رحيل الشاعر العراقي سعدي يوسف وسط خلافات حول مواقفه السياسية

لندن – الناس نيوز :

رحل الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، اليوم الأحد، في أحد مستشفيات لندن عن عمر ناهز 87 عاماً.

وشكل رحيل يوسف حالة من الحزن لدى محبيه ، وفي العديد من الأوساط الثقافية والاجتماعية، لما له من مكانة بارزة في حياة الشعوب العربية.

ويعتبر سعدي يوسف من الشعراء المعاصرين المهمين ، ويصفه البعض في الأوساط الثقافية أنه أحد عمالقة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، أسوة بمحمود درويش وأدونيس ونزار قباني وسميح القاسم ومظفر النواب وبدر شاكر السياب وغيرهم.

استمدّ سعدي ممارسته الشعرية من مصادر عدة ، كالأغاني الشعبية في جنوب العراق، حيث نشأ إلى زهد المعري، ومن الصور الشفافة للشاعر الصيني لي بو إلى أغاني لوركا العميقة، بالإضافة لارتباط وحوار مستدام مع شعر السياب.

وبقدر ما كان للراحل مواقف سياسية تناقض وجدان الشعر ونصرته لقيم الحق والعدالة ورفع المظالم ، بقدر ما ذهب سعدي فيها بعيدا ، لذلك كتب العديد من الشخصيات السورية مذكرين بمواقفه المؤيدة للديكتاتور الحاكم هناك بشار الأسد الذي قتل العديد من رفاق الشاعر الراحل او اعتقلهم او هجرالقسم المتبقي منهم .
وكتب الباحث الدكتور سلام كواكبي وهو سوري فرنسي مقيم في باريس يقول مع انني اود التركيز على ابداعه الشعري ولكنني لا أنسى قوله التالي: ” بعد صمود سوريّا العروبة، وجيشِها، الجيشِ العربيّ السوريّ، وهزيمةِ المرتزقة، ومن بينهم مرتزقة فرنسا، يرسلُ الجنرال بُرهان غليون فلولَه من حلب إلى الجزائر عبرَ المحميّات الفرنسية جنوبيّ الصحراء).”

وأضاف حفيد العلامة السوري الراحل عبد الرحمن الكواكبي صاحب المواقف المبدئية ” لا يمكن أن ينسيني ابداع الشاعر اي انحراف في الضمير وفي الأخلاق “.
وختم الكواكبي الحفيد كلامه بالقول “رحم الله سعدي يوسف”

ونشر سعدي ما يزيد عن 40 مجلداً من الشعر والمقال الأدبي والقصصي.

من أشهر أعماله الشعرية بعيداً عن السماء الأولى، ومن يعرف الوردة، وقصائد العاصمة القديمة، الأعمال الكاملة، الأعمال الشعرية (حفيد أمرئ القيس)، ومجموعتيه أغنيةُ صيّــادِ السّمَك، وقصــائدُ نـيـويـورك.

سعدي يوسف أضاف للعربية وللشعر العالمي نمطاً متفرداً في دقة التعبير وروعة في الإيقاع، وحساً مرهفاً صوّر به حياتنا ومعاناتنا، والذي بات أسلوباً شعرياً، يكرم الفرد والإنسان أين ما كان.

أحب سعدي البسطاء، فالرجل متواضع وطيب القلب، وهو يستميت في الدفاع عن الفقراء.

اشتبك مع كلّ شيء، اشتبك مع ذاته، واشتبك حتى مع عراقه، لكنه لم يشتبك أبداً مع عدن، التي عاش فيها السبعينيات والثمانينيات، عدن التجربة الإشتراكية ظلت حاضرة في كيانه في قصائده، حلم وحسرة.

أقام في لندن ونال جوائز في الشعر، منها الجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة “كافافي” من الجمعية الهلينية، وفي عام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي، وفي عام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال الكندية.

كان سعدي يثير زوبعة هنا وهناك. كان له الحق في أن يقول ما يريد شأنه في ذلك شأن كل حر.

فيما يأخذ البعض على الشاعر الراحل مثالبه، مثال ذلك أسلوبه وشراسة انتقاده لغيره.

برحيل الشاعر سعدي يوسف اليوم يخسر العالم العربي أحد أبرز قاماته الشعرية والأدبية .