نيويورك – الناس نيوز ::
يبدو أن مارك زوكربيرغ لا يقضي لياليه في السهر هذه الأيام.. لقد نضج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، الذي كان ذات يوم الفتى اليافع صاحب القلنسوة، الشهير بهوسه بالبرمجة الذي ذاع صيت شركته الناشئة، بعد أن أدار شركته الكبيرة للتواصل الاجتماعي لِما يقرب من عقدين من الزمن.
لسنوات، سبب اسم مارك زوكربيرغ الكثير من الجدل بوصفه أحد أكثر قادة وادي السيليكون شهرة، حيث واجهت شركة فيسبوك الغضب من المشرعين والجمهور بسبب تهم تقويض المنصة للديمقراطية، واستخدامها كأداة لتأجيج الإبادة الجماعية، وإيذاء المستخدمين فيما كانت الشركة تسعى إلى النمو بلا هوادة.
تحول زوكربيرغ، الذي سيبلغ الأربعين من عمره العام المقبل، منذ ذلك الحين إلى أحد كبار رجال الدولة في مجال التكنولوجيا، خصوصًا بمنافسته مع إيلون ماسك ومنصته إكس، المعروفة سابقًا باسم تويتر.
إذن ما شخصية زوكربيرغ الناضجة الجديدة؟ وكيف تسير حياة الملياردير الشهير اليومية؟
بداية، يركز زوكربيرغ على الحصول على ما يقرب من ثماني ساعات من النوم، ويقيس هذا باستخدام جهاز تتبع النوم Oura.
كذلك يتجنب الملياردير الاجتماعات المتتالية، إذ يخصص ساعة على الأقل لمعالجة الشؤون والمتابعة مع الأشخاص.
في مقابلة مع فوربس، تحدث زوكربيرغ عن العديد من المواضيع الأخرى، بما في ذلك هوسه الجديد بالفنون القتالية المختلطة، والترنم بأغاني تايلور سويفت مع بناته الصغيرات، والطيران (بالأحرى، مساعدة الطيار) بطائرة هليكوبتر للعمل.
فيما يلي بعض التفاصيل المثيرة من المقابلة:
عن نمو الشركة
“ثمّة فلسفة أؤمن بها، ألا وهي أن مصيرك لا يتحدد بمنافسيك، بل بالقدرة على إدارة شؤونك. أعتقد أن معظم الشركات تركز أكثر من اللازم على المنافسين، وربما تركز أكثر من اللازم على توليد الأفكار. أعتقد في نهاية المطاف، أن الكثير مما يجعل الشركات العظيمة عظيمة هو قدرتها على العمل وتنفيذ واجباتها بلا هوادة، بكفاءة ودقة مع تحسين الأداء طوال الوقت”.
عن الأبوة
يتبع زوكربيرغ روتينًا خاصًا كل ليلة قبل أن تذهب بناته – اللاتي تتراوح أعمارهن بين 7 و6 سنوات و6 أشهر – إلى الفراش، بحسب ما تقوله زوجة زوكربيرغ، طبيبة الأطفال، بريسيلا تشان: أولاً، يندمج الجميع في شيء يحبونه.
تقول تشان: “كان هذا مؤخرًا تعلم كل كلمات أغاني تايلور سويفت”. (ذهبت العائلة لحضور إحدى حفلات سويفت في أواخر شهر يوليو/ تموز، وهو ما نشره زوكربيرغ على إنستغرام)، كذلك تمارس الفتاتان الأكبر سنًا القراءة بمفردهما.
يقول زوكربيرغ: “في الوقت الحالي، تقرأ ماكس سلسلة هاري بوتر، وقد تكون بعض الأجزاء مخيفة.. لذا أحيانًا أقرأها لها”.
بعد ذلك، كما تقول تشان، “يحكي لهن عن كل من يحبونهن، ويخبرهن أن أهم ثلاثة أشياء في الحياة هي الصحة، والأسرة، والأصدقاء، بالإضافة إلى هدف يتطلعن إليه، وبعد ذلك يغني لهم”.
تقول تشان إنها لا تضع الفتيات في فراشهن إلا إذا كان زوكربيرغ في اجتماع مجلس الإدارة أو إذا كان مسافرًا. يحدد زوكربيرغ مواعيده الخاصة بعشاء العمل بعد وقت نوم بناته.
عن الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة
انشغل بتعلم الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة (MMA) في أثناء جائحة كوفيد- 19. في يوليو/ تموز، شارك زوكربيرغ صورًا له على حسابه على إنستغرام يظهر عاري الصدر برفقة زملائه في التدريب على الفنون القتالية المختلطة في بحيرة تاهو، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الصور عندما منحه مدربه حزامًا أزرق في الجوجيتسو.
وفي أوائل سبتمبر/ أيلول، نشر مقطع فيديو له ولأصدقائه وهم يشاركون في مبارزة لفنون القتال المختلطة على منصة عائمة في بحيرة تاهو. إنه يشعر بالسعادة عندما يتحدث عن هذه الرياضة، ويخرج هاتفه لمشاركة المزيد من الصور من جلسة تدريبية حديثة.
يقول زوكربيرغ: “ساعدني روتيني البدني في الصباح على إعادة ضبط نفسي، فأنا أحاول أن أفعل شيئًا لا يمكنني التفكير فيه كثيرًا”، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب في أنه تحول من رياضة الجري إلى الجوجيتسو وفنون القتال المختلطة.
وأضاف: “الشيء المشترك بينهما هو أنك تحتاج حقًا إلى التركيز على ما تفعله، وإلا فإنك ستتلقى لكمة في وجهك”، وأخبر متابعيه على ثريدز حول رياضة الجوجيتسو: “أنا أعشق هذه الرياضة، إنها بسيطة جدًا، وتمنحني ميزة تنافسية حقيقية”.
خلال سنوات عديدة، وضع زوكربيرغ تحديات سنوية لنفسه علنًا، بما في ذلك تعلم اللغة الصينية، وزيارة مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتناول لحوم الحيوانات التي يصطادها بنفسه. وأضاف تحديًا جديدًا وهو الرغبة في المشاركة في مسابقة لرياضة الفنون القتالية المختلطة، أو خوض مباراة رسمية في وقت ما خلال العام المقبل ضد شخص يأخذ هذه الرياضة على محمل الجد، ويمارسها بشكل تنافسي أو كمحترف.
عن جدول أعماله اليومي
يوضح زوكربيرغ: “أنا لا أبقى مستيقظًا حتى وقت متأخر في الليل، وعندما أستيقظ يكون هناك مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني. عادة، لا أستقبل رسائل بريد إلكتروني للأمور التي تسير على ما يرام، فقط بعض المشكلات التي تواجه الشركة”.
ويضيف: “بعد الرد على رسائل البريد الإلكتروني في الصباح، ولدي متسع من الوقت للقيام بذلك، سأتوجه إلى العمل، ولكي أكون قادرًا على المضي قدمًا، فإنني أحصل على فترة راحة لممارسة التمارين الرياضية، بما في ذلك الجوجيتسو أو الفنون القتالية المختلطة. أحاول أن أمارس الرياضة خلال ستة أو سبعة أيام في الأسبوع”.
ويشير زوكربيرغ إلى أنه ينام 8 ساعات يوميًا، ويستخدم أدوات أو أجهزة مختلفة لمراقبة وجمع البيانات حول أنماط نومه، بما في ذلك خاتم Oura، الذي يجمع بيانات حول مستوى نومك العميق ومعدل ضربات قلبك في أثناء النوم.
عن الاجتماعات
يتبنى زوكربيرغ استراتيجية خاصة حول عقد اجتماعاته إذ يوضح: “أنا أفضل وضع قواعد قبل كل اجتماع، يرسل الفريق المواد أو المستندات التي يجب على المشاركين مراجعتها قبل الاجتماع مسبقًا، فأنا أرغب أن يكون لدي ساعة على الأقل لقراءة المستندات والتفكير فيها، مع تخصيص ساعة إضافية بعد الاجتماع لمتابعة المضي قدمًا في تنفيذ ما جرى مناقشته في أثناء الاجتماع”.
الدروس المستفادة التي تعلمها بعد تولي منصب الرئيس التنفيذي للشركة 20 عامًا
يوضح: “كنت أعرف القليل جدًا عندما بدأت، ولقد تعلمت الكثير عن الإدارة والقيادة. أعتقد أن الدرس الأكثر أهمية الذي تعلمته هو كيفية التعبير عن رؤيتي وأهدافي بطريقة تتوافق مع أهداف المؤسسة”.
عن الطيران
سافر زوكربيرغ من منزله في بحيرة تاهو إلى مكاتب ميتا في مينلو بارك لإجراء مقابلة مع فوربس. يستخدم عادة طائرة هليكوبتر لمثل هذا السفر، لأنه يستمتع بالطيران. ومع ذلك، فإن الرياح القوية التي وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة في الجبال بالقرب من تاهو أعاقت تلك الخطة.
وأكد زوكربيرغ: “يمكنني الإقلاع وسط رياح شديدة، لكنها ستكون رحلة غير مريحة”.
وأشار إلى أنه بدأ تعلم قيادة طائرة هليكوبتر منذ عامين، ويطير الآن رفقة مساعد طيار لأن إدارة الطيران الفيدرالية تسجله على أنه حامل لرخصة طالب طيران.
حول رفض بيع الشركة لياهو مقابل مليار دولار في عام 2006
أشار زوكربيرغ: “عندما لم أرغب في بيع الشركة في وقت مبكر، أعتقد أن المستثمرين فكروا في استبدال فريق إدارة الشركة بفريق مختلف، لأن المؤسسين لم يكونوا مؤيدين للبيع”، مضيفًا: ” أن قرار تغيير الفريق لم يكن ممكنًا لأنه ليس شيئًا يمكن القيام به بسهولة أو عمليًا”.
وأضاف: “إذا قدم لك شخصًا مليار دولار لشراء شركتك، ستفكر أن الشركة لا تجني الكثير من الأموال، فماذا يعني أن تكون قيمتها في ذلك الوقت مليار دولار، وماذا يعني ذلك بمرور الوقت؟ ولم يقض هو وفريقه الكثير من الوقت في مناقشة رؤيتهم طويلة المدى للشركة حتى تلك اللحظة”.
وأكد أن: “غالبية الأشخاص في الشركة كانوا موجودين لأنهم أحبوا المنتج حقًا وآمنوا بإمكانياته. لقد كانوا مدفوعين بالرغبة في تحسين المنتج كل يوم”.
عن القرارات الجريئة
يرى زوكربيرغ أنه بمرور الوقت، ما يهم هو أن نتخذ العديد من القرارات الجريئة والرهانات، وأن نكون قادرين على تحقيق النجاح فيها، مشيرًا إلى وجود أماكن قليلة في العالم ،حيث يمكنك أن تقوم بالرهانات على المدى الطويل مثلما فعلت شركته.
عن الإدارة
يعبر زوكربيرغ عن نهجه في القيادة والإدارة: “أرى أنه عندما تشغل أي منصب قيادي، فمن المهم أن تكون منخرطًا في التفاصيل قدر الإمكان. أنا أعترف أنني لا أملك الوقت الكافي للمشاركة في كل شيء، وأحاول المشاركة في تفاصيل أكبر عدد ممكن من الأمور”.
عن ثريدز
خلال حديثه عن تطبيق ثريدز قال: “أنا متفائل بشأن مسارنا، لقد شهدنا نموًا غير مسبوق، والأهم من ذلك أننا نرى عددًا أكبر من المستخدمين يعودون يوميًا إلى المنصة أكثر مما كنت أتوقع. الآن، ينصب تركيز الشركة على الاحتفاظ بقاعدة مستخدميها وتعزيز الجوانب الأساسية لخدماتها. بعد ذلك، سنركز على توسيع مجتمعنا ونطاق خدماتنا. لقد نفذنا هذه الخطوة مرارًا وتكرارًا من قبل مع فيسبوك وإنستغرام وواتساب، وغيرهم. وهذه بداية رائعة بالنسبة لنا، لذا أنا سعيد حقًا بالمسار الذي نسلكه”.
عن منتجات الذكاء الصناعي والفيسبوك
يرى زوكربيرغ أن الذكاء الصناعي سيمتد إلى جوانب مختلفة من حياتنا الرقمية. إنه يتصور مستقبلًا حيث سيكون للشخصيات أو الكيانات التي تعتمد على الذكاء الصناعي ملفات تعريف خاصة بها على منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إنستغرام وفيسبوك.
سيسمح هذا التكامل للمستخدمين بالتفاعل مع شخصيات الذكاء الصناعي ليس فقط من خلال النصوص أو الأصوات، ولكن أيضًا من خلال تطبيقات المراسلة مثل واتساب وماسنجر، فضلًا عن العوالم الافتراضية للصور الرمزية والواقع الافتراضي.
عند سؤاله عن مباراة الفنون القتالية ضد إيلون ماسك، أجاب أنه لا يعتقد أن هذا سيحدث.
وعند سؤاله عن موعد تقاعده، أجاب أنه سيدير ميتا فترة طويلة.