأدنى يعتمد توجيه ضربات عسكرية قاصمة تنال من البنيتين القتالية والتحتية للمنظومتين، بما يشكل نقاط ارتكاز للحد الأعلى والأهم في سياسته وهو القضاء على منظومة الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي بعملية ممنهجة مستغلاً الفرصة التي لن تتكرر وأتاحها له طوفان غزة وتداعياته، وسيعرف كيف يوظفها في حشد الدعم المحلي والأميركي والعالمي لتحقيق هدف لن يكون شططاً من الخيال ولا إفشاءً لسر بأنه سيحظى بدعم معنوي وربما مادي لمحور عربي يمتد من الرباط إلى أبوظبي مروراً بالقاهرة وعمان والرياض، ولن يستثني حتى السلطة الفلسطينية، ناهيك عن أن تدخل حزب الله في المأساة السورية ساهم في حشد طيف شعبي عريض من أعداء نتنياهو الذين لن يضيرهم أن يروا نهاية الحزب على يده،نتنياهو اليوم أشبه براكب الدراجة الذي لايستطيع أن يحافظ على توازنه إذا توقف عن التدويس ..!!
ولكن ماذا يريد نتنياهو فعلاً من الأسد؟
ولماذا هذه الخروقات الغير مسبوقة لحدود 1974؟ بل والتقدم باتجاه القنيطرة غير مَرَّه؟
هناك سردية تتحدث عن إدراك نتنياهو لاستحالة تفكيك حزب الله دون تدخل بري يحاول الحزب جاهداً جره إلى مصيدته في مناطق انتشاره في الجنوب اللبناني، والتي تمكن الحزب على مدى عقود من تحصينها بشكل محكم جداً، وأن التفافاً برياً عليها يمر من الأراضي السورية قد يؤمن له ظروف أرضية أفضل للتعامل معها، مؤمناً أن الجيش السوري المنهك لن تكون لديه القدرة على التدخل، مستدلاً بعجزه التام عن مواجهة استهداف الطيران والمُسَيَّرات والصواريخ الإسرائيلية الشبه يومي لأهداف على امتداد المساحة السورية.
في الوقت الذي لا أدَّعي فيه أية مقدرة للتحليل العسكري، فإنني أنحاز للقناعه بأن لنتنياهو غاية سياسية مختلفة تماماً من وراء تصعيده في الجولان، تتجاوز في مردوداتها كل ماقد يقدمه الأسد ونظامه لنتنياهو في مواجهته لإيران وحزب الله ونفوذهما في المنطقة، إن كان لجهة وقف أية إمدادات إيرانية للحزب عبر الأراضي السورية وإغلاق كافة معابر وطرق هذا الإمداد، أو تسريب معلومات عن ممرات ومستقرات الحرس الثوري وحزب الله بين سورية ولبنان، هذه كلها حاجات تعبوية لوجستية لن يتنازل نتنياهو عن أن يقدمها الأسد له صاغراً، على أن يصاحب ذلك أكبر قدر من الضجيج الإعلامي، بما يفي بتحقيق الغاية السياسية الاستراتيجية الأهم، وهي كسر هذا المثلث الصلب في العلاقة بين ثالوث إيران-الأسد-حزب الله، مرة وللأبد، لأن نتنياهو الذي يقرأ الأطراف الثلاثة وتفاصيل علاقاتهم بوضوح شديد يدرك أنه دون ذلك فكل ما قام وسيقوم به من اجتثاث للبنية التحتية للحزب وتقليم لأذرع إيران الإقليمية سيكون دون جدوى حقيقية، وأن إيران ستمارس صبرها الاستراتيجي المعهود في تلقي ضرباته على أمل أن تعيد في مرحلة لاحقة تنشيط نفوذها في المنطقة الذي لن تتنازل عنه على الإطلاق، لأنه جزء من سياسة أمنها القومي، حتى وان اضطرها ذلك لمعاودة الاستثمار في نظام الأسد الذي تعلم تماماً مدى ضعفه أمام تلبية احتياجات نتنياهو.
يعلم نتنياهو مدى خطورة ضغطه على الأسد، وأنه قد يودي بسهوله بنظامه، الأمر الذي لم يكن يوماً من ضمن أهداف سياسته في المنطقة، ولكنه يدرك أيضاً أن خياراته هو محدودة أيضاً، وأنه لن يستطيع أن يبقي على حالة مواجهته الشرسة لحزب الله وإيران للأبد، سواء لناحية قدرة بلده على القيام بذلك، أو لجهة ضمانه استمرار الدعم السياسي والعسكري الأميركي له، والسكوت العالمي عن عملياته وأثمانها الإنسانية المرتفعه، ولذلك فإن خياره الوحيد سيكون في المضي اليوم في عمليته لأقصى حد ممكن، مع يقينه التام بأن كل نتائجها العسكرية ستكون غير ذات قيمة مالم تفضي إلى تغيير في دينامية العلاقة بين أطراف ثالوث إيران-الأسد-حزب الله، وهنا قد يكون من المفيد للأسد أن يقتنع أنه لاهو ولا نظامه مستهدفان بالحقيقة، فهما أضعف من ذلك، ولكنه وقت دفع فاتورة علاقاته الغير متوازنه على الإطلاق مع طهران ومحورها، الأمر الذي كان والده أحرص بكثير على أن يتورط به، وأن نعمة تناقض الأجندات الإقليمية حول سورية التي عرف كيف يستفيد منها حتى اليوم، ستكون هي النقمة التي قد تودي بنظامه غدا أو بعد غد.
هل معنى ذلك أن اجتياحاً برياً لسورية أمر غير وارد على الإطلاق؟ ليس تماماً، وإن كنت أُرَجِّح أن نتنياهو يتمنى ألا يضطر إليه، وأن يمضي الأسد تحت ضغط مناوراته في الجولان، وبنصائح روسية وعربية، إلى أبعد مدى في تعاونه مع رغباته ومتطلباته في حربه على التمدد الإيراني، الأمر الذي سيجعل الأسد منكشفاً تماماً مع حليفه الإيراني وحزب الله وجمهوره الساخط عليه أصلاً، وهذا بالضبط مايريده نتنياهو تماماً.
الثابت هو أن تلك (السعة) في التعامل بين الأطراف كافةً لم تعد موجودة اليوم، وأن طوفان أكتوبر 2023 ذهب بها إلى غير رجعة، ليضع أطراف الصراع جميعاً على رؤوس أصابعهم، وبمنتهى التصميم والتحفز، أمام خيارات تضيق على الجميع يوماً بعد آخر، الأمر الذي سيكون ضاغطاً جداً على الأسد، وسيضع نهاية للعبة التذاكي بين محاور هي اليوم أكثر عَضَّاً على النواجذ للحفاظ على مصالحها، حتى لا أقول وجودها.