دمشق – الناس نيوز: قال الذراع الاقتصادية للنظام السوري رامي مخلوف إنه عجز عن إطلاق سراح موظفي شركته سيرياتيل المعتقلين لدى “جهات أمنية” دون “إجراء رسمي ونظامي”، مؤكداً أن المطلوب منه هو التخلي عن شركاته.
وقال مخلوف، في ثالث فيديو ينشره عن الموضوع على شبكات التواصل الاجتماعي: “أبدي أسفي واعتذاري من أهالي الموظفين الذين تم توقيفهم من خلال جهات أمنية ومازالوا موقوفين، وكل الجهود اللي بذلناها باءت بالفشل وكل المطلوب كان التنازل عن قرارات وأمور معينة لخدمة أشخاص معينين”.
وأضاف مخلوف: “أنا هنا أحمّل المسؤولية كاملة للجهات التي أوقفت الموظفين دون إجراء رسمي ونظامي ولم نستطع فعل شيء”. وتابع أن “هذا النهج سيؤدي إلى خراب الشركة.. وهذا الأسلوب يؤدي إلى ترهيب الموظفين وفشل القطاع وبالتالي كارثة كبيرة للاقتصاد السوري”.
شروط للتسوية
وكشف مخلوف في اطلالته الثالثة التي كانت تحت عنوان ” إن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ” كشف عن الشروط المطلوبة منه لإطلاق سراح الموظفين المعتقلين، وقال: “طلبوا منا أولا دفع المبلغ مع العلم ليس حق أو ضريبة هو مبلغ مثل فرض فرضته جهة معينة بدون حق أو قانون ورغم ذلك قبلنا بدفعه بطريقة تحول دون انهيار الشركة”.
وأضاف أن الطلب الثاني هو إلزام شركة سيرياتيل بالتعاقد مع شركة معينة بالاسم تقوم بتنفيذ كل المشتريات حصرياً لصالح سيرياتيل دون حق للأخيرة باستدارج عروض أسعار واختيار السعر الأرخص.
وقال مخلوف الذي يوجه كلامه لبشار الاسد مباشرة ومداورة إنه تعرض للتهديد إذا لم يوافق على التعاقد مع هذه الشركة، وتساءل: “ما هذا الاقتصاد الذي كلمة كلمة فيه تضم تهديدا؟ لا تستطيعون العمل هكذا لأنه ظلم وحرام”، معرباً عن خشيته من أن “تتم سرقة الشركة”.
وكشف مخلوف عن اشتراط خروجه من الشركة وإدارتها وقال: “هناك طلب ثاني وهو أنني أزعجهم.. ويريدونني خارج الشركة”، مؤكداً أنه لن يتنازل أو يتخلى عن الشركة.
أثرياء الحرب
وتابع مخلوف أن السلطات في النظام السوري طلبت توقيع عقود بين الشركة وأشخاص محددين وصفهم بـ”أثرياء الحرب”، على أن توقع من قبل شقيقه نائب رئيس مجلس الإدارة، ومن مدير شركة سيرياتيل، وليس منه هو كرئيس لمجلس الإدارة مع تهديد في حال الرفض.
وقال إنه طلب من شقيقه ( ايهاب ) الاستقالة من منصبه دون التوقيع على العقود “لأنه خيانة للشركة”، مشيراً إلى أن شقيقه استقال بالفعل وتم تعيين بديل عنه.
وأضاف: “من يقوم بالتوقيع حاليا في الشركة هو أنا، وإذا وصل بهم التمادي حتى عليّ فستنهار الشركة وينهار الاقتصاد.. ولا أدري ما الذي سينهار أيضا”.
وفي الفيديو الذي تزيد مدته عن 16 دقيقة، قال مخلوف إن المؤسسة العامة للاتصالات طلبت في اجتماع رسمي أن تتخلى شركة سيرياتيل عن جزء من أرباحها للدولة “وإلا ستدخلون السجن”.
وأضاف أن المطلوب هو أن تدفع الشركة 50 بالمئة من مجمل دخلها، ما يشكل 120 بالمئة من أرباحها، مع إعطاء مهلة حتى الأحد للموافقة “أو سيتم الحجز على الشركة والسجن”، معتبراً أن هذا “تخريب لاقتصاد سورية”.
وحذر من أن النهوض لا تستطيع تنفيذه الدولة لوحدها بل تحتاج إلى رجال الأعمال والشركات، مضيفا أن “هذا أمر لا تستطيعون تحمله”.
الاقتصاد السوري منهار
وقال إن شيئا ما حدث منتصف عام 2019 أدى إلى رفع الأسعار في البلاد 30 ضعفاً، رغم أنها لم ترتفع سوى 10 أضعاف طيلة سنوات الحرب، معتبرا أن هذا دليل على “انهيار الاقتصاد السوري”، وتساءل: “لماذا تفعلون هذا؟”، وتابع: “لا نعرف إلى ماذا سينتهي هذا الأمر، نحن مهددون باقتصادنا”.
ورأى أن “أثرياء الحرب يهتمون فقط بجانب واحد، أما من كانوا موجودين منذ ما قبل الحرب فتهمهم البلد”، معتبرا أن “الوضع حساس وخطر ولا يحتمل أكثر من ذلك”، وراجت انباء ان خال رامي مخلوف غسان مهنا يحاول التوسط مع الاسد لكن دون ان يصل الى نتيجة .