الناس نيوز – ميديا
ودع العراق عموما ومدينة الموصل خصوصًا أمس الجمعة “شيخ الخطاطين” العراقيين يوسف ذنون، الذي توفي عن عمر ناهز الواحد والثمانين عامًا، وفق تقرير لملحق ضفّة ثالثة.
وتتلمذ على يدي ذنون أكثر من جيل، وبرز منهم خطاطون معروفون عربيا وعالميا، ونال ذنون قبل نصف قرن إجازة الخط من الخطاط التركي حامد الآمدي.
وكان ذنون خطاطًا شهيرًا وعلامة بارزة في الثقافة العراقية، وله فيها عدد كبير من الأبحاث المعمقة في الخط العربي ومراحل تطوره ومحطاته المضيئة.
وولد يوسف ذنون عبد الله في محلة باب الجديد، ودخل مدرسة ابن الأثير للأحداث عام 1939 ومنها إلى مدرسة باب البيض للبنين عام 1942 والتحق بالمتوسطة الغربية عام 1945 ثم المدرسة الإعدادية المركزية وتخرج منها عام 1950 ملتحقًا بالدورة التربوية ذات السنة الواحدة بالموصل، وتخرج عام 1951.
وعُين ذنون معلمًا في مدرسة المحلبية عام 1951، لينتقل إلى مدرسة حمام العليل عام 1956، فمدرسة ابن حيان عام 1958، ثم انتقل إلى مركز وسائل الإيضاح بعد افتتاحه ومنه إلى متوسطة الوثبة عام 1960، ودرس على آثار علماء الخط العربي ونال الإجازة من الخطاط التركي حامد الآمدي عام 1966 وحصل على تقدير منه لبروزه في مختلف فنون الخط.
ودرس ذنون في معهد المعلمين بين عامي 1962-1969 الخط العربي والتربية الفنية، ثم انتقل إلى ثانوية الرسالة وأصبح مسؤول الخط العربي في النشاط المدرسي، وأصبح مشرفًا تربويًا للتربية الفنية عام 1976 وقد ساعدته مثابرته وعمله السياسي مع القوميين العرب على التقدم السريع.
وكان ذنون يعد واحدًا من الخمسة البارزين في هذه الحركة؛ عبد الباري الطالب وحسين الفخري وسالم الحمداني وغانم يونس وهو، وأحيل إلى التقاعد عام 1981 وعقد ندوات ومحاضرات في تاريخ وتطور الخط وأقام دورات عامة لتعليم هذا الفن الإسلامي بالموصل وله آثار فنية في الخط واللوحات على كثير من الكتب والمجلات، وكتب لوحات وأشرطة أربعة وأربعين جامعًا حتى نهاية عام 1976.
وأقام الراحل معارض في الخط العربي ودرب طلبته على الخط منذ عام 1962، ويسهم هو وطلابه في معارض بغداد منذ عام 1972، وكُرم من قبل أحمد حسن البكر، رئيس جمهورية العراق، عام 1972، بمناسبة إقامة معرض الخط العربي الأول ببغداد.
وشارك في تأسيس جمعية التراث العربي في الموصل وهو عضو في جمعية الخطاطين العراقيين وعضو فخري في جمعية رابطة الخريجين لتحسين الخطوط العربية في مصر.
ونعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار رحيل شيخ الخطاطين العراقيين.
وذكر بيان للوزارة “بمزيدٍ من الألم، والأسى ننعي رحيل الخطاط والباحث الكبير يوسف ذنون الذي شكل علامةً شامخةً من علامات الجمال، والتراث الثقافي الأصيل، والأنموذج الحضاري العربي. كان للفقيد، فضلًا عن إنجازاته الفنية، عدد كبير من الأبحاث في الخط العربي ومراحل تطوره، وتتلمذ على يديه الكثير من الفنانين وبرز منهم خطاطون معروفون عربيا وعالميا”.
يذكر أن الراحل عرف عنه نشاطه وبحثه الدائبين برغم تجاوزه الثمانين، وقد ابتكر طريقةً مختصرةً في تدريس الخطوط، وتمكن من الوصول إلى أنماطٍ تشكيليةٍ في تكوينات خط الثلث فضلًا عن سعيه لإيجاد مدرسة خطٍ ذات خصوصية موصلية.