موسكو -غلوبال ويتنس – الناس نيوز :
جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية تعيد نشر التحقيق الأستقصائي في حلقته الثالثة والأخيرة ، تم نشر الحلقات الأولى والثانية . كل ذلك تلبية لطلبات القراء الكرام .
توصّل تحقیقنا إلى أنه في حین أن شركاء مدلل ، رجل اعمال سوري مقيم في موسكو ، التجاریین أثبتوا فعالیتھم كوسطاء للأسد، فإنھم أیضاً یقدمون خدمات مالیة لكوریا الشمالیة. من المحتمل أن تكون شبكة خوري تستخدم النظام المالي المتطور في موسكو مرة أخرى كممر لتأمین وصول دول معروفة بانتھاكاتھا لحقوق الإنسان إلى الأسواق المالیة العالمیة.
في عام 2016، اشترى خمسة من موظفي خوري واثنین من شركائه التجاریین حصة 70 بالمئة في “الجمعیة المالیة الروسیة”، وھي مؤسسة مالیة. یبدو أن السبب الرئیسي للشراء كان الحاجة إلى تفریغ حسابات “خدمة محفظة رقمیة” جدیدة، تسمى سیندي )Sendyٍ(، والتي أصبحت الشریك الروسي الرسمي لعمالقة الدفع الصینیین WeChat Payو Alipay. ھذه الخطوة لإنشاء نظام دفع رقمي كھذا تثیر احتمال تحكم مقربین من أحد المشتبه بغسیلھم أموالا وتمویل النظام السوري بمنظومة لنقل الأموال؛ قد تنمو تلك المنظومة وتصبح في نھایة المطاف مكافئة في الحجم والقوة المالیة لـ PayPal على سبیل المثال.
في عام 2019، فرضت الولایات المتحدة عقوبات على الجمعیة المالیة الروسیة لمساعدتھا كوریا الشمالیة. ولا تزال خدمة الدفع سیندي بمنأى عن العقوبات حتى الآن.
صلات مع الاستخبارات الروسیة
كان خوري بحاجة إلى موافقة ضمنیة من الدولة الروسیة حتى یستطیع تسییر شبكته، فمن غیر الممكن نقل الأموال في روسیا لدولة أو جھة فاعلة أجنبیة دون حیازة ھكذا موافقة. وفي حالة خوري، یبدو أن له صلات قدیمة بأجھزة الاستخبارات الخارجیة الروسیة وأنھا تعززت مع مرور الوقت.
كما یبدو أن بوریس بریبتكوف، وھو عمیل للمخابرات الروسیة حتى عام 2004، ساعد عملیات شبكة خوري من عام 1997 حتى عام 2016 على الأقل.
یظھر اسم بریبتكوف لأول مرة إلى جانب اسم مدلل في شكوى للشرطة ضد خوري وبریبیتكوف في عام 1999 مقدمة من قبل أیلیا مانیك، الشریك التجاري الأسترالي-الأوكراني السابق لخوري. )لا علم لغلوبال ویتنس بأي دلیل فیما إذا كانت تلك الشكوى قادت إلى توجيه تھم جنائیة،( یظھر بریبتكوف بعد ذلك في مجلس إدارة بنك كونفیرس في أعوام 1999 و2005 و2006. وكان مديراً لشركة مساھمة في بنك روسي مملوك جزئیا لخوري، ھو بنك التمویل التجاري )BTF(، وكذلك متحف سفینة الفضاء في موسكو الذي كان لخوري مصلحة مالیة فيه.
ووصف مصدران مستقلان مطلعان على تاریخ عملیات خوري التجاریة بریبتكوف بأنه عمیل للمخابرات الروسیة. ویمكن تدعیم ھذه الاتھامات ببعض الأدلة التوثیقیة الظرفیة. وعنوان بریبتكوف المسجل، وفقا لقواعد بیانات حركة المرور المسربة، ھو مبنى سكني في موسكو قامت وكالة الاستخبارات الخارجیة الروسیة ببنائه لعملائھا في بدایة القرن الحادي والعشرین. بریبتكوف ھو أول مالك مسجل للشقة حوالي عام 2005، وفقا لسجلات الممتلكات الروسیة. صرح الخبیر في الاستخبارات الروسیة، المؤلف أندریه سولداتوف، أن ھذا یشیر على الأرجح إلى أن بریبتكوف تقاعد من الخدمة مؤخراً.
وتظھر السیرة الذاتیة المحفوظة على الموقع الإلكتروني لبنك كونفیرس أن بریبتكوف كان مسؤولا سوفیاتیا كبیرا في اللجنة والوزارة المعنیة بقضایا التجارة الخارجیة. وكان یعمل في نفس القسم الذي ضم شخصیات معروفة تنتمي إلى فرع الاستخبارات الأجنبیة في الكي جي بي. وتبین السیرة الذاتیة أنه كان مھندساً ومھندساً كبیراً في اللجنة الحكومیة للعلاقات الاقتصادیة الخارجیة للاتحاد السوفیاتي بأكمله في الفترة بین 1972 و1988. بین عامي 1988 و1991، كان نائب رئیس المدیریة العامة للعلاقات الاقتصادیة الخارجیة مع الدول الرأسمالیة المتقدمة، التابعة لوزارة التجارة الخارجیة، والتي تغطي أوروبا الغربیة والولایات المتحدة.
وقال سولداتوف، الذي شارك في تألیف ثلاثة كتب عن أجھزة الاستخبارات الروسیة، لغلوبال ویتنس إنه كان ھناك عدد قلیل من المھندسین في لجنة العلاقات الاقتصادیة الخارجیة، وأن منصب بریبتكوف یبدو وكأنه غطاء: “لا أعتقد أنه كان ھناك العدید من ھؤلاء المھندسین”، قال سولداتوف. “یبدو وكأنه DR كلاسیكي (ضابط احتیاطي نشیط)”.
عمل العدید من الروس الآخرین، الذین أصبحوا فیما بعد وزراء وترأسوا أجھزة الاستخبارات الخارجیة الروسیة، في نفس الإدارات التي عمل فیھا بریبتكوف. وفي حین أننا لا نستطیع أن نعرف ما إذا كان بریبتكوف على علم أو على اتصال مع ھؤلاء الأفراد، فإن السیرة الذاتیة تظھر مستوى الاتصالات التي كان یمكن أن یقوم بھا بریبتكوف أثناء أداء أدواره المعلنة – وبالتالي نوع النفوذ الذي كان قادراً على ممارسته نیابة عن حلفائه، بما في ذلك مدلل خوري.
ومن بین أولئك الذین من المحتمل أنھم كانوا في دوائر نشاط بریبتكوف ھو فلادیمیر یاكونین، قطب السكك الحدیدیة الروسي، وھو أحد المقربین من بوتین. وقد كتب یاكونین كتاباً یشرح دوره خلال 22 عاماً كان فیھا عمیلاً في جھاز الاستخبارات الخارجیة في الكي جي بي، والذي تضمن مھمة العمل كمھندس في لجنة الدولة للعلاقات الاقتصادیة الخارجیة. ومن الروابط المحتملة الأخرى میخائیل فرادكوف، الذي كان رئیساً للجنة الدولة للعلاقات الاقتصادیة الخارجیة خلال تلك الفترة ـ مما یجعله رئیس بریبتكوف المباشر أو غیر المباشر. وفي وقت لاحق، أصبح فرادكوف رئیساً للوزراء في روسیا في عام 2004، وكان رئیساً لأجھزة الاستخبارات الخارجیة الروسیة من عام 2007 حتى عام 2016. منذ عام 2017، یرأس فرادكوف المعھد الروسي للأبحاث الاستراتیجیة، وھو مركز أبحاث یُعرف بأنه مقر لعملاء الاستخبارات الخارجیة المتقاعدین.
ویبدو أن بریبتكوف عمل مع خوري من عام 1997 على الأقل حتى عام 2016، أو حتى وقت لاحق، حیث كان مشاركاً في اثنین من بنوكه. كما كان مساھماً وعضواً في مجلس إدارة بنك كونفیرس ومدیراً لشركة روسیة یبدو أنھا تملك أسھماً في بنك التمویل التجاري BTF نیابة عن خوري. وكانت عائلته على صلة أیضاً بمصارف خوري. وكانت ابنة بریبتكوف مدیرة لشركة أخرى یبدو أنھا امتلكت أسھماً في بنك التمویل التجاري نیابة عن خوري. وعملت زوجته في المكتب التمثیلي الروسي للشركة القبرصیة القابضة التابعة لبنك كونفیرس، الشركة ھي Hudsotrade، جنبا إلى جنب مع أعضاء آخرین في الشبكة.
سموم ومتفجرات
توجد أدلة أخرى توثق علاقة خوري بأفراد متھمین بالتورط في صفقات أسلحة. یبدو أن خوري كان على صلة ما بلیونید رینك، الكیمیائي الشھیر في الاتحاد السوفیتي الذي ساعد في إنشاء غاز الأعصاب نوفیشوك، و تم استخدامه لاحقاً في تسمیم سیرجي ویولیا سكریبال في إنجلترا في آذار/مارس 2018. تم إدراج ثلاثة أرقام ھواتف لشركات خوري في دلیل ھاتف رینك مع وصف “بنك كونفیرس” – اسم البنك الأرمیني الذي كانت تملكه شبكة خوري في ذلك الوقت. وحصلت الشرطة على نسخة رقمیة من دلیل أرقام ھاتف السید رینك عندما اتھم الكیمیائي ببیع غاز الأعصاب إلى مجموعة جریمة منظمة في عام 2002. تم تسریب دلیل الھاتف إلى موقع الصحافة الاستقصائیة TsUR، وھو أول من أبلغ عنه، ومن ثم حصلت علیه غلوبال ویتنس وتأكدت منه بصورة مستقلة.
رفض السید رینك الإجابة على أسئلة غلوبال ویتنس حول طبیعة علاقته مع خوري. ومع ذلك، عندما اتصل صحفي من موقع الصحافة الاستقصائیة لیسأل رینك عن علاقته بمدلل، قیل إنه صرح بالتالي: “كان خوري صدیقاً لزملائي، ضباط وكالة الاستخبارات الأجنبیة، SVR، وكان یرید تمویل مشاریع صیدلانیة”.
وخضع خوري نفسه لعقوبات بسبب مساعدة موظفة في مصرف سوریا المركزي تدعى بتول رضا على محاولة شراء نترات الأمونیوم، وھي مادة كیمیائیة یمكن استخدامھا لصنع المتفجرات أو الأسمدة.
كیف یمكن لشبكة خوري أن تكون قد ساعدت كوریا الشمالیة
بعد أن أثبت مدلل خوري وشبكته فعالیتھم كداعمین وناقلین للمال في سوریا، یبدو أنھم غامروا في التعامل مع كوریا الشمالیة. ومرة أخرى، استخدموا القطاع المالي في موسكو كقاعدة ومعبر للقیام بذلك.
شراء بنك
من أجل دعم خدمة المحفظة الرقمیة التي تسمى “Sendy” ، وھي أقرب إلى PayPal (على الرغم من عدم وجود أي صلة بین PayPal وأي من الأفراد أو الكیانات التي تمت مناقشتھا في ھذا التقریر)، كانت شبكة خوري بحاجة إلى بنك أولاً. سیطرت شبكة خوري على الجمعیة المالیة الروسیة RFS، وھي مؤسسة مالیة مقرھا موسكو، على ثلاث مراحل.
أولاً، في تشرین الثاني/نوفمبر 2016، اشترى خمسة من موظفي خوري في مركز بروغریس بلازا للأعمال واثنان من شركائه التجاریین ما یقرب من 70 بالمئة من الجمعیة المالیة الروسیة عندما اشتروا شركتھا الأم، التي تسمى شلیوز-أفتو، المسجلة في روسیا.
ثانیاً، اعتباراً من یونیو 2017، تم تعزیز ملكیة شلیوز- أفتو وبالتالي RFS، في أیدي شریكي الأعمال: بافل أبراموف وایغور كلیوتشنیكوف. وكان كلاھما قد عمل سابقاً في بنوك وشركات استثماریة مرتبطة بمدلل خوري.
وأخیرا، في آذار/مارس 2020، إلى جانب بافل أبراموف وإیغور كلیوتشنیكوف، اشترى كیرسان ایلیومجینوف، وھو شریك تجاري آخر منذ فترة طویلة، 10 بالمئة من شلیوز-أفتو. كیرسان ایلیومجینوف ھو الرئیس السابق لـ FIDE، الھیئة الحاكمة في العالم للشطرنج. وھو مقیم في مركز بروغریس بلازا للأعمال في موسكو إلى جانب أعضاء شبكة خوري، وقد فرضت علیھ الولایات المتحدة عقوبات في نفس الوقت الذي فرضت فیه على مدلل خوري – أیضاً بسبب مساعدته النظام السوري. تشارك كیرسان ایلیومجینوف ومدلل خوري في ملكیة بنك روسي لعدة سنوات، ووفقاً لإشعار العقوبات الأمریكیة، فإن الیومجینوف “مرتبط بمعاملات مالیة تشمل شركات مرتبطة بخوري منذ وقت مبكر یصل لعام 1997”.
شراء الجمعیة المالیة الروسیة
في نوفمبر 2016، اشترى كل واحد من الأفراد التالية أسماؤھم 10 في المائة من أسھم شلیوز-أفتو، الشركة الأم للجمعیة المالیة الروسیة:
• بافل أبراموف ھو مدیر الجمعیة المالیة الروسیة .وكان بافل أبراموف مدیرا سابقا
لإحدى الشركات التي تملك أسھما في بنك ترید فاینانس )BTF( وھو بنك یملك مدلل خوري جزءاً منه.كماكان مدیراً في شركةاستثماریة إلى جانب عماد خوري، ولاحقاً أصبح طوني خوري رئیساً تنفیذیاً لـتلك الشركة.
• إیغور فیكتوروفیتش كلیوتشنیكوف ھو مدیر كبیر سابق في تیمبانك عندما كان “الخوریون”
یمتلكون حصة قلیلة. وإلى جانب بافل أبراموف، أصبح الآن أحد مالكي “الدفع
الرقمي”، وھي شركة روسیة مرتبطة بـ RFS، التي تستضیف شركة سیندي للمحفظة
الرقمیة، والتي روج لھا مدلل خوري على ملفھ التجاري على الواتساب، وحیث تعمل حالیاً ساندرا خوري، ابنة مدلل.
• غالیا فایسوفنا یونسوفا ھي موظفة سابقة في شركة Hudsotrade، وھي الشركة القابضة لبنك كونفیرس التي یملكھا مدلل وعماد خوري. وھي أیضا مدیرة سابقة لشركة أخرى كانت لدیھا أسھم في BTF.
• أولغا ألكسندروفنا سوفوروفا ھي مدیرة سابقة لشركة أخرى كانت لدیھا أسھم في BTF في إحدى المراحل. وھي تعمل في مركز الأعمال بروغریس بلازا، وفقا لما تنشره على حسابھا على وسائل التواصل الاجتماعي.
• تعمل إلیزافیتا أندریفا سوسیدوفا أیضاً في مركز أعمال بروغریس بلازا. تم تسمیة السیدة سوسیدوفا كـ”شخص موثوق به” لشركات العقارات الروسیة لعائلة مخلوف كما نوقش في
الجزء الأول من ھذا التقریر. وھي تعمل في مركز الأعمال بروغریس بلازا، وفقا لما تنشره على حسابھا على وسائل التواصل الاجتماعي.
• سیرغي فیكتوروفیتش كوتشیرجین ھو مدیر الجمعیة المالیة الروسیة، وفقا لملفه الشخصي على فیسبوك. وھو أیضاً مساھم في شركة أخرى مسجلة في مركز أعمال بروغریس بلازا.
• دیمتري فلادیمیروفیتش جوكوف، موظف سابق في Hudsotrade ومدیر Array Invest، وھي شركة قابضة یملكھا عماد خوري، وھي التي تمتلك مركز بروغریس بلازا للأعمال.
وكتبت غلوبال ویتنس إلى جمیع ھؤلاء الأفراد طالبةً تعلیقھم، ومع ذلك لم نتلق أي ردود، على الرغم من الأدلة التي تفید بأنھم فتحوا طلبات التعلیق.
ربما اشترت شبكة خوري الجمعیة المالیة الروسیة RFS لدعم سیندي في عام 2016، بسبب مشاكل في المؤسسة المالیة السابقة التي استضافت سندي، أي تیمبانك، الذي تم إغلاقه في نھایة المطاف من قبل البنك المركزي الروسي في عام 2017.
بعد السیطرة على الجمعیة المالیة الروسیة RFS، أضاف مالكوھا موظفین یتمتعون بخبرة واسعة في إنشاء أنظمة الدفع الرقمیة إلى مجلس إدارتھا. وقد ظھر مالكو RFS وفریق إدارتھا في وسائل الإعلام وفي عدة مناسبات للترویج لسیندي كمشروع ذي أولویة للبنك.
یكاد یتطابق المساھمون في RFS وSendy: حالیا بافل أبراموف وإیغور كلیوتشونیكوف، المالكین جزئیاً للشركة الأم لـRFS، كل منھم یملك أیضا خمسین في المئة من الشركة الروسیة الأم لـ Sendy، وھي شركة الدفع الرقمي .LLC
وعلى الرغم من أن خوري لیس على موقع الشركة و اسمه لیس مباشرة في سجلات الشركة، إلا أنه لا یخفي صلتھ بـSendy. في عام2019 ، نشر مقطعي فیدیو عن Sendyعلى حسابه على یوتیوب، وھو یعلن حالیاً عن نظام الدفع على حسابه التجاري علىWhatsApp . ابنة خوري ساندرا ھي مدیرة كبیرة في Sendy. وقدمت عروضاً عن Sendy في مؤتمرات في براغ وموسكو. وفي منشورات على حساباتھا على وسائل التواصل الاجتماعي تظھر في اجتماعات في الصین نیابة عن الشركة.
مدلل خوري یدرج سینداي كأحد المواقع الإلكترونیة على سیرته الذاتیة على الواتساب.
وقد أبرمت خدمة الدفع Sendy العدید من الصفقات الھامة في السنوات القلیلة الماضیة. أصبحت Sendy المضیف الروسي لعمالقة الدفع الصینیین WeChat Pay وAli Pay. كما أصبحت خدماتھا متاحة في العدید من المحلات الروسیة للبیع بالتجزئة وعلى طریق السكك الحدیدیة الروسیة بین سانت بطرسبرغ وموسكو. وفي نیسان/أبریل 2018، تم وضعھا في سجل البنك المركزي الروسي لأنظمة الدفع المھمة.
نظام الدفع المرتبط بخوري یخطط لدخول أوروبا على ما یبدو أن خدمة الدفع Sendy تحاول التوسع في أوروبا. قامت ساندرا خوري بتقدیم Sendy إلى غرفة التجارة النمساویة في كانون الأول/دیسمبر 2019.
یوضح ھذا العرض التقدیمي أن Sendy “ممثلة في الاتحاد الأوروبي: خدمة دفع رقمي .s.r.o” وأن “الاتجاه 5” من استراتیجیة Sendy ھو “التوسع في أوروبا – إطلاق نظام الدفع TESLA Pay وخدمة السیاح الصینیین في جمھوریة التشیك” وھي تخطط “للانضمام إلى
EMPSA)الرابطة الأوروبیة لأنظمة دفع الھاتف النقال”.
وبافل أبراموف وایغور كلیوتشنیكوف، صاحبا كل من شركة RFS والشركة الأم لـSendy، یملكان تلك الشركة التشیكیة الشقیقة: الدفع الرقمي .s.r.o، وبصرف النظر عن الحصول على ترخیص من البنك المركزي التشیكي، یبدو أن شركة الدفع الرقمي .s.r.o لم تؤسس نفسھا بعد بشكل صحیح في الجمھوریة التشیكیة.
یدیر الدفع الرقمي .s.r.o رجل الأعمال التشیكي بیتر ماتیجتشیك، وھو شریك لكیرسان إلیومجینوف – الرئیس السابق لاتحاد الشطرنج FIDE والمفروض علیه عقوبات وھو الآن یعمل في مركز بروغریس بلازا التابع لشبكة خوري.
عندما اتصلت به غلوبال ویتنس، قال بیتر ماتیجتشیك إنه في حین أنه یعرف مدلل خوري وكیرسان إلیومجینوف، لا الدفع الرقمي ولا الشركة الأم TESLA Pay مسیطر علیھا بأي شكل سواء من قبل خوري أو أي من كیاناته الملحقة. ونفى أن یكون جزءا من شبكة خوري. كما قال إنه لا یعرف من یملك الدفع الرقمي في روسیا، ولم یكن على علم بأن مدلل خوري كان على أي قائمة عقوبات، كما أنه لم یكن على علم بأي من أنشطة مدلل خوري. وقال إنه أنشأ شركة TESLA Pay في عام 2018 دون أن یعرف عن وجود مدلل خوري وأن إیغور كلیوتشنیكوف وبافل أبراموف اشتریا الأسھم في TESLA Pay في عام 2019، وأن TESLA Payحصلت على الدفع الرقمي من أجل استخدام اسم TESLA Pay في أنشطتنا، وأود أن أؤكد بشكل كامل، أن الأنشطة التشیكیة لا علاقة لھا بأي كیان أجنبي”.
وكتبت غلوبال ویتنس طلبا للتعلیق حول سیندي إلى مالك سیندي، الدفع الرقمي LLC، في روسیا، وكذلك إلى الجمعیة المالیة الروسیة وشركتھا الأم شلیوز-أفتو، وبافل أبراموف، وإیغور كلیوتشنیكوف، وكیرسان إلیومجینوف، وساندرا خوري، ومدلل خوري، ولكن لم یرد أي منھم، على الرغم من الأدلة بأنھم قرؤوا طلبات التعلیق.
لا تدعي غلوبال ویتنس وجود مخالفات محددة تمت نیابة عن Sendy أو الشركات المرتبطة بھا: الدفع الرقمي TESLA Pay و s.r.o. في روسیا أو الدفع الرقميLLCs.r.o في الجمھوریة التشیكیة.
العقوبات على كوریا الشمالیة
فرضت الولایات المتحدة عقوبات على الجمعیة المالیة الروسیة RFS في عام 2019 لمساعدتھا “كوریا الشمالیة على التھرب من العقوبات والوصول إلى النظام المالي الدولي”. ووفقاً للسلطات الأمریكیة، قدمت الجمعیة المالیة الروسیة خدمات مالیة إلى بنك الصرف الأجنبي في كوریا الشمالیة وممثله الرئیسي، ھان جانغ سو، وھو ذاته تحت العقوبات التي فرضتھا الأمم المتحدة في آب/أغسطس 2017. بعد حصولھا على ترخیص منظمة ائتمان غیر مصرفیة في تموز/یولیو 2017، مما سمح لھا بالتعامل بعملات أجنبیة متعددة، فتحت الجمعیة المالیة الروسیة العدید من الحسابات للنظام الكوري الشمالي، كما تنص مذكرة العقوبات الأمریكیة.
ویبدو أن استعداد خوري وشبكته لتسھیل الشؤون المالیة لكوریا الشمالیة لا یقتصر على الجمعیة المالیة الروسیة. عندما أغلق البنك المركزي الروسي مصرف تمبانك Tempbank في تشرین الأول/كتوبر 2017، أفاد موقع أخبار روسي، غازیتا Gazeta.ru، أنھ حصل على وثائق داخلیة تبین أنه خلال الفترة التي كانت فیھا شبكة خوري تملك أسھماً في تمبانك، كان البنك یستضیف حسابات لبنك كوریا المتحد للتنمیة التابع لجمھوریة كوریا الدیمقراطیة، وھو ذاته خاضع لعقوبات الأمم المتحدة.
یقول میخائیل غاغلویف إن تمبانك لم ینتھك أبداً قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كوریا الشمالیة، وإن جمیع العملیات توقفت بعد أول قرار صدر عن مجلس الأمن.
إضافةً لذلك، یبدو أن إیغور كلیوتشنیكوف ــ الذي أصبح الآن مساھماً رئیسیاً في كل من الجمعیة المالیة الروسیة RFS والشركة الأم لخدمة Sendy ــ كان له سجل حافل في الإشراف على المعاملات المالیة مع كیانات كوریة
شمالیة مفروض علیھا عقوبات. وكان مستشاراً لرئیس مجلس الإدارة في تمبانك في الفترة من 2016 إلى 2017، وھي الفترة التي كان فیھا ذلك البنك یستضیف حسابات البنك الكوري المتحد للتنمیة. وفي وقت سابق، كان كلیوتشنیكوف رئیساً لمجلس إدارة أغروسیوز Agrosoyuz، وھو بنك آخر في موسكو، في الفترة من 2012 وحتى 2015. في آب/أغسطس 2018، أصبح أغروسیوز أول بنك في موسكو یخضع لعقوبات من قبل الولایات المتحدة لمساعدته كوریا الشمالیة من عام 2009 إلى عام 2018 – بما في ذلك أفراد وكیانات كانت الأمم المتحدة قد فرضت علیھم عقوبات.
اتصلت غلوبال ویتنس بإیغور كلیوتشنیكوف وبافل أبراموف والجمعیة المالیة الروسیة وشركتھا الأم شلیوز- أفتو للتعلیق على دور الجمعیة المالیة الروسیة في تقدیم الخدمات المالیة لكیانات كوریة شمالیة، لكنھم لم یستجیبوا، على الرغم من الأدلة التي تفید بأنھم قرؤوا طلبنا للتعلیق.
خاتمة
یربط ھذا التقریر خیوط قصة شبكة خوري للمرة الأولى. فھو یُظھر دور الشبكة التي تتخذ من موسكو مقراً لھا في نقل الأموال إلى نظام بشار الأسد الوحشي. ویبدو أن شركات وھمیة قد استُخدمت لشراء سلع لبرنامج الأسد للأسلحة الكیمیائیة والبالیستیة. إن شبكات معقدة مكونة من شركات مجھولة تقوم بحجب المشتري النھائي بشكل دقیق وتتیح لشبكات الأسد، التي یشكل “الخوریون” فقط واحدة منھا، الاستمرار بالعمل.
یثیر التقریر تساؤلات حول ھویة من كان یتم إرسال أمواله من موسكو إلى دمشق بواسطة مصرف تیمبانك. كما یُظھر التقریر أن مبالغ كبیرة من أموال مخلوف أو نظام أو عائلة الأسد جاءت إلى موسكو وھي إما لا تزال ھناك، أو تم تحویلھا إلى مكان آخر عبر النظام المالي في موسكو.
كما نثیر تساؤلات حول دور المؤسسات المالیة التي تتخذ من موسكو مقراً لھا في مساعدة كوریا الشمالیة على التھرب من العقوبات التي تفرضھا الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الولایات المتحدة فرضت عقوبات على عدد من أعضاء شبكة خوري، إلا أن نظام العقوبات الأوروبي لم یتم تعزیزه بما یكفي لفرض عقوبات على شبكة خوري. ویتعین على الاتحاد الأوروبي أن یصلح إطار العقوبات للسماح بتجمید الأصول واتخاذ تدابیر أخرى ضد المشتبه في ارتكابھم عملیات غسل الأموال والفساد، ولیس فقط التصرفات المرتبطة مباشرة بانتھاكات حقوق الإنسان.
علاوة على ذلك، یظھر ھذا التقریر الدور المحوري الذي تلعبه شركات مجھولة في تسھیل عمل شبكة خوري. وقد تم تسجیل العدید من الشركات المجھولة، التي حددتھا غلوبال ویتنس على أنھا جزء من شبكة خوري، في الأقالیم البریطانیة فیما وراء البحار أو في ولایات قضائیة تابعة للاتحاد الأوروبي. ودعت غلوبال ویتنس منذ فترة طویلة إلى إتاحة المجال للكشف عن المالكین الفعلیین للشركات، ورفع ستار الغموض الذي یجتذب المجرمین والفاسدین في المقام الأول. في السنوات الأخیرة، سنت كل من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تشریعات لتطلب من الشركات الكشف علناً عن مالكیھا المستفیدین. وبحلول نھایة عام 2020، یتعین على أقالیم ما وراء البحار في المملكة المتحدة ــ التي تضم بعضاً من الملاذات الضریبیة سیئة السمعة مثل جزر فیرجن البریطانیة وجزر كایمان ــ أن تحرز تقدماً في إنشاء سجلات مماثلة، وإلا یتعین على حكومة المملكة المتحدة إصدار أمر یجبرھا على القیام بذلك.
إن المد العالمي یتغیر لصالح الشفافیة في الملكیة، ولكن ما یزال ھناك الكثیر مما یتعین القیام به. تدعو غلوبال ویتنس جمیع الولایات القضائیة إلى الكشف علنا عن أصحاب الشركات المستفیدین، فضلا عن ضمان التحقق من المعلومات الواردة في السجلات وتأمین حراستھا، وفرض الجزاءات على الانتھاكات كما یلزم. وعلى وجه الخصوص، من الأھمیة بمكان أن تتابع أقالیم المملكة المتحدة فیما وراء البحار إنشاء سجلاتھا وضمان فعالیتھا. وفي الوقت نفسه، یجب على الاتحاد الأوروبي أن یتخذ إجراءات بحق الدول الأعضاء التي لا تزال تسیر بخطوات متثاقلة – حیث خلص تحلیل حدیث لغلوبال ویتنس إلى أن خمس دول فقط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد استكملت سجلاتھا تماماً. یجب على المملكة المتحدة ضبط سجلھا من خلال إجراء عملیات تحقق وتدقیق حول صحة المعلومات التي یتضمنھا.