fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

رجال الأعمال بين الحقيقي والزائف(2 من 5): سوريا من طريق الحرير إلى طوق الحديد!

مع تمدّد الربيع العربي زارني رجل أعمال حلبي على أبواب الستينات آنذاك في مكتبي في بروكسل، وحكى لي كيف أرسل بشار أسد عبر صنيعته رامي مخلوف من يغتصب زوجته أمامه ليُجبره على التوقيع والتنازل عن ملكية وكالة تجارية. وقّع التنازل وأخذ عائلته وهرب لاجئا إلى أوروبا.

 لعل أحداثا كهذه، – وما أكثر ما سمع السوريون مثلها – تجعلنا نعرف الطريق الذي يُدفع فيه الاقتصاد السوري عبر رجالاته، بعيدا عن مساره التاريخي وتطوره ونموه المستقبلي.

من دولة سوريا الكبرى إلى دويلة القرية!

فقدت دمشق باحتها الجنوبية، سهل فلسطين وحتى البحر الأحمر، بنشوء إسرائيل 1948. أدى هذا أيضا إلى انقطاع صلاتها التجارية البرية بمصر وشمال أفريقيا. كذلك بموجب اتفاقية تقسيم سوريا، سايكس بيكو، فقدت دمشق كثيرا من عمقها باقتطاع شرق الأردن ولبنان، فانخفضت التجارة البينية  معهما إلى أقل بنحو 15% عنها قبل 1916.

فقدت دمشق باحتها الجنوبية، سهل فلسطين وحتى البحر الأحمر، بنشوء إسرائيل 1948. أدى هذا أيضا إلى انقطاع صلاتها التجارية البرية بمصر وشمال أفريقيا. كذلك بموجب اتفاقية تقسيم سوريا، سايكس بيكو، فقدت دمشق كثيرا من عمقها باقتطاع شرق الأردن ولبنان

أما حلب فنزلت بها الطامة الكبرى آخر 100 عام! إذ لم يشهد تاريخها الطويل فترة كانت قليلة النفوذ ومتناهية الصغر بعدما اقتُطعت منها باحتها الشمالية، المدن التي ضُمت إلى تركيا الناشئة 1920 على أنقاض الدولة العثمانية، مناطق جنوب جبال طوروس: ككيليكيا وأورفه ومرعش وعينتاب ومرسين وديار بكر وماردين وطرسوس وأضنة وأنطاكية، ثم فقدت 1936 إقليم لواء إسكندرون/ هاتاي حاليا الذي استحوذت عليه تركيا أيضا، بصفقة سياسية مع الاحتلال الفرنسي. * وجميعها مدن كان يصبّ اقتصادها في بوتقة اقتصاد حلب.

لكن ما كان يقيم اقتصادها أن الحدود مع العراق رغم انقضاء 60 عاما على اتفاقية سايكس بيكو، لم تُغلق حتى وصل حافظ أسد للحكم وطبق سياساته الطائفية وقطع علاقته بالعراق طيلة عهده تقريبا، فتضاءلت حلب كثيرا، بعدما فقدت امتدادها وتجارتها مع الموصل عاصمة الشمال العراقي. لأنها كانت المحطة التجارية الوحيدة لمناطق شرق سورية وشمال العراق مع البحر المتوسط. كما أن سياسة حافظ أسد العدائية تجاه تركيا، عبرَ دعمه لفصائل البي كي كي لزعزعة استقرارها، أدى طيلة فترة حكمه إلى إغلاق الحدود التركية، ما حوّل حلب إلى مدينة صغيرة تعيش على ذكرى غابر أزمانها، تُقدّم خدماتها التجارية لسكانها فقط ولبضع محافظات حولها. كما أن السياسة المركزية التي اعتمدها حافظ أسد أفقدت حلب مركزها الإداري والتجارة الخدمية الناتجة عنها لصالح دمشق.

ما كان يقيم اقتصاد حلب أن الحدود مع العراق رغم انقضاء 60 عاما على اتفاقية سايكس بيكو، لم تُغلق حتى وصل حافظ أسد للحكم وطبق سياساته الطائفية وقطع علاقته بالعراق، فتضاءلت حلب كثيرا، بعدما فقدت امتدادها وتجارتها مع الموصل عاصمة الشمال العراقي

هذه العوامل مجتمعة دفعت الحلبيين للتضامن مع كتيبة الطليعة من الإخوان المسلمين التي انتفضت بوجه حافظ أسد بين 1978 و1982، والتي انتهت بشنّه حربا طائفية عليها وتدمير عدد من أحيائها، قتل خلالها نحو 10 آلاف حلبي، واضطر عدة آلاف من شبابها المتعلم للهرب، كما قتل نحو 10 آلاف آخرين من شبابها المثقف في أقبية سجونه.

الفترة الوحيدة التي انتعش فيها اقتصاد مدينة حلب خلال الاحتلال الأسدي الطائفي كان في عهد وراثة بشار أسد لحكم سوريا، لأنه بموجب اتفاقه مع الأمريكان وتحالفه معهم على غزو العراق 2003 اضطر إلى فتح الحدود مع العراق لاستقبال حصته من اللاجئين. كما زاد انتعاش الاقتصاد الحلبي في هذه الفترة بعد تحسن العلاقات التركية السورية، والدعم الذي قدمه أردوغان لبشار أسد بعد تاريخ طويل من العداوة، وهذا أدى إلى ازدهار التجارة والصناعة في المدينة حتى اندلاع الثورة 2011 بعد ضعفٍ استمر نحو قرن. فعاد لحلب طيف بسيط من ألقها التجاري التاريخي.

المفارقة الساخرة أن الحرب على العراق دمرته وشتت أهله لكنها كانت نعمة على اقتصاد حلب، فقد أدى تدفق اللاجئين إلى ارتفاع الإيجارات وارتفاع أسعار الأراضي، وكذلك استثمر التجار الحلبيون في متطلبات العراق ما قبل وأثناء وبعد الحرب، وكذلك تلقى العديد من تجار حلب مدفوعات على عقود بملايين الدولارات لم يضطروا للوفاء بها بعد سقوط نظام صدام حسين.

مجتمع الأعمال السوري بين العريق الممتد والوضيع المنبت

يمكن تقسيم مجتمع الأعمال السوري بعد حكم حافظ أسد إلى ثلاثة أنواع:

الأول التقليدي: وهم ما تبقى من التجار والصنّاع من العائلات العريقة في دمشق وحلب ولا تخلو المحافظات الأخرى منهم، ممن لم يهاجروا بعد ضغوطات حكم الوحدة وحكم البعث، وبعد التأميم وما رافقه من إساءات لهذه الطبقة، ومعظم هؤلاء من السُنة العرب، وأغلبهم من المحافظين لكنهم يرفضون التطرف والجهادية والتعصب. كما أن بينهم عدد مهم من المسيحيين الذين يخشون بديلا إسلاميا متشددا يضطهدهم. لكنهم جميعا غير موالين لأسد، بسبب سياسته التي أفقرتهم وضعضعت مكانة طبقتهم التليدة، لا بل بعضهم عمل على إسقاطه. وهذه الطبقة على اختلاف أديان منتسبيها تتميز بتشابه الطبائع، في كرهها للمخاطرة، والأمل بتغيّر قليل الكلفة بشريا وماديا، والميل إلى الاستقرار والخشية من الحروب وخصوصا الأهلية.

المثال التالي سيوضح سبب هجرة التجار المسيحيين خلال حكم أسد الأب والولد: في حوار لي مع أحد تجار وصنّاع الذهب المسيحيين السوريين سألته عن سبب رغبته وعائلته بالهجرة 2004؟! قال: “لم تعد تجارة المجوهرات وصياغتها رابحة، بعدما افتقر السوريون وقلّ الاعتماد على أسواقنا من الدول المجاورة، كما أصبحت حرفة صياغة الذهب قليلة الدخل، فدخل صياغة خاتم مثلا 50 ليرة سورية، ما يعادل دولارا واحدا آنذاك”!

عن الكاتب البريطاني “باتريك سيل” تناقلت المراجع والدراسات رواية مفادها أن التجار التقليديين في سوريا أبرموا صفقة مع حافظ الأسد في بداية حكمه استبدلوا حرياتهم السياسية ودورهم التاريخي بالاستقرار الذي وفره بعد سلسلة من الانقلابات وحكم العسكر اليساري وسياسات التأميم(!؟)

رأيي بهذا الموضوع: “سيل” كان على علاقة مميزة مع حافظ أســــد ويُعتبر أهم مروّج لحكمه، ما يجعل مصداقيته ضعيــفـة. **

صحيح أن الإعلام التقط لحافظ أسد صورا مع رجال أعمال تقليديين كالمرحوم بدر الدين الشلاح، وخصوصا الصورة التي ظهر فيها حافظ أسد متأبطا ذراعه إلى صندوق الاقتراع إبان استفتاء 1984، كما صوّر الإعلام لقاءات عدة لأسد الأب والولد مع عدد من التجار الدمشقيين والحلبيين التقليديين، لكن هذه اللقاءات نابعة من الخوف والإجبار على الحضور والتقية من غضب أجهزة المخابرات عليهم.

“باتريك سيل” كان على علاقة مميزة مع حافظ أسد ويُعتبر أهم مروّج لحكمه، ما يجعل مصداقيته ضعيفة.

ودليلنا على عدم رضاهم عن حكم المرحلة أن تجار دمشق حاولوا مرات الإضراب زمن حكم البعث وحكم أسد الأب والولد، 1964 تضامنا مع أحداث حماه وتدمير جزء من أحيائها القديمة واقتحام وتدمير مسجد السلطان، وقامت ميليشيات الحرس القومي الطائفية بتكسير المحلات. 1965 الإضراب بسبب تجديد التأميمات الظالمة على خلفية طائفية، وأيضا الإضراب بداية ثمانينات القرن الماضي إثر قيام ميليشيات سرايا الدفاع الطائفية بنزع الحجاب في الشوارع عن رؤوس النساء، وتضامنا مع مجازر شمال ووسط سوريا، وكذلك إضراب في بداية الثورة الحالية إثر مجزرة الحولة أيار 2012، وواجهوا في المرات كلها قمعا شديدا وفُتحت محلاتهم بالقوة وتمّت سرقة محتويات بعضها وتلقوا تهديدات بالتصفية من المجرمين حافظ ورفعت أسد ثم بشار. كما أن كلام “سيل” يتنافى كليا مع طبيعة رجال الأعمال التقليديين في كل الأمم ومن بينهم سوريا، ويتنافى مع مصالح طبقة الأعمال السورية كما أسلفنا. نعتقد أنها محاولة لئيمة للنيل من وطنية الطبقة التي جعلت الأمّة السورية في سدة الأمم.

النوع الثاني الطفيلي: وهو الذي خلقه نظام حافظ أسد وتكاثر ولا يزال منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي. هؤلاء يفضلون أن يُطلقَ عليهم لقب رجال الأعمال، لكنّ السوريين يطلقون عليهم ألقابا ساخرة منحطة تُلخص وضاعة أصولهم وفسادهم. معظمهم من سقاط المجتمع السوري، ينتمون لعدد من الطوائف، بينهم عدد مهمٌّ من العلويين*** ممن كانوا ضباطا في الجيش أو على علاقة به، أقواهم من العائلات المحيطة بآل أسد كمخلوف وشاليش والأخرس وجابر، أو على علاقة مصاهرات بهم كسامر الفوز، حسب ما أوردته صحيفة التايمز البريطانية.

حاول تجار دمشق مرات الإضراب زمن حكم البعث وحكم أسد الأب والولد، 1964 تضامنا مع أحداث حماه وتدمير جزء من أحيائها القديمة واقتحام وتدمير مسجد السلطان، وقامت ميليشيات الحرس القومي بتكسير المحلات. 1965 الإضراب بسبب تجديد التأميمات الظالمة على خلفية طائفية، وأيضا الإضراب بداية ثمانينات القرن الماضي إثر قيام ميليشيات سرايا الدفاع بنزع الحجاب في الشوارع عن رؤوس النساء

كما أن بعضهم من أصهار العائلات العلوية، كمحمد حمشو مثلا، وبعضهم من حثالة العشائر كبرّي في حلب، أو من حثالات المدن كحسام قاطرجي، وتُقدر الإحصاءات أن عددهم نحو 200 من كبار الفاسدين يزدادون أو ينقصون بحسب رضا بشار أسد عنهم. وجميعهم شركاء تجاريون لأسد وعائلته، استفادوا من وصولهم إلى دائرة العائلة واستحكموا بالفوز بعطاءات مشاريع البنية التحتية العامة، أو المشاريع الجديدة التي طرحت كالبنوك والنقل والمقاولات.

واليوم تحوّل كثير منهم نتيجة ما حل بالبلاد من تهالك ودمار إلى صناعة وتجارة المخدرات وتجارة المواد الخام التي تمد صناعة البراميل المتفجرة وأدوات القتل الجماعي الأخرى، وتهريب النفط والغاز والدعارة ومتعلقاتها من مواخير وأشباهها، وجميعهم زوّدوا الشبيحة بالمواصلات والطعام والرواتب، بعضهم أصبح لديه ميليشيات خاصة كرامي مخلوف وأيمن جابر والقاطرجي وبري، أما السلاح فمن مخازن الدولة والجيش الذي تسيطر عليه ميليشيات أسد وإيران، وهذه الأخيرة تحدث الروايات عن تأسيسها لطبقة من “رجال الأعمال” خاصة بها كمحمد السواح و سامر الفوز وهؤلاء لا يعتمدون أصول التجارة ولا يقدمون للناتج المحلي شيئا، ويرضعون ثروات البلاد ويشتتونها بين الهدر والنقل إلى الخارج.

يُثرون من جميع الأعمال الممنوعة المتعلقة بالفساد وبالجرائم العامة في حق الدولة والمجتمع أو الجرائم المتعلقة بالأفراد، كالخطف والابتزاز والاستيلاء على أموال الغير. حولهم أيضا مجموعة مستفيدة قد تكون أضعاف هذا الرقم من ذوي الأدوار المتوسطة تديرهم وتتشارك معهم أجهزة الأمن، وهؤلاء يتباهون بإطلاق لقب رجال أعمال على أنفسهم أيضا. وجميعهم باختلاف مراتبهم مصالحهم مرتبطة ومستمرة في بقاء بشار أسد في السلطة.

خلق نظام حافظ أسد نوعا طفيليا تكاثر ولا يزال منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي. هؤلاء يفضلون أن يُطلقَ عليهم لقب رجال الأعمال، لكنّ السوريين يطلقون عليهم ألقابا ساخرة منحطة تُلخص وضاعة أصولهم وفسادهم. معظمهم من سقاط المجتمع السوري، ينتمون لعدد من الطوائف، بينهم عدد مهمٌّ من العلويين ممن كانوا ضباطا في الجيش

النوع الثالث المهاجر: وأعدُّها سورية رغم أنها لم تنشأ في سورية وإنما نشأت في بيئات مختلفة، لكن لها أثر مهمّ على الاقتصاد السوري والحياة السورية في الربع قرن الأخير وكذلك على الثورة السورية، وهي بدورها تنقسم إلى فئتين:

الأولى/ المهاجرة إلى الأبد: تتميز بأنها فقدت الكثير من السمات السورية، البعض من منتسبيها لا تربطه بسوريا إلا بعض كلمات عربية بلكنة أجنبية، وبعضهم الآخر يرى سورية بمنظار السائح!؟

ما يعنيهم منها وما يعرفه عنها ليس القهر المرسوم على وجوه أهلها أينما قابلتهم، ولا الربع مليون إنسان الذين يموتون سنويا نتيجة الأخطاء الطبية بسبب تهالك المشافي وسوء إدارتها، ولا يعنيهم الربع الآخر لمليون إنسان يموتون سنويا في حوادث المرور بسبب سوء تنظيم الطرق وتفشي الرشوة في دوائر شرطة المرور، ولا البطالة المقنعة التي تتجاوز ال50% والبطالة الوقحة التي تتجاوز ال15%، والفقر غير المبرر سوى أنه سياسة إفقار، وهجرة الشباب للعمل في الخارج حتى خلت البيوت منهم، وما صاحبَ ذلك من أمراض اجتماعية؛ ولا يعرفون معاناة أهلهم من ظلم المحاكم واكتظاظ السجون بالأبرياء! سوريا بالنسبة لهؤلاء مجرد مصيف ومرقص ليلي وأجواء سهر رخيص مبتذل، قابلت عددا منهم خلال تنقلاتي؛ اعتبروا الثورة وبالاً عليهم لأنها حرمتهم من تلك المزايا، وحرمتهم فرصة أن يُظهروا أنفسهم كطواويس بين أهليهم وأقرانهم القدامى، بضع مغترين بين أكوام المعثرين!

ظهر من بين هؤلاء عدد من الأقلويين في صفقات السلاح التي وصلت لميليشيات أسد وصفقات نترات الأمونيوم، كما ظهرت منهم شخصيات في المحافل والمقرات الدبلوماسية، كالخارجيات الغربية وسفاراتها، يقومون بحملات علاقات عامة لنظام أسد، ينشرون الكذب والادعاءات على الثورة بأنها إسلامية متطرفة تهدف إلى إبادة الأقليات، فيما الحال عكس ذلك تماما: تحالف أقليات لإبادة الأكثرية!

من هذا النوع أيضا ظهر أشد وأعند وأذكى المناضلين ضد نظام أسد! فئة باركت الثورة ودعمتها بالمال وبالموقف وأسست عدة مجالس وخصوصا في أمريكا والدول الأوربية الفاعلة، ولا تزال تقدم أفضل ما لديها لتساعد أهلها على الخلاص، تابعتهم بنفسي وهم يؤسسون المجالس ويقيمون المؤتمرات لدعم القضية السورية، ويدفعون الأموال في حملات انتخابات مجالس النواب في بلاد الهجرة وغيرها، ليخلقوا دعما سياسيا لقضيتهم؛ على علوّ مكانتهم يجمعون ما أمكن من مواد إغاثية ويوصلونها إلى الداخل على شكل أدوية واحتياجات وللمشافي والمدارس، بعضهم رجال أعمال كأيمن الأصفري، بريطانيا، وبعضهم علماء كالدكتور عدنان وحود، ألمانيا، ومئات الأطباء كالطبيب سمير كزكز، ألمانيا. تابعتهم بنفسي، رائعون مخلصون ينسقون مع مشافي أورينت الإنسانية وغيرها ليقوموا بعمليات جراحية مجانا للمصابين جراء إجرام أسد وحلفائه. تذاكرهم على حسابهم، يُجرون عدة عمليات في ال24 ساعة، ينامون في غرف المشافي الميدانية البسيطة لأسبوع أو اثنين، يأكلون ما تيسر مع زملائهم ومرضاهم، ثم يعودون إلى أشغالهم في بلاد المهجر وهكذا دواليك.

من الفئة المهاجرة ظهر أشد وأعند وأذكى المناضلين ضد نظام أسد! فئة باركت الثورة ودعمتها بالمال وبالموقف وأسست عدة مجالس وخصوصا في أمريكا والدول الأوربية الفاعلة، ولا تزال تقدم أفضل ما لديها لتساعد أهلها على الخلاص

 

الثانية/ المهاجرة مؤقتا: معظمها في دول الخليج وهي لم تنقطع عن سوريا طيلة فترة اغترابها، سواء بالبناء والتعمير ومحاولات الاستثمار أو المساعدات لأهليهم وذويهم. هؤلاء معظمهم من الأرياف والمدن الصغيرة، وفيهم من دمشق وحلب، لكن جميعهم يشتركون بعامل واحد أنهم جميعا لم يجدوا فرصة في سوريا لإثبات جدارتهم وأهليتهم، ووجدوها في الخليج؛ أغلبهم الأعمّ عصاميون بدؤوا من الصفر ثم سجلوا أسماءهم شامخة على شركات كبرى عالمية، تجارية وخدمية ومبانٍ برجية ضخمة وفنادق عظيمة، ومستشفيات، ونوادٍ ومطاعم!

لا يوجد من هؤلاء رقم يذكر يدعمون نظام بشار أسد، لكن بعضهم تخاذل عن دعم الثورة خوفا من البطش، وكثير منهم دعم الثورة ووقف معها وخسر كل منهم ملايين الدولارات نتيجة حجز بشار أسد على أموالهم وتدميره لممتلكاتهم، كما حدث معي.

قرأت عددا من الدراسات الغربية وكذلك شاهدت أفلاما وثائقية عدة تُصور كمّا كبيرا من مجموعة الأعمال المتوسطة في الخليج يجمعون الأموال ويرسلونها إلى المتظاهرين في مدنهم وبلداتهم وقراهم. يساعدون المنكوبين ويحاولون أن يكونوا سفراء إنسانيين لقضية بلدهم أمام الرأي العام الخليجي.

________________________________________________

 

هوامش:

* تقدر مساحة تلك المناطق بنحو 23 ألف كم مربع، وهي تعادل ضعفي ونصف مساحة لبنان.

** كتب المحلل اللبناني إياد أبو شقرا في صحيفة (الشرق الأوسط) يقول تعليقا على مقال باتريك سيل الذي نشره في نيسان/ إبريل من عام 2014 أي بعد عشرات المجازر لبشار أسد وبعد استخدامه الكيماوي في غوطة دمشق:

“.. كتب باتريك سيل، الكاتب البريطاني المهتم بقصة سوريا وحكم عائلة الأسد، يوم الجمعة الماضي، في صحيفة «الحياة»، مقالا تناول فيه الملف السوري الملتهب، وشرح، حسب رؤيته التحديات التي تواجه المتصارعين على سوريا، من روسيا إلى أميركا والاتحاد الأوروبي، طبعا هو أبدى موقفا نقديا «لتأخر» الرئيس بشار الأسد في الإصلاحات والاعتماد على الحل الأمني فقط، وهو بالمناسبة موقف تجاوزته أحداث الثورة السورية، ولم يعد يصنّف على أنه موقف معارض للنظام الأسدي، لكن هكذا خيل لباتريك سيل أنه بهذا الموقف قد احتفظ لنفسه بموقع حيادي”

*** حتى العلويون أنفسهم يسخرون من تلك الفئات وحينما يمرون بقصورهم يقولون قريبا نحولها إلى مستشفى أو دار ثقافة حينما نتخلص منكم.

_________________________________________________

– لقراءة المقالات الخاصة بالقضية الكردية

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة PKK (1 من 3)

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة PKK (2 من 3)

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة PKK (3 من 3)

 

غسان عبود

المنشورات ذات الصلة