fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

روح يا حمام لا تصدق.. بضحك عريما لتنام

ريما باليالناس نيوز :

أثناء زيارة لي إلى النمسا قبل عدة سنوات، رافقت مضيفتي – وهي صديقة قديمة استقرت هناك بعد زواجها- إلى متجر للألعاب بغرض شراء هدية لابنها المدعو إلى حفل عيد ميلاد أحد أصدقائه. وبما أنني افترضت أن الصِبْية في عمر السابعة أو الثامنة، عادة ما يكونون مغرمين بقصص الفرسان وطقوسهم، اقترحت عليها أن تختار حلة فارس من درع وخوذة وسيف. هزت رأسها وقالت: “هنا، لن تجدي أي لعبة لطفل على شكل سلاح، ولا حتى سيف بلاستيك، هذا ممنوع”. وفعلاً، أدرت نظري في أرجاء المعرض الكبير، لم أجد سيفاً ولا خنجراً، لا مسدساً، لا بندقية، ولا دبابة.

أعجبتني الفكرة، بل أنني احترمتها وثمنّتها عالياً، لدرجة أن تمنيت أن يكون على رأسي قبعة لأرفعها. أفلا يستحق الاحترام من يفكر بتعقيم مخيلة الأطفال من العنف والقتل والتفجير والدم، ليطلقها في مجالات أخرى؟ انتبهت فجأة كم هم محقّون، وكم هو خطير أن يترسخ في أعماق الطفل أن العنف شيء مسلٍ ومثير للبهجة، يمكن أن يمارسه الشخص ولو بالخيال لقتل الوقت والترفيه عن النفس.

ربما هذه الممارسات، تجيب عن أسئلة الأمهات العربيات اللواتي سمعت كثيرات منهن يتعجبن: لماذا أولادهم (أولاد الأجانب) هادئون ومطيعون، وأولادي أشقياء ويتسلقون الحيطان؟

أولادنا؟ قادتني الفكرة للتدقيق بما يتسلل إلى وجدان أطفالنا ليشكّل مخيّلتهم، ووصل بي البحث حتى طفولتي، فضحكت ثم تألمت عندما تذكرت الأهازيج والحكايا والألعاب التي كنت ألهو بها مع أقراني والتي كان أهلنا يستعينون بها لتهدئتنا وإرسالنا إلى النوم.

أولى الألعاب التي مازلنا نداعب بها الأطفال الرضّع، بأن نأخذ كفهم الطري ونمسح على راحته بكفنا مرة تلو الأخرى ونحن نهزج: “باح باح، يا ورق التفاح، هون في بركة فضة، أجا العصفور يتوضى”. ثم نلتقط الأصابع الصغيرة واحداً بعد الآخر ونردد مع كل إصبع: هي مسكته، هي دبحته، هي نتفته، هي أكلتو، هي قالتلو فل يا عصفور”. ثم يطير العصفور المذبوح والمنتوف ليختبأ في رقبة الطفل المذعور!

عندما يكبر الصغير قليلاً، نعلّمه أن يغني: “عندي ديك اسمو مرسي، قاعد يرقص عالكرسي، جبت الموس ودبحته، مية السخة غسلته، جوز ولوز حشيته، بسمن البلدي قليته، قدام ماما حطيته”. كيف سيترجم الطفل في وجدانه الغض الهجوم على صديقه مرسي وذبحه بعد أن كان يرقص مرحاً على الكرسي؟ (مو حرام مرسي؟)

في سنوات المدرسة الأولى، كان يطيب لنا أن نلعب مع بقية الأطفال: ” – أنا جيجة خطافة. -أنا أمه بلمه. – باكلو وبشرب دمه. – خليه وحيّد لأمه”. من تلعب دور الدجاجة، كانت عيناها تلتمعان بالشر والإثارة، والتي تلعب دور الأم، كان صوتها ينتحب فعلاً مستجدياً نجاة وحيدها! ثم تتبادلان الأدوار.

وقبل النوم: “يلا تنام يلا تنام، لأدبحلا طير الحمام”. ورغم أن فيروز تداركت الموقف وطمأنت الحمام أنها مزحة، إلا أن ريما لم تطمئن ولم تنم، بل كانت تفكر بذلك الطير المسكين وتتساءل، من قال أني أريد حماماً مذبوحاً لأنام؟

والأعظم من كل ما سبق، الحكاية “الدراماتيكية” عن الأم التي أوصاها زوجها بأن تطبخ له “الكبّة النيّة” للغداء، فطبختها ثم قامت لتنظيف البيت، وكانت جائعة، فصارت تكنس الأرض، وتأكل شيئاً فشيئاً من الكبّة، وعندما انتهت من الكنس انتبهت انها أكلت كل الطبق ولم يتبقّ هناك غداء، خافت المرأة من زوجها، فأحضرت طفلها الرضيع وكان لحمه غضاً، فصنعت منه طبق “كبة نيّة” آخر، وطلبت من طفلتها الأكبر بأن تلقي العظام في الخارج كي لا يراها الأب. أشفقت الطفلة على عظام أخيها فألقت بها على مرجٍ أخضر. في تلك الليلة، ولليال كثيرة تلتها، صارت الصغيرة تسمع صوت طير ينوح قرب نافذتها، أصغت السمع، فالتقطت أغنيته: “كوكوكوكو أمي دبحوني، كوكوكو بيي أكلوني، كوكوكوكو أختى الحنونة كبت عظامي عالمرج الأخضر”. عرفت الفتاة أن هذا الطير هو شقيقها الصغير ففتحت النافذة واحتضنته، فعاد وتحول بعد حرارة عناقها إلى شكله البشري الأول. ثم تنتهي الحكاية بهرب الأخوين من الدار للعيش بعيداً عن والديهما آكلي لحوم البشر.

بتفكيك أحداث هذه الحكاية وتأثيرها على العقل الباطن للطفل، نحصل على نتائج صادمة. من اخترع هذا التراث؟

بالنسبة لي فالنوم الذي تلا هذه القصة الدامية، والذي جاء على مخدة مبللة بالدموع، أتذكره حتى عمري هذا مليئاً بالكوابيس. وأحد تلك الكوابيس كان أثناء إصابتي بالجدري في عمر خمس سنوات، حلمت يومها أن أمي تركض خلفي ومعها طنجرة ضخمة، لتطبخني “مجدّرة” للغداء. والمجدّرة هي طبق شعبي شبه تراثي تطبخه كل البيوت في حلب تقريباً.

هذا ما أذكره واعيةً، ناهيك عما تخزن في أعماقي وأعماق أطفال جيلي من كوابيس أخرى.

لاحقاً، وبعد أن أيقظتني تلك المعلومة التي سمعتها عن قانون ألعاب الأطفال في النمسا، صرت حين ألاعب طفلاً “الباح باح”، أستعين بكلمات أخرى حين ألتقط أصابعه الندية وأضغط بخفة عليها:

“هي شافته، هي حبته، هي حضنته، هي باسته، هي قالتله فل يا عصفور”

لعله يطير عصفوراً سعيداً مشبعاً بالحب، ليحلق في سماء صافية لا تلوثها أدخنة العنف السوداء.

المنشورات ذات الصلة