fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

رحيل “عميد” الأدب السوري رياض نعسان آغا..

د. محمد حبش – الناس نيوز ::

رحل الأديب لسوري الدكتور رياض نعسان آغا، وفي جعبته إرث غني من الثقافة والفكر والأدب، وقد عرفه الشارع الثقافي العربي مكتبة متحركة تزخر بنوادر الحكمة وتجارب السياسة وروائع الشعر.
لقد نشأ في كنف والده الفقيه التقي حكمت نعسان آغا، وهو واحد من الرجال الذين آتاهم الله الحكمة والموهبة، ومن المؤكد أن الشيخ حكمت كان يملك كل المؤهلات ليكون أبرز رجال الدين في سوريا، وأن يتولى المناصب الأولى في النسق الديني، ولكنه اختار أن يبقى في إدلب بعيداً عن صخب العاصمة، واختار سكينة القرية ولم يشأ أن يرحل حيث الأضواء والتنافس، وحافظ على مكانه كفقيه بصير بوجهه الأشقر يقصده الناس في الحوائج ويستفتونه في الدين.
وكأنما ادخر الشيخ حكمت كل ما كان يلوح له من بوارق المناصب فدفعه مرة واحدة لابنه رياض، الذي وصل إلى دمشق طالباً في كلية الآداب، ولكن لم يحتج طول وقت حتى تظهر موهبته في المعرفة والأدب والحوار، وعلى الفور أفردت له الشاشات مكانه اللائق وعرفته منصات الإعلام السوري والإعلام الخليجي كواحد من ألمع نجوم الثقافة والمعرفة والحوار.
وتناوبته المناصب فعمل مستشاراً لرئيس الدولة ثم عضواً في مجلس الشعب، ثم سفيراً لسوريا في عمان والإمارات ثم وزيراً للثقافة، وترك في كل منصب عمل فيه بصمة حقيقية مؤثرة، وصار حديثاً ومتعة للناس، بما آتاه الله من موهبة الكلمة والحضور.

وبعيدا عن السياسة فقد قدم رياض نعسان آغا الكثير للمكتبة العربية عدة رفوف غنية تزخر بها المكتبات العربية، نقداً وشعراً وثقافة وسياسة، وكان يطل على الإعلام الخليجي من خلال عموده الأسبوعي في صحيفة الاتحاد، الذي كان يقدمه بصراحة وحياد ومنطق ويكون فيه من خلال ذلك كله وعداً وأملاً وحقاً وحقيقة.
وقد اختار رياض مكانه في الثقافة العربية إلى جانب أبي حيان والجاحظ وابن عبد ربه، وتمثل كتبه سارح في الزمان وسارح في المكان والسياسة والثقافة محاولة عقد فريد يعيد إلى الأذهان أعمال الأدباء في عصر المجد اللغوي والأدبي.
استهوته الثقافة حتى صار أشهر ناقد ثقافي في بلاد الشام، وسرعان ما نادته المحطات الخليجية في فترة صعود الخطاب الثقافي، واستطاع أن يقدم 700 حلقة تلفزيونية على محطات الخليج العربي للتعريف بأهم أدباء العربية وشعرائها وحكمائها خلال التاريخ، وكانت من أكثر البرامج متابعة وتكراراً في المحطات الخليجية
وتحولت عدة أعمال كتبها رياض إلى مسلسلات وبرامج تلفزيونية وبشكل خاص رائعته الملحمية المهلب بن أبي صفرة التي صارت موضوعاً لمسلسل تلفزيوني يلخص حياة البطل الاموي المهلب بن أبي صفرة أشهر رجال عمان والإمارات في التاريخ الإسلامي.
أما العطاء الذي منحه مكان عميد الأدب السوري من وجهة نظري فهو جهده الفريد في التغريبة السورية التي كتب فيها عن مائة وعشرين شاعراً وأديباً سورياً طحنتهم الغربة والشراد، ونجح في تقديمهم عبر منصته المتبوعة من المثقفين والشعراء، ومنحهم بجهده وحده مكاناً تحت الشمس.
ومن المدهش أن صفحاته تعرضت للتهكير قبل شهور من وفاته، وضاع كل شيء فغالب مرضه وقهره وقام بكتابة التغريبة من جديد ومنح هؤلاء الشعراء الواعدين فرصة أمل مستدامة، وإن ينسوا كل شيء فلن ينسوا يده البيضاء التي امتدت إليهم مرتبكة مرتعشة، ولكنها منحتهم العزيمة والأمل.
ولكن الجانب الأكثر أهمية في حياته هو تحوله في السنوات الأخيرة من حياته من مؤيد للنظام السوري إلى معراض عنيد، وهو ما يتهمه به ناقدوه، فكيف يمكن لرجل عمل مستشارا وسفيراً ووزيراً أن يتجول إلى معارض قوي للسلطة نفسها التي صعد على سلالمها ومنصاتها؟
لقد لخص موقفه في ذلك مراراً، لقد كنا في النظام السابق نتعامل معه كمرض السكر، إنه مرض ولكن يمكن التعايش معه والأمل في إصلاحه، وواقع سوريا لم يكن يختلف كثيراً عن واقع البلاد العربية المجاورة.
ولكن بدأت الكارثة يوم أطلق النظام الرصاص على شعبه لم يعد هناك مكان للحياد، وأسوا مكان في الجحيم هو لأولئك الذين يقفون على الحياد في المواقف الإنسانية الفاصلة!
وهكذا تحول إلى الثورة، التي وصفها بأن مبرراتها ولدت بعد قيامها، حيث قام النظام برمي كل آمال الإصلاح واختار طريق المواجهة الدامية مع الشعب.
وأشير أولاً أن رياض لم يكن في يوم من الأيام بعثياً، لقد كان براغماتياً واقعياً تعامل مع الواقع بذكاء وحنكة، واستطاع أن يتبوا دوماً مكان المستقلين في مجلس الشعب وفي الحكومة وفي السفارات المتتالية.
ولم يقم رياض بلعن ماضيه كما فعل كثيرون، بل ظل يدافع عن مواقفه التي اتخذها في كل تحولاته، فقد كان ينطلق من مبادئه، ورغبته في الإصلاح الممكن وتدوير الزوايا، ولم يطالب أبداً بثورة شاملة، وكان مؤيداً على طول الخط لسياسات سوريا كدولة حقيقية على خط المواجهة مع إسرائيل ولم يدخر جهداً في الدفاع عن قناعاته، ولم يتغير موقفه هذا إلا عندما أطلق النظام الرصاص حيث تغير كل شيء.
وبعيداً عن الجانب السياسي والثقافي فإنني أكتب هنا من الزاوية الإنسانية التي جمعتني بها الأقدار مع الراحل الكبير حيث جمعنا الشراد والغربة، ووجدنا أنفسنا في دبي متشابهين تماماً، فقد خرجنا معاً من مناصبنا الوزارية والنيابية بعد أن أعيانا الإصلاح المستحيل، وكتب علينا أن نعيش مراقبين لمرحلة التوحش والقهر التي عصفت بالشعب السوري نتيجة الإصرار على المكابرة وإذلال الشعب التي مارسها النظام وأدت إلى كل ما جرى من كوارث.
كان رياض فريداً في وده ومحبته، وكانت مجالسه بالفعل ملتقى القادمين إلى دبي، وكان المثقف السوري إذا وصل إلى كوكب الإمارات حريصاً أن يزور برج خليفة ودار رياض، وتبادل الناس رواياتهم عن مجالسه وأنسه، وحديثه المنساب كماء النهر لا يملك أحد أن يوقف تدفقه وشلاله، وتحول اللقاء من بيته المتواضع على بحيرة الشارقة إلى مطعم سفرطاس الصغير تحت داره الذي صار ميعاداً للأصدقاء، حيث صار ملتقى لنخبة من المخضرمين في الثقافة والأدب، وسرعان ما اختار الأصدقاء تسمية السفرطاسيين لهذا اللون من الأصدقاء والحوارات للمغتربين قسرياً عن بلادهم الحزينة، وكان ينشدهم لواعج الأشعار من شعر الغربة الذي هو أعذب الشعر وأصدقه وأحره، ولا زلت أذكر منه كلمات الصمة القشيري التي كان يرويها بحسرة وأسى:
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني *** على كبدي من خشية ان تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع *** إليك ولكن خل عينيك تدمعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ***عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معاً
كأنا خلقنا للنوى وكأنما **** حرام على الأيام أن نتجمعا
ولكن أكثر أيام اللقاء دفئاً ووصالاً كانت أيام مرضه الأخير الذي استمر أكثر من عام، يطوف فيه بين مشافي الإمارات، على عربات الإسعاف فيمسي ونقول لا يصبح، ويصبح ونقول لا يمسي، ولكنه أنسه وعافيته على فراش المرض كان في تلاوة القرآن، وكنت أخلو به الساعات الطوال فيسألني أن أرتل له القرآن وهو يمسك بيدي في صوفية غامرة، وكنت أحس شرايينه تنبض بالشوق إلى نور الوحي وإشراقه وأسراره، ولا أكتمك فقد كانت هذه الساعات الروحية الصافية معراجاً لروحي أيضاً حيث كنا نتوضأ بمدامع الأشواق ومنابع الإشراق، وهناك على سرير المرض كانت تتدفق كلمات الوحي كأنه غض طري نزل للتو من غار حراء، وكان مشهدنا في تلك المجالس الروحية الفريدة أنساً للمرضى والممرضات الذين باتوا يستمعون القرآن ويلمسون أثره الهائل في طهارة القلب ونظافة الروح وقرة العين.
لست أنسى أيها العزيز يدك الممتدة إلي تمسك معصمي بقوة على الرغم من وهنها وتهالكها، تريد أن تغرف من نور الوحي ما يمنحها رحيق الحياة، وينير دربها إلى النور الذي سبق إليه الشيخ حكمت الذي كان يذكره بحب كلما أشرقت كلمات القرآن، ولست أنسى عينيك الحائرتين وهما تلاحقان حروف الآيات بشفتين ذابلتين، ويدين واهنتين تمسكان قيثارة في الدنيا تعزف نشيد الآخرة.
أصدق العزاء والأسى لأخويك رمزي وساطع وللرائعة إيفا شريكة كفاحك وغربتك، التي منحتك عالماً دافئاً غنياً حقق لك في وجه المظالم الرهيبة انتصاراً مجيداً عبر بيت دافئ بالمحبة، وكذلك لابنيك الغاليين حكمت ومجد الناجحين الموفقين، ثم ديانا قرة قلبك وفرح عينيك، ثم لين، وأصدق الدمع دمع لين التي لم تصدق أبداً خبر رحيلك، وقد كانت شهادتك على خطوبتها آخر برامجك في الأرض، يوم منحتها بسمتك وقبلتك على كوشة الفرح، ثم نظرت إلى إيفا وقلت لها لقد تم كل شيء وآن أن نرحل!

المنشورات ذات الصلة