باريس – الناس نيوز ::
“ذاكرة إبداعية للثورة السورية”، مشروع انطلق في 2013، يهدف الى توثيق أشكال التعبير الفكرية الثقافية والشعبية للفترة الممتدة منذ عام 2011 وحتى اليوم، انطلقت به المصممة الغرافيكية السورية سنا يازجي، وينكب فريق عمله على توثيق وأرشفة كل ما أفرزته الثورة من لافتات وصور ورسوم كاريكاتور وموسيقى وغرافيتي ومختلف الأعمال الفنية والإبداعية، إضافة إلى الوثائق ومقاطع الفيديو.
وفي البيان الصحفي الصادر عن “ذاكرة إبداعية” ووصلت نسخة منه إلى جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الالكترونية فإن “ذاكرة إبداعيّة” يحتفي بـ30 أيار 2023 بالعمل والمعنى والمعرفة، وهي ذاكرة إبداعية بالمفرد دفعاً لادّعاء تملك “الذاكرة”، أيِّ ذاكرةٍ كانتْ، ودفعاً باتجاه العمل والمساهمة في بناء تعدديةِ ذواكرَ وسردياتٍ، حرة ومستقلة.
تهدف “ذاكرة إبداعية” إلى توثيق وأرشفة أشكال التعبير الحرّ، الفني والثقافي في زمن الثّورة والحرب السّورية. كما تهدف أيضاً إلى تعزيز فعل وأثر ودور ومكانة المقاومة الفنية والفكرية السورية في المجتمع وعند الفرد.
الفن يقاوم والفن يُمثّل نفسه ومجتمعه، وهنا بالضبط مكمن قوّته وسبب تسلّط الاستبداد عليه.
في هذا الأرشيف ما يقارب الثلاثة عشر ألف مادة (ما مجموعه 37,800 وثيقة في ثلاث لغات)، ضمن 24 صنفاً، وأكثر من ثلاثة آلاف ومئتي صاحب عمل يتوزعون بين فنانين، كتاب، مبادرات جماعية أو فردية، ناشطات وناشطين… منهم مجهولون أو تحت أسماء مستعارة. في “ذاكرة إبداعية” نجد هذا الإنتاج الكبير في مكان واحد، مفتوح ومنظم يُسّهل الوصول إليه والتجوال فيه من ناحية، ومن ناحية أخرى يحميه من خلال بناء وثائق حول كل عمل فيه، بما يضمن دقة معلوماته وسياقاته.
ولد مشروع “ذاكرة إبداعيّة” في لبنان، وزار في عشر سنين مدناً عديدة، في أوروبا وأميركا والمكسيك وتركيا ودولاً عربية، وصولاً إلى كوريا الجنوبية. تعاون مع فنانات وفنانين، مبدعات ومبدعين، ومؤسسات ثقافية وإعلامية، وشارك بمعارض في معظم مهرجانات فرنسا الثقافية والفنية، حيث تم في إحداها تنظيم زيارات مدرسية للمعرض على مدار شهر.
خلال عشر سنين، حظيت “ذاكرة إبداعيّة” بتغطية إعلاميّة معتبرة.
اكتَشفَتْ مؤسسات إعلامية وثقافية مواهب سورية من خلال “ذاكرة إبداعية” وتم التواصل مع أصحاب هذه المواهب لنشر أعمالهم أو لبناء مشاريع مشتركة بين هذه المؤسسات والمبدعين و”ذاكرة إبداعية”.
أهمية ما نقوم به سوف تزداد كلما ابتعدنا في الزمن. وستزداد أكثر عند أجيال جديدة تبحث بحريّة عن المعرفة بكل أشكالها واختلافاتها. وعليه يعتبر القائمون على ذاكرة إبداعيّة أنفسهم مساهمين في إنتاج المعرفة.
يستفيد من ذاكرة إبداعيّة، الكثير من الباحثين والصحفيين والفنانين والمؤرخين والنقاد والطلاب والمشتغلين على قضايا الذاكرة والأرشيف، والذي يمكن تصفحه بلغات ثلاث، العربية والإنكليزية والفرنسية ومن خلال مشاريع جديدة تضاف كل مدة كالخريطة، وحيطان إدلب، والتسلسل الزمني، ودليل أصحاب الأعمال، وكتاب قصة مكان، وصولا إلى أحدثها: معتقلون ومغيبون، كلّها مستقاة من الأرشيف الذي يتم بناؤه والإضافة عليه بصورة دائمة.
اليوم وفي العيد العاشر لذاكرة إبداعية نطلق موقعنا بحلّة جديدة – قيد التجريب.
هذا العمل الذي نفتخر به، لم يكن ليتحقق لولا الدعم والاحترام من جميع شركائنا المختلفين، اليوم وفي الأمس.