الناس نيوز: يعوّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عقار رمديسيفير في علاج المصابين بفيروس كورونا ، بعد موجات تفاؤل سابقة أطلقتها الإدارة الأمريكية وثبت عدم صحتها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أجازت لشركة غيلياد ساينس الاستخدام الطارئ لعلاجها التجريبي المضاد للفيروسات رمديسيفير لعلاج المصابين بمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا.
ووصف الرئيس التنفيذي للشركة دانيال أودي الإجراء خلال اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض بأنه خطوة أولى مهمة، وقال إن الشركة تبرعت بـ1.5 مليون جرعة من العقار لمساعدة المرضى.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا من الوباء في العالم، إذ سجلت حصيلة الوفيات على أراضيها 65,509 وفيات من أصل مليون و124 ألف إصابة.
وسبق لترامب أن روّج لاستخدام عقار كلوروكوين المضاد للملاريا في علاج كورونا، ووصفه بأنه “سيغير قواعد اللعبة” في مواجهة الفيروس، لكن الدراسات أثبتت عدم فعاليته وتسببه بآثار جانبية خطيرة.
كما اقترح ترامب حقن أجسام المرضى بالمواد المطهرة للقضاء على الفيروس أو تعريضهم لحرارة عالية، وهو ما حذرت السلطات الصحية الأمريكية الناس من خطورته. وأثارت هذه الاقتراحات موجات انتقادات بحق ترامب.
رمديسيفير
لكن ما هو العقار الجديد الذي يراهن عليه الرئيس الأمريكي؟ وهل تمت تجربته؟ وهل أثبت فعاليته؟
تم تطوير عقار رمديسيفير بداية الأمر من قبل شركة غيلياد ساينس الأمريكية كمضاد للفيروسات يعطى للمرضى عبر الحقن، وجرى اختباره بين عامي 2013 و2016 في علاج وباء إيبولا المنتشر في أفريقيا بشكل خاص، حيث أعلن مركز الأبحاث في الجيش الأمريكي أن العقار أظهر نتائج “قبل سريرية” في صد الفيروس.
ورغم أن التجارب على مدى السنوات في علاج إيبولا أثبتت أن عقار رمديسيفير “آمن” للاستخدام البشري، إلا أنها أثبتت أيضاً عدم فاعليته مقارنة بعقارات أخرى مستخدمة في العلاج، وفقا لما أعلنته السلطات الصحية في الكونغو عام 2019، بعد استخدامه في علاج مرضى إيبولا على مدى عام.
ورغم الاعتقاد بوجود تأثير للعقار في مواجهة فيروسات تنفسية مثل سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، إلا أنه لم يعتمد لعلاج أي مرض قبل الآن.
دراسة أمريكية
فيما يتعلق باستخدام العقار في معالجة مصابي فيروس كورونا المستجد، قال خبير الأوبئة في إدارة ترامب، أنطوني فاوتشي، إن عقار “رمديسيفير” أظهر “أثرا واضحا” في مساعدة مرضى كوفيد-19 على التعافي وذلك بعد نشر نتائج تجربة سريرية واسعة.
وتضمن بيان أصدرته معاهد الصحة الأمريكية التي أجرت الدراسة أن عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات أدى إلى تسريع فترة تعافي مرضى كوفيد-19 بنسبة 31%.
وأشار البيان إلى أنه مقارنة مع المرضى الذين تلقوا دواء وهميا، تعافى المرضى الذين عولجوا بعقار رمديسيفير الذي ينتجه مختبر غيلياد الأمريكي خلال 11 يوما بدلا من 15 يوما.
وشملت التجربة 1036 مريضا في 47 موقعا في الولايات المتحدة و21 في أوروبا وآسيا. وهي تعد حتى الآن الدراسة الأوسع نطاقا حول هذا العقار التي باتت نتائجها متوافرة.
وسجلت المجموعة التي تلقت علاج رمديسيفير نسبة وفيات بلغت 8% مقابل 11% لدى المجموعة التي تلقت علاجا وهميا، ما يشير إلى أن الدواء يعزز فرص النجاة من المرض، وفقاً لهذه الدراسة.
نتائج مناقضة
لكن مجلة “ذي لانسيت” الطبية نشرت الأربعاء الماضي نتائج مخيبة للآمال لدراسة صينية أضيق نطاقا تمت عبر المقارنة مع دواء وهمي، وأظهرت أن مرضى كورونا الذين عولجوا بعقار رمديسيفير لم تظهر عليهم نتائج أفضل من تلك التي سجلت بالأدوية الوهمية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأجريت الدراسة الصينية من 6 فبراير/شباط حتى 12 مارس/آذار في عشرة مستشفيات في ووهان، مركز الوباء. وكانت نتائجها قد تسربت في 23 نيسان/أبريل لفترة وجيزة على موقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني.
شارك في هذه الدراسة 237 مريضا، ثلثاهم عولجوا بعقار رمديسيفير. وكان الأطباء يريدون أكثر من 450 مشاركا لكن الوباء توقف في ووهان قبل التمكن من بلوغ هذا الرقم.
وجاء في ملخص عن الدراسة التي نشرتها “ذي لانسيت” أن “العلاج بواسطة رمديسيفير لا يسرع الشفاء ولا يخفض نسبة الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة مع إعطاء دواء وهمي”.
وكتب معد الدراسة الرئيسي البروفسور بين كاو، كما نقلت عنه المجلة: “للأسف، تجربتنا أظهرت أنه رغم أن المرضى يتحملون جيدا عقار رمديسيفير لكن لم تظهر له فائدة مهمة مقارنة مع دواء وهمي”.
وتابع: “ليست هذه النتيجة التي كنا نأمل بها، لكن يجب الأخذ بالاعتبار أننا لم نتمكن من إشراك سوى 237 مريضا من أصل هدف 453 لأن الوباء تمت السيطرة عليه في ووهان”.
وتم إعطاء 158 مريضا عقار رمديسيفير بشكل يومي و79 دواء وهميا طوال فترة عشرة أيام.
ولم تظهر الدراسة أي فارق مهم بين المجموعتين من حيث تحسن الحالة السريرية للمرضى (21 مقابل ما معدله 23) كما أن معدل الوفاة كان هو نفسه لدى المجموعتين وكان بحدود 14% لكل منهما.
وتتسابق شركات الأدوية في العالم على إيجاد علاج لفيروس كورونا، لما للأمر من انعكاس كبير على سمعة الشركة التي ستكتشف العلاج، ناهيك عن أرباح بمليارات الدولارات، بعدما وصل الفيروس إلى كل قارات العالم وأصاب أكثر من 3 ملايين شخص وعطّل الاقتصاد العالمي.