خيرسون – الناس نيوز ::
قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا “مستعدة للسلام والسلام لكل بلدنا”، وشكر زيلينسكي حلف الناتو والحلفاء الآخرين على دعمهم في الحرب على روسيا، مضيفاً أن أنظمة صواريخ “هيمارس” من الولايات المتحدة أحدثت فرقاً كبيراً في كييف.
وخاطب زيلينسكي حشداً من المواطنين الأوكرانيين تجمعوا في الساحة الرئيسية في خيرسون ولوح بعضهم بالأعلام الأوكرانية أو ارتدوا الأعلام على أكتافهم. وذلك خلال زيارة قام بها الرئيس الأوكراني إلى المدينة التي أخلتها القوات الروسية الاسبوع الماضي.
وقال زيلينسكي للصحافيين: “نحن نتقدم خطوة فخطوة نحو وطننا لاستعادة كافة الأراضي المحتلة”. وتابع: “نحن نتقدم، وجاهزون للسلام، لكن سلامنا يعني استعادة كافة أراضي بلادنا، نحن نحترم قانون وسيادة البلدان كافة، لكننا نتحدث الآن عن وطننا، لذلك نحن نقاتل ضد العدوان الروسي”.
وتعد خسارة خيرسون نكسة كبيرة لروسيا رغم أن موسكو تصر على أنها لا تزال جزءا من الأراضي الروسية. وكانت روسيا قد أعلنت المدينة مركزاً إدارياً لمنطقة خيرسون التي ضُمت بشكل غير قانوني، وكانت العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلت، حيث استولت عليها القوات الروسية في آذار/مارس، في أحد النجاحات الأولى لروسيا في الحرب.
وكشف زيلينسكي، أن التحقيقات في خيرسون كشفت عن “ارتكاب الروس 400 جريمة حرب”، مضيفاً أن الروس ارتكبوا في خيرسون “الفظائع نفسها” التي ارتكبوها في مناطق أوكرانية أخرى.
وقال زيلينسكي: “تم العثور على جثث القتلى، جثث مدنيين وعسكريين. في منطقة خيرسون، ترك الجيش الروسي خلفه الفظائع نفسها (التي ارتكبها) في مناطق أخرى من بلادنا حيث تمكن من الدخول”، واعداً “بالعثور على كل قاتل وإحالته امام القضاء”.
كيف تبدو خيرسون؟
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن القادة المحليين يحذرون من وجود نقص حاد في الخدمات الأساسية في مدينة خيرسون بينما تعمل الفرق الأوكرانية المتخصصة على إزالة ما قد يصل إلى آلاف الألغام والأفخاخ المتفجرة.
وقال مستشار عمدة خيرسون رومان هولوفنيا للتلفزيون الأوكراني إن “هناك نقصاً حاداً في المياه في المدينة، وهناك نقص في الأدوية والخبز والكهرباء”.
بدوره، قال حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش في مقابلة، إن استعادة الكهرباء وخدمة الهاتف في المنطقة ستكون مهمة كبيرة، وأضاف أن الجنود الروس فجروا أكثر من كيلومتر من الشبكة الكهربائية وأخذوا أجزاءً من أبراج الهواتف المحمولة عندما فروا. وأضاف أنهم أخرجوا أيضاً شاحنات الإطفاء والمرافق العامة من المدينة، وأطلقوا النار على خزانات الوقود لعدد من القوارب في الميناء، مما أدى إلى تسرب النفط.
دعوات للتفاوض
من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تكثيف جميع الجهود الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة لضمان جلوس أطراف النزاع في أوكرانيا حول طاولة المفاوضات.
وقال ماكرون الاثنين في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”: “يجب أن نوجّه كل الجهود الدبلوماسية في الأسابيع المقبلة لضمان جلوس الأطراف حول طاولة المفاوضات”.
في الوقت نفسه، أضاف ماكرون أن المفاوضات يجب أن تتم في وقت وبشروط تكون مقبولة من فلاديمير زيلينسكي وشعب أوكرانيا.
وكانت واشنطن قد دعت، على لسان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، خلال اجتماعه الأخير مع زيلينسكي، إلى التفكير في مواقف تفاوضية “واقعية”، حيث أشارت المصادر إلى أن واشنطن دعت كييف لإبداء الانفتاح على فكرة المفاوضات.
من جانبها، أعلنت كييف أن شروط أوكرانيا لبدء الحوار هي: “استعادة وحدة الأراضي، واحترام ميثاق هيئة الأمم المتحدة، والتعويض عن جميع الخسائر، ومعاقبة كل مجرمي الحرب، وضمان عدم تكرار ذلك”.
في المقابل، أعلنت الخارجية الروسية عدم قبولها أي شروط مسبقة بشأن التسوية في أوكرانيا، بما في ذلك انسحاب القوات الروسية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو : “يجب أن يؤخذ في الاعتبار الوضع على أرض الواقع”. ورداً على سؤال ما إذا كان الشرط الذي طرحه عدد من الدول الغربية بسحب القوات الروسية أولاً من منطقة الصراع مقبولاً بالنسبة لروسيا، قال غروشكو: “لا، مثل هذه الشروط غير مقبولة. وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً إننا مستعدون للمفاوضات، إلا أن هذه المفاوضات، بالطبع، يجب أن تأخذ في الاعتبار الوضع على الأرض”.