رحيل الأكاديمية السورية البارزة بسمة قضماني بعد صراع مع المرض

باريس – الناس نيوز ::

نعى المجتمع السوري ، في الوطن والمهجر ، الباحثة والكاتبة الأكاديمية الدكتورة بسمة قضماني، التي غيبها الموت، الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع مع المرض.

وعملت قضماني ، الشخصية السورية الدولية البارزة ، كأستاذة في معهد العلاقات الدولية الفرنسية، وعضو سابق في “المجلس الوطني السوري”، وساهمت في تأسيسه، وعضو هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، وعضو سابق في الكتلة الوطنية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني السوري المُعَارضة لنظام الأسد ، حتى حزيران 2012، حينما خرجت منها عقب تفكّكها.

ولدت بسمة قضماني في دمشق عام 1958، وغادرت ‎سوريا مع عائلتها عام 1968 إلى ‎لبنان، وثم إلى ‎إنكلترا عام 1971. وهي ابنة دبلوماسي ومعتقل سابق، وكان يعمل في وزارة الشؤون الخارجية، ترعرعت في لبنان والمملكة المتحدة، ثم سافرت للدراسة في باريس حيث حازت شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية Sciences Po، لتصبح بعد ذلك أستاذة مساعدة في العلاقات الدولية في جامعة باريس.

وكانت قضماني من المشاركين الأساسيين في اجتماعات شخصيات ومجموعات المعارضة السورية في صيف العام 2011، التي أدّت إلى تشكيل المجلس الوطني السوري في تشرين الأول/أكتوبر.

وانتُخِبَت ناطقةً باسم اللجنة التنفيذية في المجلس، إلا أنها استقالت من هذا الأخير، في 28 آب/أغسطس 2012، متّهمةً إيّاه بفقدان المصداقية والفشل في تحقيق مهمّته.

ويمكن القول ان الراحلة كانت تحسب على البرجوازية الوطنية بالمعنى العملي في الشأن العام ، فهي دائمة العمل من أجل مجتمعها ورفع شأنه ولم تتردد في تقديم المساعدة حينما يكون بمقدورها ذلك ، لكل من يقصدها ، فضلاً عن الكثير من العمل الانساني والمجتمعي والفكري .

وعلى الرغم من عدم انضمام القضماني إلى أي مجموعة رسمية مذاك، ظلّت تضطلع بدورٍ ناشطٍ في المعارضة، بما في ذلك العمل مع المناضل السوري الكبير رياض سيف على تطوير المبادرة الوطنية السورية التي أطلقها علناً في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

ولدى قضماني خبرة طويلة كأكاديمية وعاملة في مجال أبحاث وتنمية الشرق الأوسط، وهي تقطن في فرنسا معظم الوقت، وهي أيضاً كانت المديرة التنفيذية لمبادرة الإصلاح العربي، وهي عبارة عن اتحاد لمعاهد الأبحاث السياسية العربية يعمل على الإصلاحات والعمليات الانتقالية الديمقراطية في العالم العربي، وقد ساهمت في تأسيسه في العام 2005.

وكانت تولّت قبل ذلك عدداً من المناصب في مجالات الاستشارة والبحث والإدارة في المجلس الوطني للبحوث العلمية (فرنسا)، ومركز الدراسات والأبحاث الدولية التابع لمعهد العلوم السياسية Sciences Po (باريس)، ومكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمؤسسة فورد (القاهرة)، إضافة إلى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (باريس).

وضعت قضماني كتباً ومقالات حول النزاعات في الشرق الأوسط، والشتات الفلسطيني، والأمن الإقليمي، والتنمية السياسية في المجتمعات العربية، والعلاقة بين الدين والسياسة في العالم الإسلامي .

وخسرت سورية والمجتمع السوري واحدة من أهم الشخصيات الوطنية التي كانت تمثل حالة معينة في الحياة العامة ، وهي ايضاً سليلة عائلة دمشقية عرفت بمواقفها الوطنية الشجاعة ودافعت عن وطنها وشعبها في المحافل الدولية وفي معظم المفاصل التاريخية . نعاها صديقها المقرب وزميل عملها الباحث الدكتور سلام كواكبي الذي كانت تصفه دوما ” الاخ والصديق الصدوق ” الذي كان حاضرا إلى جانبها في العديد من المواقف .

وفور انتشار نبأ رحيلها نعاها ايضا آلاف السوريين حول العالم مؤكدين في كلماتهم أن رحيلها خسارة كبيرة لسوريا ومستقبل السوريين .

جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية العربية ، تشارك السوريين حزنهم وعزائهم رحيل الكاتبة والأكاديمية البارزة الدكتورة بسمة قضماني وتتقدم من شقيقتها الصديقة العزيزة الكاتبة هالة قضماني ، والصديق العزيز الدكتور سلام الكواكبي وجميع أهلها وعائلتها ، والصديقات والأصدقاء المشتركين جميعاً حزنهم ، والراحة والطمأنينة لروحها ولكم من بعدها طول العمر .