رياض حجاب: لا حل مع الروس وحدهم ولا حل بدونهم

واشنطن – الناس نيوز:

قال الدكتور رياض حجاب، رئيس وزراء سوريا الأسبق، إن سوريا ليست أولوية لدى المجتمع الدولي، وأن الخلاف بين القوى الفاعلة هو سيد الموقف.

وقال حجاب في ندوة افتراضية عقدتها “منظمة التراث التركي”، وهي مركز أبحاث أمريكي مسجل في واشنطن. إن هذه الخلافات تعيق بلا شك أي محاولة جادة لمعالجة الأزمة السورية التي تمثل أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال حجاب إن النظام يحاول أن يلقي باللائمة على العقوبات الدولية في أزمته الاقتصادية وقانون قيصر، وذلك للتغطية على الفساد المستشري لدى قادة الأجهزة الأمنية وتجار الحرب المقربين من بشار الأسد، وكذلك على سوء الإدارة، وعلى التدمير الممنهج الذي التي قامت به قواته خلال العقد الماضي.

وأضاف الرئيس السابق للهيئة السورية للمفاوضات المعارضة إن المقلق بالنسبة للسوريين هو أن مشهد الصراع الدولي يبدو اليوم أكثر تعقيداً مما مضى، ولا يمكن معالجة الأزمة السورية إلا من خلال التعاون والتنسيق بين الأطراف الفاعلة بدلاً من المنافسة والصراع.

وأشاف حجاب أنه “ما لم يتحقق ذلك؛ فإن مستقبل سوريا يبدو غامضاً في ظل تنامي الأزمة الإنسانية، واحتباس الدبلوماسية الدولية، وتنامي مظاهر الصراع بين الجيوش الخمسة التي تتصارع على النفوذ في سوريا، فيما يحضّر بشار الأسد نفسه لفترة رئاسية رابعة من سبع سنوات دون الاكتراث بمعاناة السوريين. “

المنظمات الدولية

وقال حجاب إن علينا الاعتراف بأن السنوات الأربعة الماضية من إدارة ترامب لم تكن الفترة الذهبية بالنسبة للتحالفات والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، ومجموعة أصدقاء سوريا، وغيرها من الكيانات.

وتمنى أن تفسح الدبلوماسية الدولية لتلك المنظمات المجال للقيام بدور أكبر في معالجة النزاع المستمر، وفي تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاربة الاستبداد، ووقف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الأنظمة الشمولية وحلفائها الذين تعاظم دورهم على حساب تراجع الحريات العامة.

ورحب حجاب بالتصريحات المشجعة للسيد غير بيدرسن في الآونة الأخيرة، وزياراته للعديد من الدول الفاعلة للتباحث في الشأن السوري، والمحاولات التي يبذلها للدفع بالوساطة الأممية، وتأكيده على أن القضايا محل الخلاف تتجاوز اللجنة الدستورية ومخرجاتها، وتأكيد السيد بيدرسون على أن “صياغة الدستور لا يعني الحل السياسي، وإنما نحتاج إلى عملية سياسية موسعة وذات مصداقية”. ولذلك فإننا نتطلع إلى دور فاعل للإدارة الديمقراطية الجديدة في الولايات المتحدة لدعم ذلك التوجه والمساعدة في التوصل إلى مقاربة جديدة للملف السوري.

وحول روسيا، قال حجاب إن السياسة الروسية بعد خمس سنوات من الغرق في المستنقع السوري تعاني من التخبط الذي ينعكس بصورة واضحة في تنامي مظاهر التدهور الأمني والاقتصادي بسوريا، وفي حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (31 مارس 2021) عن إمكانية انهيار الدولة السورية إذا استمر النزاع.

وأشار الزعيم المعارض إلى فشل لافروف في  زيارته الخليجية 8-12 مارس 2021، “عندما وجد معارضة من قبل معظم دول مجلس التعاون الخليجي لمحاولات تعويم الأسد وإعادته إلى الجامعة العربية، وبعد حديث لافروف عن ضرورة: “التخلي عن خطاب المواجهة، ومناقشة المسائل الخلافية المتراكمة حول طاولة حوار”؛ عمدت موسكو إلى مناقضة ذلك عبر شن حملة قصف وحشي استهدفت مرافق صحية وخدمية بمحيط معبر “باب الهوى” (21 مارس 2021) ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال.”

ولكن استدرك أن علينا أن “نكون واقعيين” مضيفا أنه لا حلّ مع الروس وحدهم، ولكن لا حل واقعيا دونهم. إن أي حلّ يجب أن يبني على تفاهم أمريكي-روسي، بدعم تركي وعربي، يعزل إيران قدر الإمكان ويبعدها عن الساحة السورية، وهو – إن حدث – مكسب للجميع.

وأكد حجاب أن لدى الأتراك أوراق قوية يلعبونها في سوريا، وطالب بتخفيف الاحتقان بين واشنطن وأنقره، مضيفا أن “من المهم في هذه الفترة الحرجة إعادة تقييم المشهد الدولي، وعدم الاعتماد على الإجراءات الأحادية والتصريحات المتشنجة، واستبدال ذلك بإعادة الاعتبار للتحالفات والمنظمات الدولية الفاعلة، وخاصة منها “مجموعة أصدقاء سوريا”، والسعي من خلالها لتبني سياسة مشتركة إزاء الأدوار التخريبية لكل من إيران وروسيا في المنطقة. “

وطالب بإجراء مراجعة شاملة لآفاق الدور التركي في معالجة الأزمة السورية، وذلك من خلال تعزيز موقفها في وقف النزعات الانفصالية المتطرفة، وفي محاربة الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى الأدوار المهمة التي يمكن أن تمارسها في وقف المد الروسي والإيراني في المنطقة.