محادثات لافروف وبن مبارك تكسر الجمود في العلاقات بين اليمن وروسيا ..

د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :

“عبرنا عن أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في هذا البلد العزيز علينا، أكدنا موقفنا الداعي لمواصلة الجهود الأممية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن”. تلك الكلمات لوزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف، أثناء المؤتمر الصحفي المشترك في مدينة سوتشي مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك.

سرجيه لافروف أولى اهتماما خاصا بموضوع الوقف الفوري للحرب في اليمن، وضرورة حوار شامل يجمع اليمنيين، تشارك فيه كل القوى السياسية اليمنية الفاعلة، بإشراف إقليمي ودولي باعتبار ذلك الطريق الى إقامة سلام واستقرار دائمين. وعبر عن قلق روسيا بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن.

إنها الزيارة الأهم لمسؤول يمني كبير لروسيا الاتحادية منذ اندلاع الحرب في اليمن العام 2015م، الدكتور بن مبارك قال في المؤتمر الصحفي، “إننا في الحكومة اليمنية ننظر لدور روسيا في إحلال السلام في اليمن بأهمية بالغة، ونؤمن بان الدور الروسي لحل الأزمة في اليمن هو دور مهم وإننا نعول كثيراً على وزن روسيا عالمياً، ومعرفتها ببلدنا ومنطقتنا والعلاقات التاريخية التي تجمعنا للعب دور لحل الأزمة في اليمن”.

المؤتمر الصحفي المشترك، سبقته جلسة مباحثات وخطابات علنية ألقاها الوزيران، وجلسة مباحثات مغلقة.

جاءت الزيارة لكسر الجليد المتراكم في العلاقات بين البلدين، والدعوة إلى قيام روسيا بدور أكبر في الضغط على الميليشيات الحوثية ومن خلفها إيران، لوقف حربها العبثية ضد الشعب اليمني، والانصياع لجهود ومبادرات السلام، وقبول وقف إطلاق النار الذي يمثل الخطوة الإنسانية الأهم، وعدم استغلال الأوضاع الإنسانية التي خلقتها من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

الزيارة والإعلام الروسي

كان وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني ضيفا في برنامج أبعاد روسية على قناة روسيا اليوم، خلال 28 دقيقة، تحدث الدكتور بن مبارك وبشفافية بالغة عن مجمل القضايا المتعلقة بالتطورات الأخيرة في الشأن اليمني، مقدم البرنامج أرتيوم كابشوك وضع أسئلة جريئة لم تتطرق لها وسائل الإعلام من قبل. كان هناك سؤال بشان الحضور الإماراتي في جزيرة سقطرى، وعن ما يدور من طلب الإمارات استئجار الجزيرة لمدة 20 عاما؟ قال الدكتور بن مبارك، “لم أسمع عن ذلك ولم نستلم أي طلب رسمي بهذا الأمر، المؤكد بالنسبة لنا أن وحدة وأمن واستقرار وسيادة اليمن كل اليمن، بكل جزرها قضية سيادية دستورية جوهرية لرأس الدولة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولأدنى مواطن يمني، هذه مسألة غير قابلة للنقاش، لكن هناك وضع عام متعلق بضعف مؤسسات الدولة، ينشئ فراغات هنا وهناك، تنشئ حالات غير مقبولة، لقد جاء أشقاؤنا في التحالف لدعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وما لمسناه يؤكد ذلك”.

عن التواصل السعودي الإيراني أجاب بن مبارك “بالتأكيد الدور الإيراني دور مهم، وهذا سيخفف من حدة التوتر لكن لن ينهي الحرب لن ينهي الإشكال اليمني، الذي هو أساسا إشكال داخلي، إذا أوقفت البعد الإقليمي ستحجم من الأزمة، لكن لن تعالج المشكلة، وسيظل اليمنيون يتقاتلون فيما بينهم البين، لذلك من المهم جداً أن نعطي اهتمام للجانب الإقليمي لأن له تأثير كبير، لكن العامل الحاسم هو العامل الداخلي، وأي توافقات تحدث على المستوى الإقليمي أو بين إيران وبين الغرب، ستكون لها تأثيرات إيجابية وسنرحب بالأمر طالما سيبعد إيران عن المنطقة”.

سأل الصحفي الروسي أرتيوم كابشوك عن قضية الجنوب، فأوضح الوزير أحمد بن مبارك، بأن إشكاليتنا الرئيسية في اليمن هي الاستئثار بالسلطة والثروة والإقصاء للآخر واستخدام القوة، هذه كانت دائما ما أنتجت مشكلة الجنوب، وهذه ما أنتجت مشكلة صعدة، وما أنتجت كل المشاكل لذلك المقاربة الرئيسة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، هي كيف يمكن لليمنيين أن يلغوا الاستئثار وإلغاء الآخر واستخدام القوة. لذا الفيدرالية هي الحل الأمثل.

المواضيع التي أكد عليها وزير الخارجية اليمني، هي أن التعنت الحوثي كان دائما السبب وراء تعثر مبادرات السلام الحالية والسابقة، حيث يراهن الحوثي على الحل العسكري.

وبشأن اتفاق الرياض وعودة الحكومة الى عدن أكد بن مبارك أن أغلب وزراء الخدمات عادوا إلى العاصمة عدن، لكن بالنسبة لرئيس الوزراء والوزارات المهمة عودتهم مرهونة بتنفيذ الشق الأمني والعسكري، حتى تصبح عدن مدينة آمنه تحمى فيها كل مؤسسات الدولة وقياداتها.

لقاءات مع أعضاء الدوما الروسي ومعهد الاستشراق

يدرك وزير الخارجية اليمني مدى فاعلية قوى الضغط السياسي، خاصة وأن موسكو تزخر بالكثير من أصدقاء اليمن بين البرلمانيين الدبلوماسيين والأكاديميين الروس، الذين ربطتهم علاقات وطيدة باليمن في العقود الماضية، فكانت هناك لقاءات هدفها استعادة الألق لتلك الروابط، من هنا كان لقاء الدكتور أحمد عوض بن مبارك برئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي. وكانت الندوة التي نظمت في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، عن جهود إحلال السلام في اليمن، بمشاركة الدكتور فيتالي ناؤمكين رئيس المعهد وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن اليمني.

من المواضيع التي أثيرت أثناء النقاشات، أهمية إعادة تفعيل كافة اوجه التعاون الثنائي بين البلدين الذين تربطهما علاقات تاريخية تمتد لأكثر من تسعين عاما.