اروى غسان – الناس نيوز
رحل الفنان الكوميديان المصري الشهير إبراهيم نصر في منزله بالقاهرة، بعد رحلة فنية طويلة رسم خلالها الابتسامة على وجوه أجيال كاملة من المشاهدين المصريين والعرب، عبر برامج الكاميرا الخفية التي قدمها على مدى عقدين من الزمن.
ويعد الفنان نصر الذي رحل الثلاثاء عن عمر ناهز سبعين عاماً رائد برامج المقالب في “أم الدنيا”، حيث اشتهر بتقديمه شخصية سيدة كوميدية تدعى “زكية زكريا”، التي حفرت في عيون كل من شاهدها ملامحها المضحكة بمكياجها المبهرج وروحها المرحة، وسط أداء ساحر طغت عليه خفة الدم المصرية.
وحتى اليوم لا تزال عبارات مثل “انفخ البلالين يا نجاتي” و”كشكشها متعرضهاش”، التي كانت تلقى على لسان زكية زكريا، مشهورة وحيّة في الأذهان، ومتداولة على سبيل المزاح بين الناس.
وظهرت موهبة الفنان الراحل منذ العاشرة من عمره، حيث لفت أسلوبه بالتمثيل وتقليد النجوم عائلته، وفي المدرسة طغت روحه المعجونة بالكوميديا على سلوكه ليترأس زملاءه بفرقة التمثيل، ثم أكمل مشواره الفني عبر مسارح الجامعة ونشاطاتها الطلابية.
وفي منتصف السبعينيات حاز نصيباً من الأدوار في السينما والتلفزيون، حيث عمل مع كبار النجوم مثل فاتن حمامة في فيلم “لا عزاء للسيدات”، وعادل إمام في فيلم “شمس الزناتي”، وأحمد زكي في فيلم “الاحتياط واجب”.
وفي عام 1991 بدأت قصة إبراهيم نصر مع برامج الكاميرا الخفية حيث عرض عليه الإعلامي عبد المنعم غالي إعداد برنامج كوميدي، بينما قدم له نصر فكرة الكاميرا الخفية، ليبدأ العمل على برنامج “انسى الدنيا” الذي حقق جماهيرية كبيرة، والتفت حوله كل العائلات، وعرض في شهر رمضان، حتى أصبح تقليداً سنوياً.
اعتاد نصر على تقديم مقالبه في الشارع وبين عامة الناس، وكان قادراً على تجديد أفكاره في كل مرة بعيداً عن المقالب المستهلكة أو الأسلوب الجامد، حيث امتازت مقالبه بالحبكة الذكية الممزوجة بعنصر المفاجأة، دون تعريض أي من ضيوفه للضرب أو العنف أو الهلع.