دمشق- الناس نيوز :
“الدنيا لسا بخير، إذا في بلد كاملة بتطلع بجنازة شاعر”، عبارة تجسد العلاقة التي تربط نزار قباني بجمهوره، قالها الفنان الراحل خالد تاجا في أحد مشاهد مسلسل الفصول الأربعة في جزئه الأول، ضمن أحداث حلقة حملت اسم “أصدقاء نزار قباني”، واستعان فيها المخرج الراحل حاتم علي بمشاهد حقيقية من جنازة الشاعر الراحل.
ولد نزار قباني في عام 1923، في حي مأذنة الشحم العريق في دمشق، وشهد بيته اجتماعات الكتلة الوطنية المناهضة للانتداب الفرنسي على سوريا، وتخرّج في كلية الحقوق عام 1945، والتحق بوزارة الخارجية السورية وعمل في السلك الدبلوماسي ملحقاً في السفارات السورية في إسبانيا وبلجيكا والصين وغيرها، حتى استقالته في عام 1966.
أصدر نزار أول دواوينه الشعرية في عام 1944، تحت اسم “قالت لي السمراء”، والذي أثار ضجة كبرى، وهاجمه على إثره الكثيرون.
مُنعت قصائده في مصر، بعد قصيدته الشهيرة “هوامش على دفتر النكسة”، والتي جاءت بعد نكسة عام 1967، حتى أرسل نزار قباني رسالةً إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، شرح فيها أسباب كتابة القصيدة، فأزال عبد الناصر المنع. كما اصطدم مع السلطة في سوريا، وتنقل الروايات الشعبية أن قصيدة “عنترة”، كانت موجهة لحافظ الأسد.
غنى أشعار نزار كبار المطربين العرب، فغنت له أم كلثوم قصيدة “أصبح عندي الآن بندقية”، وعبد الحليم حافظ قصيدة “قارئة الفنجان”، ونجاة الصغيرة “ماذا أقول له”، كما غنى له كل من أصالة نصري وكاظم الساهر وماجدة الرومي وغيرهم.
كتب نزار وعبّر عن مشاعرنا وأفراحنا وأوجاعنا؛ في الحب والسلام والحرب والفرح والحزن والثورة. قصائده ملأت العالم وأذابت مشاعرنا بكلماتها الساحرة، لكن الشاعر السوري الكبير لم يكن فقط شاعراً عظيماً، فقد كانت له عدة أوجه أخرى برع فيها، بجانب الشعر أيقونته الأولى والأخيرة.
لم يرضَ نزار أن يستمر طيلة عمره في العمل الدبلوماسي، فأصر على الاستقالة من عمله عام 1966، وتفرّغ للكتابة، واستقر خلال ذلك في لبنان حيث أسس دار نشر خاصة بأعماله سماها “منشورات نزار قباني”.