الناس نيوز – متابعات
وقع نحو 300 شخصية موالية للنظام السوري من سوريين وغيرهم بيانا موجها للقيادة الروسية طالبوا فيه بمنع تكرار “الإساءة” لرئيس النظام بشار الأسد أو للعلاقات بين البلدين.
ومن الموقعين على البيان النائب خالد العبود الذي سبق له أن كتب بيانا حذّر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الإساءة للأسد.
وقدّم الموقعون أنفسهم على أنهم “مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والكتّاب في سوريا وبلدان الوطن العربي”.
ومن بينهم أيضا السفير السوري السابق في الأردن ورئيس أحد أجهزة الأمن السورية سابقا بهجت سليمان، والإعلامي والسفير السابق نضال قبلان، ومديرة مكتب قناة “الميادين” في دمشق ديمة ناصيف، وعدد من الشخصيات العربية.
وتوجه البيان بخطابه إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس لجنة العلاقات العامة في مجلس الدوما، ورئيس لجنة المعلومات في مجلس الدوما، وإدارة قناة “روسيا اليوم” بالعربية.
وبدأ البيان بالحديث عن تقدير الدور الروسي في “الحرب على الإرهاب”، و”تضحيات القوات الروسية على أراضي سوريا”، ولكنه طلب من القيادة الروسية احترام القيادة السورية لـ “قطع الطريق على المسيئين لهذه العلاقات التاريخية والاستراتيجية، وحرصاً على تنقيتها من أي شوائب قد تعكر صفوها عن قصد أو استهتار، واحتراماً لدماء الشهداء والتضحيات الجسام في هذه الحرب”.
ولفت الموقعون نظر القيادة السورية إلى ” بعض الإساءات والافتراءات الموثّقة التي وردت في عدد من وسائل الإعلام الروسية في الآونة الأخيرة، وسببت امتعاضاً وتجييشاً في الشارع السوري خصوصاً، والعربي المقاوم عموماً، باستهداف شخص السيد الرئيس بشار الأسد والإساءة إليه، سيّما فيما جاء في حلقتين من برنامج قصارى القول على RT العربية استضاف فيهما الصحافي سلام مسافر، شخصاً يتباهى بدعمه للجماعات المسلحة منذ 10 سنوات (فراس طلاس) وبحقه مذكرات تتهمه بدعم الإرهاب في أكثر من دولة أوروبية،” حسب تعبير البيان.
وكانت قناة “روسيا اليوم” الروسية حذفت حلقة من برنامج “قصارى القول”، استضافت فيها ابن وزير الدفاع الأسبق ورجل الأعمال السوري، فراس طلاس، ناقشت فيها فساد محمد مخلوف، خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووالد رجل الأعمال رامي مخلوف.
وحذفت الشبكة الروسية المقابلة من صفحتها في “فايسبوك” وقناتها في “يوتيوب”، وذكرت “روسيا اليوم” في موقعها الإلكتروني أنها حذفت “المادة المتضمنة للمقابلة لمخالفتها المعايير الرئيسية للمحطة ولورود معلومات لا تستند إلى حقائق مؤكدة”، حسب تعبيرها، علماً أن الحلقة عرضت في الرابع من أيار/مايو الجاري.
وأثارت المقابلة ردود أفعال غاضبة من طرف شخصيات موالية للنظام، بينهم بهجت سليمان نفسه الذي نشر تغريدتين اتهم فيهما مقدم البرنامج، سلام مسافر، بأنه “صهيوني مرتزق مكلف بالتشهير بالدولة السورية”، مضيفاً: “إحذروا هذا المخلوق: هو بيدق إعلامي صهيوني مرتزق لنواطير الكاز والغاز: مكلف بمهمة التشهير بالدولة الوطنية السورية على قناة RT الروسية. وهو يقوم بتلك المهمة القذرة متلطياً في قناة روسية”.
وتحدث طلاس خلال المقابلة عن تراكم الثروة في يد عائلة الأسد، ودور خال الأسد في إدارة مشاريع وأموال، وتحديداً بعد حرب تشرين 1973، وتدفق الأموال الخليجية على الخزينة السورية تحت شعار دعم الصمود. واتهم طلاس، خلال المقابلة، محمد مخلوف، بالاستعانة بخبراء من لبنان وبريطانيا، لتأسيس إمبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط، حسبما نقلت وسائل إعلام سورية معارضة رصدت المقابلة.
إلى ذلك وصفت صحف روسية، بيان خالد العبود، بأنه عاطفي، مشيرة إلى صلاته الوثيقة بإيران وحزب الله، وقالت تقارير روسية أن جذور المشكلة تعود إلى مجموعة من استطلاعات الرأي التي درست شعبية الأسد في مناطق سيطرة النظام، وأظهرت انخفاضاً حاداً في شعبيته، ما يهدد فوزه في أي انتخابات ديمقراطية في البلاد في حال حصولها، بما في ذلك استطلاع رأي أجراه مركز دراسات مقرب من الكرملين. وعلى ما يبدو، أثار ذلك، بالإضافة لعدد من المقالات الناقدة للأسد في وسائل إعلام روسية، غضب “الأسديين”، رغم الاعتذار الذي قدمته تلك الوسائل من جهة، وحذفها للمقالات “المسيئة” من جهة ثانية.
وجاء في البيان الذي نشرته الصفحات الموالية للنظام على نطاق واسع: “نخاطبكم بكل محبة واحترام وتقدير للدور الروسي الهام في منطقتنا والعالم، مؤكدين إيماننا بحرية الفكر والرأي والتعبير وحق الوصول الحر للمعلومة، والعدل في إتاحة المجال وتكافؤ الفرص بين المتنافسين في الممارسة السياسية. إن تكرار الأخطاء المهنية، عن جهل أو قصد، يجعل الإعلام الصديق الى حد بعيد في خندق الإعلام المعادي الذي يعتمد التضليل والافتراء والتجييش الشعبي وتشكيل الرأي العام بما يخدم مشاريعه الاستعمارية الخبيثة”.
وأكمل البيان الذي استقبله السوريون بالضحك والسخرية: “ما تم نشره وبثه على بعض المواقع والمنابر الرسمية الروسية أدى إلى تأليب قطاع واسع من الشارعين العربي والروسي وإثارة توترات وردود ومهاترات نحن جميعاً في غنى عنها، وحرف البوصلة عن حربنا المشتركة ضد الإرهاب والمخططات الغربية التي تستهدفنا معاً”.