طهران – الناس نيوز ::
نفذت السلطات في إيران، السبت، حكم الإعدام شنقا في شخصين أدينا بقتل عنصر من قوة الباسيج (التعبئة) المرتبطة بالحرس الثوري خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر، مما يرفع عدد المحتجين الذين أعدموا إلى 4 حتى الآن، وقد لقيت الإعدامات الجديدة تنديدا غربيا وأمميا.
ووفقا لوكالات فقد أورد موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية الإيرانية أنه تم صباح السبت تنفيذ حكم الإعدام في محمد مهدي كرامي (22 عاما) وسيد محمد حسيني (39 عاما) بعد إدانتهما بقتل روح الله عجميان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمدينة كرج غرب طهران.
والثلاثاء الماضي، أيدت المحكمة العليا حكم الإعدام الذي أصدرته بحقهما محكمة ابتدائية في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ووفقا للمدعين الإيرانيين، فإن القتيل روح الله عجميان جرد من ملابسه وقتل على يد مشيعين كانوا يحيون أربعينية المتظاهرة “حديث النجفي” التي قُتلت خلال الاحتجاجات.
وفي إطار القضية نفسها، حكم على 3 آخرين بالإعدام، بينما صدرت بحق 11 شخصا أحكام متفاوتة بالسجن.
وأعدم محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني رغم مناشدة عائلتيهما السلطات والحملة التي قامت بها منظمات حقوقية دولية لتجنب تنفيذ الحكم الصادر ضدهما.
وكانت السلطات أعدمت الشهر الماضي متظاهرَين اثنين بعد إدانتهما بعدة تهم تشمل القتل و”الحرابة” و”الإفساد في الأرض”.
ردود فعل منددة
وفي ردود الفعل، عبّر الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عن مكتب منسق السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل عن صدمته وتنديده بإعدام متظاهرين آخرين في إيران.
وقال الاتحاد الأوروبي إن إعدام الرجلين مؤشر آخر على ما سماه قمع السلطات الإيرانية العنيف لمظاهرات مدنية، داعيا السلطات الإيرانية إلى الإنهاء الفوري لإصدار وتنفيذ أحكام بالإعدام ضد متظاهرين.
كما نددت فرنسا بشدة بإعدام متظاهرين آخرين في إيران، في حين قالت هولندا إنها ستستدعي سفير طهران لديها للاحتجاج على الإعدامات الجديدة.
وفي نفس الإطار، ندد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بإعدام كرامي وحسيني، معتبرا أنه كان نتيجة “محاكمات غير عادلة تستند إلى اعترافات انتزعت بالقوة”.
أما منظمة العفو الدولية فنددت من جهتها بـ”المحاكمة الجائرة والسريعة للرجلين”، قائلة إنها لا تشبه “إجراء قضائيا حقيقيا”.
واندلعت احتجاجات في إيران منذ سبتمبر/أيلول الماضي عقب وفاة الفتاة مهسا أميني أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بتهمة ارتدائها “زيا غير لائق”.
وتحدثت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” عن تعرض محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني للتعذيب، وقالت إنه حكم عليهما بالإعدام بعد “محاكمة صورية”، كما تحدث محامي حسيني عن تعذيب موكله، الأمر الذي نفته السلطات.
وفي هذه الأثناء، عين المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم السبت العميد أحمد رضا رادان قائدا جديدا للشرطة الإيرانية بعد انتهاء مهام قائدها الحالي العميد حسين أشتري الذي كان يتولى المنصب منذ عام 2015.
وفي رسالة نشرها موقعه الإلكتروني، دعا خامنئي قائد الشرطة الجديد إلى نيل رضا أبناء الشعب على صعيد حفظ الأمن وتوفير الراحة العامة، والعمل على تحسين القدرات المؤسسية، وتدريب الشرطة المتخصصة لمختلف الإدارات الأمنية.
ويأتي تعيين رادان -الذي سبق أن تولى منصب نائب القائد العام للشرطة- في خضم الاحتجاجات التي تصفها السلطات بأعمال شغب تقف وراءها قوى خارجية معادية لإيران.
وفي العام 2010، أدرجته وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات على خلفية “انتهاكات لحقوق الإنسان” خلال احتجاجات وقعت في العام 2009 عقب إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد.
وبدأ القائد الجديد للشرطة الإيرانية وسلفه مسيرتهما العسكرية في الحرس الثوري الإيراني.