fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ذكريات الألم التي صنعها نظام الأسد الاستبدادي في الشعب السوري (5)

علاء الدين عبد المولى ـ الناس نيوز:

بدأت أمّي القيام بمهامها الأمومية المنتظرة منها. وأية أمومة تلك يمكن أن تعي فداحة ما فعله بأولادها جهاز المخابرات العسكري حين اعتقلهم جميعا في ليلة واحدة؟ ماذا تملك هذه الأمّ من أمرها؟ أول ما يخطر في البال أنه يجب أن تذهب إلى فروع الأمن لتسأل عن أولادها!

نتخيل كيف يمكن لامرأة ترتدي السواد من رأسها حتى أخمص قدميها وهي تدور في الشوارع والحارات باحثة عن مقارّ فروع الأمن؟ كان عناصر الحراسة على أبواب الفروع هم من يستقبلها ويسألها ولا يسمحون لها بأكثر من ذلك, ومن خلال أحاديث الأم وبكائها وفطرتها وانكسارها رضي البعض أن يدلها على الفرع المسؤول عن اعتقال أخوتي… .

ومن يومئذ صارت زيارة مقر المخابرات العسكرية في مدينة حمص (التي تقع في وسط سوريا) عادة أسبوعية من عادات أمي. وهناك على باب الفرع وجدت أنها ليست الوحيدة من تبحث عن أولادها. بل كانت كل مرة تتعرف على أمّ جاءت للهدف نفسه. حتى صار لأمي صديقات جدد لم يكن يخطر في بالنا أن يصبحن من ضيوف بيتنا.

اتسعت شبكة العلاقات بين (أمهات المعتقلين) وجميعهنّ ليس لهنّ علاقة بأي تنظيم نسويّ أو حقوقيّ لا في الداخل ولا في الخارج. فمن أين في تلك الظروف والمرحلة السورية السوداء أن يسمح لناشطات نسويات وحقوقيات أن يكون لهنّ تواجد؟

لكني الآن أصفُ زيارات ورحلات هؤلاء الأمهات إلى فروع الأمن وما يفعلنه هناك، أصفه بأنه نشاط نسويّ حقيقيّ نابع من نساء لم يكن بينه سوى واحدة متعلمة. ربما كنّ يصفنها بالمثقفة! حتى مظهرها الخارجي كان ليبراليا بلباسها وعدم تعصبها في ذلك.

كانت هذه الأمّ من عائلة دراق السباعي وكان لها ابنٌ على الأغلب مهندسٌ معتقل ومتهم بأنه من جماعة الإخوان المسلمين. هناك بدأنا نكتشف أن من المعتقلين يوجد مهندسون وأطباء ومحامون وطلاب جامعة.

وصار اسم (أبو يعرب) يتردد في جلساتهنّ في بيتنا، وفي بيوتهنّ بكل تأكيد. كان أبو يعرب هذا هو المقدم غازي كنعان نفسه رئيس فرع المخابرات العسكرية. هل كان تواجد هؤلاء النسوة على باب فرع المخابرات أكثر نفعا وقبولا من وجود الآباء؟ لماذا لا يقوم الرجال بهذه المهمة التي كانت تقتضي الانتظار تحت الشمس ساعات طويلة، وسجالات ومهاترات مع رجال الحرس أو مع من يرسله أبو يعرب من عناصر الفرع ليتحدث إلى الأمهات ويلقي عليهنّ دروسا وطنية في ضرورة تربية أولادهنّ تربية وطنية صالحة يكونون فيها مواطنين صالحين؟ بديهيا واجتماعيا ربما، كان حضور (المرأة الأمّ) أكثر جدوى وتقبّلا من الجميع حتى من جماعة العقيد كنعان .

على الأقلّ هنّ في مأمنٍ من خطورة الاعتقال! فأهدافهنّ واضحة: نريد أولادنا، لماذا اعتقلتم أولادنا؟ ألا تشعرون بقلوب الأمهات؟ أليس لكم أولاد تخافون عليهم؟.

كان غازي كنعان يلقي على الأمهات بعض عبارات وهو خارج من سيارته أو داخل إليها. لكنه كان ينال نصيبه في جلساتهنّ الخاصة من الشتائم واللعن والدعوات المتكررة أن يصيبه الله بما أصاب به الأمهات الحزينات .

لم يكن نشاط الأمهات مقتصرا على الإصرار على التواجد الدائم أمام مقر المخابرات العسكرية، بل كان هناك تشعبات وتفرعات للقضية. وأهم هذه التشعبات مظاهراتٌ كنّ يقمن بها في السوق وهنّ متجهات إلى مقرّ محافظ حمص وهنّ يهتفن ويكررن (بدنا ولادنا بدنا ولادنا)… أجل!

كانت أمي تشارك في مظاهرة مؤلفة من 15 امرأة لا أكثر، متشحات بالسواد والوجع والقهر، مظاهرة لم يكن هناك إعلام يغطيها ولا مندوب وكالة عالمية يعتني بها.

لو كانت هذه النسوة من خلفيات سياسية ناشطةٍ ولها ملفات عند فروع المخابرات لكان تمّ اعتقالهن بكل تأكيد. فقد تم اعتقال نسوة من أحزاب سياسية معارضة ممنوعة. وربما لو كان المتظاهرون رجالا لكان تم اعتقالهم أيضا.

مع أن غازي كنعان كان يمازحهنّ ويتظارف عليهنّ بتهديدهن بالاعتقال. كانت ردود بعض الأمهات تقول: إي اعتقلنا وحطنا مع أولادنا!
مع تطور أحاديث الأمهات وحواراتهنّ في جلساتهنّ في البيوت، طرحت فكرة المطالبة بزيارة أولادهنّ.

وبدأن بالإلحاح على الفكرة كلما ذهبن لتأكيد وجودهنّ أمام مقر المخابرات. وبالتوازي مع ذلك بدأ أبي يبحث عن وسيلة ما لتأكيد فكرة الزيارة. وصرنا هنا أمام اكتشافات جديدة في مأساة أخوتي ومعهم عشرات آلاف المعتقلين الذين تم إخفاؤهم منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، حتى مرحلة متأخرة من ذلك الوقت.

بدأنا نعرف أسماء السجون السورية: سجن المزة (والمزة حيّ من الأحياء الشهيرة في دمشق)، سجن عدرا (وعدرا مدينة صغيرة في شمال شرقيّ دمشق)، وسجن صيدنايا (وهي مدينة في نواحي دمشق أيضا). ثم هناك فرع التحقيق العسكري، فرع فلسطين… الخ.

وكان على الأمهات التأكد في أي معتقل من هذه المعتقلات يمكن أن يكون أولادهنّ. ولم نكن نعرف شيئا عن مراحل الاعتقال ولا التحقيق ولا تبديل المعتقلات كل مرحلة. فهذه معلومات لا يعرفها إلا أعضاء التنظيمات السياسية المعارضة اليسارية الذين لهم تجارب وخبرات متعددة ومنهم من كان يعتقل لأشهر ويخرج ليروي في محيطه حيثيات ما يجري في الداخل. لكن أخوتي معتقلون لأسباب أخرى كانت في البداية غامضة لديّ ثم اتضحت شيئا فشيئا.
لكن أمي كانت تبذل جهودا مضنية وبدأت صحتها بالتآكل جسديا ونفسيّا وهي تشرّق وتغرّب من مكان إلى مكان، بحثا عن خبر يؤكد لها أن أولادها موجودون في المكان الفلانيّ. لقد انقلبت حياتنا وتفاصيلها رأسا على عقبٍ، ولم يعد في أيامنا وسيرتنا إلاّ هذه المأساة وما تمخّض عنها من أمور مستجدّة في حياتنا وأحاديثنا.

أما عني أنا؛ فقد بدأت أشعر أن هناك رقابة عليّ حول خروجي من البيت إلى المسجد، ومتى أعود، لأني بدأت أرى عنصرين يقفان قرب منزلنا وقفة مشبوهة صرنا مع الوقت ندرك أنهم (مخابرات). في تلك المرحلة بدأت أخاف الدخول للمسجد رغم أنه على بعد عشرات الأمتار من بيتنا.

ورغم أن أبي كان سابقا يشدّد عليّ في ضرورة الصلاة في المسجد نفسه، لكنه مع الوقت رفع هذه القبضة عنّي وكأنه أدرك مخاطر ذلك على أخٍ رابعٍ لثلاثة اعتقلوا وكانوا يقيمون شرائع الله وفروضه، من وجهة نظر أبي. فلم يعد يوبّخني على عدم الذهاب للمسجد باستثناء صلاة الجمعة فقد كانت هذه مناسبة لا ينبغي التفريط بها.

المنشورات ذات الصلة