بيروت – الناس نيوز
لا يعرف الكثير زينب الفواز، ولكنها تعتبر بحق إحدى اقدم رائدات تحرر المرأة العربية وربما أقمهم على الإطلاق.
وهي صحفية وكاتبة مقالات وروائية. ولعل روايتها “غادة الزاهرة” أول رواية كتبت باللغة العربية، التي نشرت في عام 1899. والرواية مبنية على قصة حقيقية وأبطالها حقيقيون، وهم زعماء منطقة “تبنين” وجرت أحداثها فى “تبنين وبنت جبيل والطيبة”.
ذاعت زينب الفواز فكتبت في عدة جرائد، منها: «النيل»، و«لسان الحال»، و«المؤيد»، و«اللواء»، و«الأهالي»، و«الاتحاد المصري»، وفي مجلتَي «الفتاة»، و«أنيس الجليس». وتعدَّدت أعمالها، منها: الروائية ﮐ «حسن العواقب أو غادة الزاهرة» و«كورش ملك فارس»، والمسرحية ﮐ «الهوى والوفاء»، والسيرة ﮐ «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور»، ومجموعة مقالات بعنوان «الرسائل الزينبية»، وعدة قصائد.
وكان لها دور بارز فى الحركة النسائية؛ فكانت أسرع المُطالِبات بحقوق النساء، ورفْع مستواهن قبل دعوة «قاسم أمين»، وقد تشبثت بالمطالبة بحقوق المرأة، ورفْع مكانتها الاجتماعية، حتى حذتْ في بعض مقالاتها حَذوَ نساء الغرب المُتطرِّفات في القضية النسائية؛ فطالبت بمنح المرأة كل ما يتعاطاه الرجل من الأعمال الاقتصادية والسياسية والإدارية، فأكدت أنه ما من أمةٍ انبعثت فيها أشعة التمدُّن في أى زمان، إلا وكان للنساء فيه اليد الطولى، والفضل الأعظم.
ودعت زينب إلى سن قوانين جديدة تنظم حياة المرأة وتضمن حقها بالعلم والعمل، فكانت أوّل رائدة تحمل هذه الرسالة في بلدان الشرق، معتبرةً أن الحضارة والإصلاح لن يكونا إلا عن طريق العمل والعلم، منوهة بدور المرأة الفعال في إقامة مجتمع متمدن راق.
أمّا قاسم أمين فقد كان متأخراً عنها بمناداته بتحرير المرأة، فمن الثابت أن رسائل زينب في موضوعات المرأة التي كانت تنشرها في الصحف المصرية، بدأت قبل 1893، بينما لم ينشر قاسم أمين كتاب تحرير المرأة إلا عام 1899.
خلفية
ولدت “زينب بنت حسين بن يوسف آل فواز العاملى” في سوريا عام 1860. وسافرت وهى فى العاشرة من عمرها برفقة أسرتها إلى الإسكندرية بمصر هرباً من قسوة الحياة فى الشام فى هذا الوقت، وقد تعلمت القراءة والكتابة ثم أتيح لها تعلم الصرف والبيان والعروض والتاريخ والإنشاء والنحو على يد كبار الشيوخ، وقد قيل عن صفاتها الشخصية إنها كانت عذبة المنطق، لطيفة المحضر، بعيدة عن الادعاء والكبرياء، تتجنب الكلفة والمجاملة فى أحاديثها.
انتقلت إلى القاهرة وأقامت بها مدة ثم رجعت إلى الشام، فتزوجت هناك من “أديب نظمى الدمشقى” لكنها عادت إلى القاهرة بعد فترة قصيرة من زواجها بعد أن طلقت فى إثر خلافات دبت بينها وبين زوجها هناك.
بعدما استقرت فى القاهرة، كرست حياتها للمشاركة فى الحياة العامة، منادية بتنوير المرأة وتثقيفها، فهى أساس كل نهوض ولا تؤتى الأمة إلا من قبلها، فكان أن شاركت فى الصحف تطرح فكرتها وتدافع عنها كما لو كانت تقود المعارك والمناظرات على صفحات الجرائد دفاعاً عن المرأة ضد المستشرقين الذين كانوا يدعون أن الإسلام حجر على المرأة وقيدها، فنجدها قد شاركت على سبيل المثال فى التصدى لمزاعم وزير خارجية فرنسا فى هذا الوقت (هانو تو) وتفنيد اتهاماته للإسلام والمسلمين.
تركت زينب فواز عدداً من المؤلفات، أهمها كتابها المشهور الذى عرفت به ويعتبر أهم مصنف فى بابه “الدر المنثور فى طبقات ربات الخدور” وقد ألفت هذا الكتاب 1892م، وقد جمعت فيه تراجم لنساء فاضلات مؤثرات فى الحياة من عصور مختلفة، فأوردت تراجم من عصور قديمة، ومن العصر الجاهلى ومن العصر الإسلامى وما تلاه إلى أن أوردت تراجم لنساء معاصرات لها وفى زمانها.
ثم وضعت كتاب “الرسائل الزينبية” وهو مجموع من مقالاتها، وكتاب “مدارك الكمال فى تراجم الرجال”، و”كشف الإزار عن مخبئات الزار”، وألفت أيضاً ثلاث روايات هي: رواية “الملك كورش، والهوى والوفاء، حُسن العواقب”.
أعمالها المطبوعة:
– الهوى والوفاء: مسرحية طبعت عام 1893 في مطبعة الجامعة شارع وجه البركة نمرة 42.
– الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، طبع في مصر في المطبعة الأميرية، مطبعة بولاق عام 1893، ويقع في 552 صفحة من القطع الكبير، وهو أشهر كتبها وأكثرها قيمة أدبية، وترجمت فيه لعدد من النساء الشهيرات من مختلف الطبقات وقدمت فيه أمثلة نسائية من مختلف العصور التاريخية وقالت فيه: “قمت بذلك خدمة لبنات جنسي وأعتقد أن هذه أفضل هدية للسيدات الفاضلات”.
– الرسائل الزينبية: مجموعة مقالات نشرت في الصحف المصرية آنذاك.
– كشف الإزار عن مخبئات الزار: مجموعة مقالات نشرت في مجلة النيل.
– حسن العواقب، أو غادة الزهراء، رواية، طبعت عام 1885، في مصر، مطبعة هندية شارع المهدي بالأزبكية، وهذا يعني أنها سبقت رواية “زينب” للدكتور محمّد حسين هيكل بأكثر من ربع قرن. ورواية “حسن العواقب” تتألف من 37 فصلاً، وهي أوّل رواية عربية لها طابع سياسي واجتماعي، ذات مغزى خلقي، تمثل عادات وتقاليد وطبائع بعص عشائر جبل عامل في القرن التاسع عشر.
– الملك كورش، أو ملك الفرس، رواية تاريخية غرامية، طبعت في مصر، عام 1900 في المطبعة الهندية.
– ولها ديوان شعر، لم يعثر عليه، لكنها اودعت كتبها بعض قصائده.