هدى سليم – الناس نيوز ::
دون أن تدري، تأخذك في رحلة عبر تاريخ عريق، بشخوصه وأدواته وآثاره، تاريخ وصفه بإيجاز عالم الآثار الفرنسي، شارل فيرلو، بعد أن اطّلع على الأبجدية الأوغاريتية بقوله: “على الإنسان المتحضر في هذا العالم أن يفخر بأن له وطنان، بلده الأصلي، وسوريا”.
ذاكرةُ الفنان والباحث السوري الأميركي سعد فنصة، الفوتوغرافية الأثرية، ومن خلال نصف قرن من المُغامرة الصحفية والفوتوغرافية، تفردُ صورها، لتحكي قصص شعوب وثقافات توالت على سوريا، عبر آلاف السنين ، حيث تُعرض في إحدى صالات فندق الماريوت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، يومي الثامن والتاسع عشر من شهر مارس/آذار الجاري، تزامناً مع احتفالية ذكرى الثورة السورية.
يشاركه فيها عدد من أبرز فناني التشكيل السوري بأعمالهم المرسومة، من بينهم الفنانتين عتاب حريب وسهير سباعي.. ودُعي إلى الحفل مغنون أمريكيون وسوريون لإقامة حفلات غنائية مرافقة ، إضافة إلى مشاركات شعرية لشاعرتين شابتين من سوريا.
عمل الفنان والباحث سعد فنصة مدرساً للتصوير في معهد الآثار والمتاحف، ومديراً لقسم التصوير والأرشيف الوثائقي لمدة تقارب ثلاثين عاماً، ويحفل تاريخه بالعديد من المعارض الدولية والجوائز في فن التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى بحثه وكتاباته في قضايا الآثار السورية، وله إصدار هام في كتاب مصور بعنوان “آثار سوريا من الفضاء”، باللغتين العربية والإنكليزية، يتضمن لقطات نادرة للآثار السورية من السماء.
في واشنطن، أسس داراً للنشر، وأنتج كتابيه، الأول عن الأوراق المجهولة للثورة العربية الكبرى 1916، والثاني بعنوان “أديب الشيشكلي، الحقيقة المُغيبة”، يتعرضُ للوثائق التاريخية المغفلة عن التاريخ الحديث لسوريا من خلال أبرز شهودها، وله العديد من المقالات والأبحاث الأثرية في تاريخ سوريا القديم.
يهدف سعد فنصة من هذا المعرض، إيصالُ رسالة ثقافية حضارية عن سوريا، ليلفت أنظار العالم إلى ما يطالُ “المواقع الأثرية السورية المُدرجة على قائمة اليونسكو، والمحمية بقانون التراث العالمي، كونها جزءاً من الذاكرة الإنسانية، من تدمير ممنهج ومتعمد من مختلف الجهات ، لا سيما نظام الأسد ووجهه الآخر قوى التطرف الظلامية .