تونس – الناس نيوز ::
مروى الساحلي – الأناضول عرضت القنوات التلفزيونية التونسية 7 أعمال درامية وكوميدية خلال شهر رمضان الكريم.
تناولت معظم المسلسلات فيها قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب والفقر والزواج خارج إطار القانون.
بدورها كانعكاس للواقع المعاش، نكأت الدراما التونسية جروح مجتمعها بتناول قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب والفقر والزواج خارج إطار القانون.
وعقب مرور الثلث الأول من شهر رمضان الكريم، حظت المسلسلات التونسية على اختلاف تصنيفها الدرامي والكوميدي بنسبة مشاهدة مرتفعة، لا سيما وأنها فتحت ملفات مسكوت عنها في البلاد.
وحققت الدراما التونسية زخما واسعا بتماسها مع قضايا واقعية يعاني المجتمع ويلاتها، لا سيما خلال السنوات الأخيرة بالتزامن مع متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية في البلاد.
وعرضت القنوات التلفزيونية التونسية 7 أعمال درامية وكوميدية خلال شهر رمضان الكريم، أبرزها “براءة”، و”حرقة”، و”كان يا ماكانش (كان أو لم يكن)”، و”فوندو (في العمق)”، و”حب ملوك (كرز)”.
مثير للجدل
مسلسل “براءة” من إخراج سامي الفهري، وبطولة الفنانين فتحي الهداوي، وعزة السليماني، وياسين بن قمرة، وريم الرياحي وأحلام الفقيه.
تدور أحداث المسلسل حول رجل ستيني ثري متزوج، ويرغب في الزواج من الخادمة والتي يبلغ عمرها 18 عاما، لتواجه عائلته هذه الرغبة بصدمة عارمة ورفض قاطع.
ويتناول المسلسل قضية الزواج العرفي، المجرم بحكم القانون في تونس، وبجانب تحقيقه أعلى نسبة مشاهدة بواقع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “سيغما كونساي” الخاصة، أثار جدلا واسعا بلغ مؤسسة الرئاسة في البلاد.
والأسبوع الماضي، التقت راضية الجربي، رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسي (غير حكومي) مع الرئيس التونسي قيس سعيد، فيما تطرق اللقاء إلى ظاهرة الزواج خارج إطار القانون والذي يثيره مسلسل “براءة”.
وقالت الجربي، في تصريحات صحفية آنذاك، إن الرئيس التونسي أعرب عن رفضه مسألة الزواج العرفي في تونس، قائلا: “لا مجال للمساس بحقوق المرأة (..) الشعب التونسي لن يقبل بمثل هذه الممارسات”.
والإثنين الماضي، أوضحت وزارة المرأة التونسية، في بيان، أن الزواج العرفيّ، هو زواج خارج إطار القانون وجريمة يعاقب عليها بعقوبة سالبة للحريّة وغير قابلة للتخفيف.
آلام المهاجرين
مسلسل “حرقة” من تأليف وإخراج الأسعد الوسلاتي وسيناريو وحوار عماد الدين الحكي، وبطولة حكيم بو مسعودي، وريم عبروق، وجيهة الجندوبي، ورياض حمدي، وعائشة بن أحمد.
ويتناول المسلسل أوجاع المهاجرين غير الشرعيين، وتأثير تلك الظاهرة المتنامية على البيت التونسي، حيث تعيش الأسر على صفيح الجمر في انتظار معلومات عن ذويهم التائهين بين أمواج البحر.
وتشهد تونس مؤخرا تصاعدا لافتا في وتيرة الهجرة إلى أوروبا، خصوصا تجاه سواحل إيطاليا على وقع تداعيات الأزمتين الاقتصادية والسياسية بالبلاد، إذ يتم بوتيرة شبه يومية إحباط محاولات هجرة غير نظامية وضبط مئات الأشخاص.
كوميديا هزلية
كما يلقى المسلسل الكوميدي “كان يا ما كانش” استحسانا من قبل الجمهور، إذ يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة وفق نتائج استطلاع للرأي.
والمسلسل من إخراج عبد الحميد بوشناق، وتأليف حاتم بلحاج، وبطولة عزيز الجبالي، وسوسن معالج، وفتحي الهداوي.
ويتناول المسلسل بطريقة هزلية حال تونس قبل 3000 سنة، ويتخلل أحداثه نقد للواقع الراهن الذي شهدته تونس خلال العشرية الأخيرة.
التهريب
يعالج مسلسل “فوندو” قضية التهريب على الحدود التونسية الجزائرية، كما يتطرق إلى قضايا الفقر والنبذ المجتمعي والتهميش.
المسلسل من إخراج سوسن الجمني، وبطولة نضال السعدي، ونوردو، ونعيمة الجاني، وكمال التواتي.
وتعاني تونس من تنامي ظاهرة التهريب والتسلل عبر حدودها المشتركة مع ليبيا والجزائر.
دراما مقتبسة
مسلسل “حب ملوك” مقتبس من المسلسل التركي “العشق الفاخر”، والذي يسرد بشكل كوميدي قصة عائلة أرستقراطية تعيش العديد من الأحداث والصراعات.
ويعد “حب ملوك” واحدا من أهم الأعمال الرمضانية في تونس، وهو من إخراج وإنتاج نصر الدين السهيلي، وبطولة عدد من الفنانين التونسيين والجزائريين، أبرزهم منى نور الدين، وجمال المداني، وفتحي المسلماني، والشاذلي العرفاوي، وفراس العبيدي.
*تقنيات متطورة
وفي تصريح للأناضول، قال خميس الخياطي الناقد الدرامي بتونس، إن المسلسلات الرمضانية هذا العام تعتمد على التقنيات المتطورة في التصوير والإخراج بفضل تعدد المدارس السمعية البصرية في الأعمال الفنية.
ودعا الخياطي القائمين على التلفزيون الرسمي بتونس، إلى التشجيع على إنتاج مسلسلات درامية طوال العام، وعدم الاكتفاء بشهر رمضان الكريم وحده.
كما اقترح للتغلب على المعوقات المالية التي يواجهها التلفزيون الرسمي، ترويج المسلسلات التونسية في دول المغرب العربي، وخلق سوق تتفهم اللهجة التونسية بسهولة ويسر.