الجزائر – مسقط وكالات – الناس نيوز ::
شهدت الجزائر زيارة رسمية هامة لسلطان عُمَان هيثم بن طارق آل سعيد، أسفرت عن توقيع حزمة اتفاقيات استثمارية هامة، أبرزها إنشاء صندوق استثماري مشترك بقيمة 115 مليون ريال عُماني (298.79 مليون دولار)، إضافة إلى اتفاقيات تعاون في قطاعات حيوية كالطاقة والتعدين والزراعة والصحة.
تأتي هذه الزيارة في ظل سعي الجزائر الحثيث لتعزيز شراكاتها الاقتصادية وتنويعها، وفي وقت تشهد فيه علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية توترات ملحوظة، مما يمنح هذه الزيارة بعدا سياسيا هاما.
ووقّع جهاز الاستثمار العُماني ووزارة المالية الجزائرية اتفاقا أوليا لإنشاء صندوق استثماري مشترك، يركز على قطاعات التعدين والأمن الغذائي والصناعات الدوائية، وفقا لبيان الجهاز.
كما تم توقيع عدة اتفاقيات خلال الزيارة، من بينها وثيقة أحكام أساسية بين شركة سوناطراك الجزائرية للنفط والغاز المملوكة للدولة وشركة أبراج لخدمات الطاقة العمانية المتخصصة في خدمات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز وذلك تمهيدا لإنشاء شركة مشتركة لتقديم خدمات حقول النفط.
وذكرت سوناطراك في بيان الاثنين أن الغرض من وثيقة الأحكام الأساسية هو “تحديد الشروط الفنية والقانونية والاقتصادية والتجارية الرئيسية لتقييم فرصة وجدوى تأسيس شركة مشتركة لتقديم خدمات حقول النفط المتكاملة في الجزائر”.
ووفقا للبيان، ستركز الشركة المشتركة على أعمال الحفر البري وخدمات الآبار وإدارة المشاريع المتكاملة في السوق الجزائرية.
تضمنت الاتفاقيات مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والمعادن والزراعة والصحة والتعليم العالي والعدل والعمل والبحث العلمي.
وفي قطاع الطاقة والمناجم، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للاستكشاف الجيولوجي والمنجمي “سوناريم” وشركة تنمية معادن سلطنة عمان،
وفي مجال الصحة والصناعة الصيدلانية، وقعت مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية ووزارة الصحة العمانية، وقعها وزير الصناعة الصيدلانية وسيم قويدري الجزائري، ووزير الصحة لعمان هلال بن علي السبتي.
أما في قطاع الفلاحة والموارد البحرية، فقد تم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون العلمي والتقني في المجال السمكي، إضافة إلى مذكرات تفاهم أخرى تتعلق بحماية النباتات والصحة الحيوانية، وقعها وزير الفلاحة يوسف شرفة ونظيره العماني سعود بن حمود الحبسي.
وفي قطاع العمل، وقع برنامج تنفيذي للتعاون في مجال تفتيش العمل للفترة 2025-2027، بين وزارتي العمل في البلدين، بحضور الوزيرين فيصل بن طالب وبدر بن حمد البوسعيدي.
كما جرى التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون في التعليم العالي والبحث العلمي للفترة 2026-2028، وقعه الوزير كمال بداري ونظيره العماني.
وفي المجال القضائي، تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارتي العدل، وأخرى بين وزارة العدل الجزائرية والمجلس الأعلى للقضاء العماني، وقعها وزير العدل
وتأتي زيارة السلطان هيثم في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تجاوز حالة التوتر التي تشوب علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية، خاصة الإمارات ودول الساحل وفرنسا.
ويرى مراقبون أن زيارة السلطان هيثم تمثل فرصة للجزائر للاستماع إلى وجهة نظر خليجية معتدلة، والعمل على تخفيف حدة التوترات الإقليمية، وتعتبر سلطنة عمان، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف، وسيطا محتملا في هذا السياق.
ويرى متابعون للشأن الجزائري أن زيارة السلطان هيثم تمثل فرصة للجزائر لتغيير نهجها في التعامل مع الدول الخليجية، والتخلي عن الخطاب التصعيدي الذي يزيد من حدة التوترات.
ويأمل البعض أن يستمع المسؤولون الجزائريون إلى نصائح السلطان هيثم، وأن يعملوا على بناء علاقات تعاون إيجابية مع دول المنطقة.
