fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ذكريات الألم التي صنعها نظام الأسد الاستبدادي في الشعب السوري (6)

علاء الدين عبد المولى ـ الناس نيوز ::

صارت الصورة السوداء واضحة لدينا: أخوتي في معتقل مدينة تدمر. وعلينا العثور على وسيلة لزيارتهم.

أبي صار يصعّد من لهجته في خطب الجمعة متحرّشا بالسلطة بألفاظٍ تخدش اطمئنانهم حسب بلاغته الكلاسيكية. صارت أدعيته تركز على ضرورة أن يعود المعتقلون إلى أهاليهم سالمين، طالبا من الله أن ينتقم ممن حرم الناس من أولادها. المصلون في داخل المسجد وخارجه صاروا يعرفون قصتنا، ويجمعونها مع قصص الكثيرين ممن اعتقل أولادهم في تلك المرحلة.

ذات يوم جاء عنصر من فرع الأمن العسكري إلى بيتنا، وكان متأكدا من وجود أبي. فبيتنا صار تحت المراقبة شبه اليومية. كان مطلوبا من أبي أن يراجع (الفرع). كلمة الفرع كانت معادلة لكلمة (الفزع). إنها أحاييل اللغة العربية، فنقطة واحدة تقلب المعنى رأسا على عقبٍ. دبّ فينا هذا الفزع من جديد. هل يعتقلون أبي الشيخ؟ ارتدى أبي أزهى ثيابه الدينية، واضعا عمامته البيضاء متعطرا بالمسكِ والعنبر وذهب ليراجع الفرع…

ربما كنت من أكثر أفراد من تبقى من العائلة خوفا وترقبا وتفكيرا في تداعيات ما جرى وسيجري لنا جميعا. لقد وجدت أكثر من مرة عنصر المخابرات واقفا لي على مقربة من باب بيتنا. يتبعني حتى إلى محلات البيع في الحيّ. ثم يعيدني وكأنه موكل بحراستي، لكنها حراسة تهدف لتجميع معلومات عن حركاتي وزياراتي فأنا الشاب الوحيد الذي يلي إخوتي الثلاثة.
غرقتُ في مشاعري الرمادية وخفقات قلبي المترددة المرتفعة وأنا أنتظر رجوع أبي.

بعد ساعتين تقريبا فتح باب الغرفة حيث كنت جالسا، وحيث صارت الغرفة التي اختفى منها أخوتي شبه غرفتي. أطلّ أبي من الباب تلك الإطلالة التي لا أنساها. كان يبتسم بفخرٍ وكبرياء. وكان أبي نادرا ما يبتسم خاصة في تلك الظروف المؤلمة. وقف على الباب قائلا: أولاد الـ… يريدون مني ألا أتحدث في خطبة الجمعة عن أي شيء له علاقة بالاعتقال حتى في الدعاء! وروى لي ما جرى باختصار. طلب منه غازي كنعان رئيس المخابرات العسكرية أن يكفّ عن تلك الأدعية وتلك الخطب التي فيها تلميحٌ واضح للنظام حتى لو كانت الخطبة تدور حول خليفةٍ ظالمٍ في التاريخ الإسلاميّ وما جرى معه من مواقف بعض الفقهاء الرافضين لظلمه. قال له كنعان: يا شيخ. نريد منك أن تأتي لتزورنا هنا كلما أردتَ. تعال واجلس أمامي واحكِ ما تريد. سبّنا واغضبْ علينا وفشّ خلقك كما تشاء ولكن لا نريد تلك الأحاديث علنا في خطبة الجمعة.

قال أبي له بوضوح وثقة: سأظل أتحدث عما أريده وليس من أحد بقادر على تحديد ما أقوله في خطبتي. وسأظل أدعو لأولادي حتى أراهم بعيني. أريد أولادي…
علمني أبي في ذلك الموقف درسا في الشجاعة والحرية. لأبي فضل كبير في نبرتي الصريحة في آرائي السياسية فيما بعد. رغم أنني سوف أفترق عنه فكريا وثقافيا بشكل كليّ. لكن ثمة مواقف وعبرٌ كانت بمثابة منارة أهتدي بها ضمن علاقة الفتى بأبيه القويّ الشجاع الذي (يحكي) على النظام في خطبة الجمعة ويرفض أمام غازي كنعان أن يمتنع عن أي فكرة ودعاء. لم أتعلم من أبي ذلك وحده، بل تعلمت منه الدفاع عن الحقّ وقولته في وجه أي سلطان جائر.
في تلك المرحلة لم تكن أوامر وزارة الأوقاف في توحيد خطب الجمعة في كل مدينة قد صدرت بعد. فمواجهة أبي مع غازي كنعان وتحديه له، وتفكير النظام ومخابراته بضرورة مراقبة الخطباء جميعا، لأن لهم تأثيرا على (الجمهور)، كل ذلك أفضى إلى استصدار تعميم رسمي من وزارة الأوقاف يطالب خطباء المساجد جميعا في كل مدينة أن تلتزم بالخطبة التي سوف يتم إرسالها من مديرية أوقاف كل مدينة!
لكن ما كان يفعله أبي كان مثار دهشتي وقلقي معا. لقد كان يرفض رفضا قاطعا الالتزام بذلك التعميم الذي كما هو واضح صادر بتوجيه من سلطة المخابرات السورية. كان أبي يتلقى شهريا أربع نماذج من خطبة الجمعة ينبغي أن يقرأها على مدار شهرٍ. ماذا كان يفعل أبي بتلك الأوراق الرسمية؟ كان يستعمل جانبها الثاني الأبيض كمسودّاتٍ لكتاباته وحساباته! كان يحوّل تعليمات الوزارة إلى أوراق مسودّة غير آبهٍ بما سوف يجري. كان ذلك درسا عظيما لي لم يتعمد أبي أن يوجهه إليّ لكني التقطتُ الدرس العظيم ذاك. لم أكن أعرف من أين كان الشيخ المنكسر يستمد قوته تلك؟ كان أبي معروفا بالقسوة والغضب الشديد حين اللزوم. ولكن ذلك في وضعه العائلي والاجتماعي وعلاقاته، أما أن يكون ذلك مع المخابرات ووزارة الأوقاف، فهذا ما كان مثار دهشتي وفخري حقا.

كان لدى أبي علب كرتون مقوّى يحتفظ فيها بمئات النماذج من خطب الجمعة على مدار سنوات من عمله في مجال الأوقاف. كانت الأوراق مكتوبة بخطّ كلاسيكيّ متقنٍ حرفيّ، لقد كان أبي خطاطا من جيل خريجي (الكتّاب). هناك حيث كان يتعلم أصول كل العلوم والمعارف اللازمة لطالب علمٍ بما فيها فنّ الخطّ. كانت خطبه أشبه بمقالاتٍ وخواطر دينيةٍ لا تغيب عنها المسحة الأدبية، لقد سمح لي أبي في مرحلة ما بقراءة هذه الخطب لكي اضع لها عناوين باللون الأحمر لكي أسهل عليه مستقبلا اختيار الخطبة المناسبة من العنوان الذي ينبغي عليّ وضعه! كانت تلك ثقة مذهلة بي من أبي الشيخ. فقد كان في تلك الفترة بدأ يسمع من الناس أن ابنه محمد علاء صار ينشر قصائد في جريدة العروبة في حمص. وأن ابنه صار يقرأ الشعر على المنابر!
كيف يمكن لأبي إذن أن يسمح للأوقاف والمخابرات أن يحددوا له ما يريد قوله في خطبة دينية؟ وهو الخطيب المعروف منذ شبابه؟ حيث حصل على المرتبة الأولى في مسابقة خطباء المساجد في حمص. ومن يومئذ وهو يتفنن في كتابة وإلقاء الخطبة بطريقة لا أجد منقصةً حين أعترف أنها أثرت عليّ بصورة عميقة في كيفية إلقائي لبعض القصائد على المنبر خاصة في بداياتي…
طبعا كانت العادة المخابراتية في البلاد أن يحضر أكثر من عنصر أمنٍ أيَّ نشاط علنيّ له جمهوره، فكان من الطبيعي أن يكون أبي كخطيبٍ مراقباً من قبل هذه العناصر الأمنية التي كانت ترفع تقريرها بكل نشاط ذي حضور جماهيريّ وحشودٍ سواء أكان نشاطا أدبيا أم دينيا أم فنيا.

المنشورات ذات الصلة