fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ذكريات الألم التي صنعها نظام الأسد الاستبدادي في الشعب السوري (7)

علاء الدين عبد المولى ـ الناس نيوز ::

بعد محاولات شاقة ورشاوى بالذهب والمال لزوجة مدير سجن تدمر (شرقي مدينة حمص باتجاه الصحراء)، استطعنا تحصيل طلب الموافقة على زيارة إخوتي المعتقلين في سجن تدمر. وقد شهدت تلك الفترة غزارة في الفساد والابتزاز من قبل مدير السجن فيصل غانم وزوجته التي كانت تؤمّن زيارات لبعض أهالي المعتقلين، فكدّست بذلك هي وزوجها ثروة إضافية من خلال المتاجرة بأحزاننا ودموع أمهاتنا. بل وكانت أحيانا تعرف أنه لا يمكن تأمين زيارة، ومع ذلك كانت تغري الأهالي بتقديم الهدايا والرشاوى الباهظة.

صعدت أبي وأمي وأنا ويقود سيارتنا جارنا البدوي شهاب، واتجهنا إلى الصحراء في طريق طويل مليء بالقلق والشوق المرّ. كنت يومئذ في الثامنة عشرة من عمري. وقد بدأت أجمع في ذهني المشهد السوريّ بشكل لا بأس به، لأعرف ما يجري لأهلي وأهالي عشرات الآلاف من السوريين من قبل النظام وأجهزته ومعتقلاته.

كان أبي طيلة الطريق يردد أدعيته وآياته، بينما نحن صامتون، بينما أنا غارق في بحرٍ من الأسئلة والأفكار المتناقضة، التي لم تخلُ من مشاعر الحقد…

وصلنا بعد ساعات قليلة في ذلك الصيف إلى مدخل معتقل تدمر. تم إيقاف السيارة خارج المدخل الرئيسي، وأخرجنا (كارت الزيارة) أي الموافقة على زيارة إخوتي الممنوحة لنا من السفاح غازي كنعان.

كانت الورقة تقضي بزيارة الإخوة الثلاثة. أدخلونا إلى غرفة لننتظر، الغرفة تضجّ بالحراس المسلّحين، يخرج وفد ويأتي وفد، وفي عيون البعض نظرات حادة ومسحة من الحيرة سأعرف سببها بعد ربع ساعة. قال لنا عنصر يبدو أنه مسؤول ما هنا: سوف تلتقون الآن بعبد الرحمن فقط، أما الآخران إبراهيم وعبد الباري فهما مشغولان ولن تستطيعوا رؤيتهما اليوم.

لا حيلة لنا بالاعتراض ولا النقاش. كانت أمي قد جلبت معها صُررًا من الأكل واللباس والأحذية تكفي أبناءها الثلاثة. وكان أبي يجهّز بعض المال أيضًا.
ها هو عبد الرحمن يطلّ علينا محفوفًا بالحراس. هذا أخي الذي حاول الهروب من الاعتقال فألقوا عليه القبض بعد منتصف الليل في تلك الليلة السوداء.

أخي الذي كان يهجم على نظام الأسد في خطبه الأسبوعية. ها هو بشكل غريب ومقلق. والغرفة لاتزال ملأى بالحراس … لن يتركونا وحدنا ونحن ليس لنا خبرة بزيارة المعتقلين السياسيين بعد.

اتجه أخي مباشرة إليّ وعانقني مقربًا فمه من أذني اليمنى قائلًا: أنت إبراهيم؟ قلت له مستغربًا مندهشًا: لا! ثم قرّب فمه من أذني الأخرى سائلاً: أنت عبد الباري؟ ازدادت حيرتي واستغرابي فقلت لا أيضًا. فاحتضنني هامسًا بسرية تامة: “إي الله يرحمهن…”.

كلما تذكرت تلك الدقيقة الخاطفة، تنهمر دموعي وها أنا قد شارفت على الستين من عمري، ولا يزال صوت أخي يتردد في سرّي: “إي الله يرحمهن…” لقد كانت حيلة منه عليه تنفيذها ببراعة وسرعة البرق ليخبرني أسوأ وأسود خبر في حياتي حتى الآن… لقد مات إخوتك إبراهيم وعبد الباري.

لا أدري ما الذي تمنيته في تلك المرحلة. هل تنشق الأرض وتبلعني؟ أم تبلع هذا النظام المجرم؟ أم تبلع هذه المعمورة الظالمة الباطشة التي تفتك فيها الأنظمة الاستبدادية بالبشر لأنهم يحملون فكرة مختلفة معهم؟ لقد تمّ الأمر ومات أخواي التوأم. ولدا معًا وماتا معًا. عاشا في رحم الأم تسعة أشهر ثم ابتلعتهما رمال الصحراء في رحمها المفجع…

لم أعد أتذكر كيف انتهت الزيارة تلك ولا كم استغرقت من الوقت. لأني منذ تلك اللحظة سأحمل في داخلي سرًا كخنجر فضيّ ذي شعبين ينغرزان في خاصرتي كلما تذكرت أخويّ التوأم… لكن لم تدم الزيارة إلا دقائق ولم أعد أتذكر كيف اختفى أخي الباقي على قيد الحياة من جديد بين عدد كبير من الحراس وتم إسدال الستارة على حياة الأخوين لتبدأ سيرة جديدة من تراجيديا العائلة والفكر والمستقبل.

سلمنا ما أحضرناه من أكل وثياب ومال إلى الحراس، وسلّمتُ ما عرفته من سرّ باح به أخي لي وحدي، سلمته إلى قلبي المثقوب كمنخلٍ لن يكفّ الدم عن النزيف منه. سيبقى السرّ داخلي سنوات طويلة، سوف يموت أبي بعد أربع سنوات من ذلك وهو لا يدري مصير أولاده. أما أمي فسوف تبقى سنوات أطول ولن تكفّ عن محاولة تكرار الزيارة دون جدوى هذه المرة. وصارت تذهب إلى بيت أي معتقل تمّ الإفراج عنه وهم قلائل، أو قام أصحابه بزيارة مماثلة، لتسألهم هل هناك خبر عن أولادها؟ مرة أرسلت ثيابًا وطعامًا إليهم، وحسبت حساب الأخوين اللذين تم إعدامهما! والفاجع في الأمر أنها تلقت خبرًا بأن من أوصل الثياب شاهدهما من وراء (شبك) السجن! وبدأت الأكاذيب تتوالى على أمي لتصدق أنهما بخير وعلى قيد الحياة.

وحدي من كان تتحرك في داخله جثتان طريتان تم إطلاق النار عليهما معًا في أحد أيام الإعدامات التي كانت تجري أسبوعيًا في سجن تدمر كل اثنين وخميس على مدى سنوات. ثم حين ماتت أمي بانفجار دماغٍ بحيث أن الدم ظل ينزف منها حتى وهي في التابوت، ماتت وهي تعتقد أن أولادها جميعا بخير.

من بعد ذلك سوف تبدأ الرقابة عليّ أنا، لقد نضجتُ وكبرتُ وعرفت بما فيه الكفاية، وانزاح مسار ثقافتي وسلوكي عن مسار الدين والتديّن، خوفًا في البداية من الاعتقال، ثم قناعة فكرية بأن في حياتي أشياء علي أن أفعلها لا تنطلق من رؤية دينية، على أنني عمقتُ معارضتي لنظام الأسد وأخذت أجد لهذه المعارضة وسائل تعبير في الشعر والحوارات الجانبية التي كانت تتمّ سرًا هنا وهناك.

وكنوعٍ من الرقابة والحصار، صارت دوريات المداهمة تكرر زيارة بيت أهلي عند الفجر عدة مرات، أو عن طريق زيارة عناصر أمن لي وأسئلتهم التي لن تنقطع لسنوات طويلة حول إخوتي وإذا ما كنا نتصل بهم!

كانت الأسئلة والتحقيقات كلها تُجمع على أنه ينبغي علينا ألا نعرف بقضية إعدام إخوتي. لأنهم كانوا يصرّون على السؤال أين هم الآن؟ وما أخبارهما؟ وهل هناك من يأتي بنبأ منهما؟ كان ردي دائما يدور حول أن إخوتي معتقلون في تدمر وأنتم أدرى بهم وبشؤونهم. أما في داخلي فكان هناك جثتان لإبراهيم وعبد الباري، لا تزالان تتحركان طريتين داميتين حتى اللحظة…

المنشورات ذات الصلة