fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

سحنة الموت تهيمن على وجوه السوريين

د . منير شحود – الناس نيوز ::

استُدعيت منذ أيام لمعاينة مريض في لحظاته الأخيرة، وشهدت وفاته. وبينما كنت أجري اللمسات الأخيرة على وجه المتوفي، كما تقتضي الأصول، تذكرت أن لون الموت على وجه المتوفي، هذا الشحوب المشوب بالصفرة، مألوف وعادي وليس غريباً عني. وحين هممت بالخروج من المنزل، وجدت أن الموت ما زال ينظر إليّ من خلال وجوه الكثيرين من حولي، فقد كانت ألوان القليل منها فقط تذكر بالحياة، كوجوه الأطفال التي ما تزال تصارع فيها الحياة على البقاء.

هذا المشهد ليس قصة سوريالية هدفها إدهاش القارئ أو استثارة عواطفه، ولا هو بداية فصل روائي أو حلقة في مسلسل السفربرلك المستمر، إنه مشهد واقعي عما آلت إليه الحياة في سوريا ربيع عام 2023: وجوه شاحبة بلون الرماد، عيون مطفأة، وجنات ناتئة، ملامح قهر وبؤس، حيرة واستنكار غير مفهومين. صارت ملامح السوريين تشبه وجه رغيف الخبز رديء النوعية الذي يأكلونه لمجرد ملء البطون، وما زالوا يتنعمون به إلى حد ما، وليس ذلك الرغيف الذي كنا نشم رائحته بانتشاء ونشبهه بوجه قروية حسناء لوحته الشمس.

ومع أن هذه الصورة المأسوية تتفاوت من قرية إلى قرية ومن حي شعبي إلى آخر، إلا أنها تبقى الصورة السائدة في المشهد السوري العام. وإذا أضيفت إلى ذلك آثار الزلزال الأخير، فإن المصيبة ربما تفوق كل سابقاتها، وهي، بالمقارنة مع بلدان العالم الأفقر اليوم، الأكثر فداحة وهولاً، والتي لم يكن أحد يتوقعها حتى في الأحلام، ولا سيما في بلد الخيرات والمناخ المعتدل والخبرات الزراعية العتيدة.

أما عندما تأتي الأعياد، فالأمر يصبح عبئاً غير محتمل، ويقامر الأهل بدفع كل ما في جيوبهم من أوراق نقدية لا قيمة شرائية تُذكر لها من أجل امتصاص نقمة الأولاد ورشوتهم بفرح صغير. أما النزهات والرحلات والمراجيح فصارت حلماً، وتوافر وسائل النقل وإمكانية استعمالها رفاهية، وتحولت البيوت إلى أمكنة لم تعد مأوى للراحة والسكينة، ننزوي فيها لنستر عوزنا ونحافظ على الحد الأدنى من كرامة مستباحة على الطرقات. وما أصعب الشعور بعدم القدرة على العطاء ومساعدة الآخرين، وما أنبل مَن لا ينسى تقديم المساعدة للمحتاجين مهما كانت متواضعة، كمشاركة متبادلة، ولو مجرد كلمة طيبة.

لا تكتمل اللوحة من دون أولئك المرفهين المختبئين خلف نظاراتهم وزجاج سياراتهم المفيم، الذين جمعوا ثرواتهم بلا صناعة ولا زراعة، وبالتأكيد ليس من استثمارهم في اقتصاد المعرفة، يتجولون بيننا كالأشباح ليذكرونا بعبثية الحياة وشراسة الظلم. أمثالهم لا يستحقون في دولة محترمة أكثر من إعانة إنسانية ليستمروا في العيش فقط، كونهم عالة على دافعي الضرائب والمجتمع ككل، إن لم تستضيفهم السجون. يختال هؤلاء بيننا ليذكرونا بأن ثمة من يتاجرون بآلامنا وتعبنا ليراكموا الثروات من دون أن ينتجوا شيئاً ذا قيمة. وللإمعان في إذلالنا، يمكن أن يُرسل أحدهم مَن يقرع باب دارك ليسلمك ظرفاً يحتوي ثمن وجبة طعام عادية لا أكثر، فتختلط الحاجة بالذل، ويبدو كأنه يتصدق عليك من دمك.

 

لقد نسي السوري الحياة العادية وكل ما يتعلق بالسياسة والاقتصاد، فأصبحت السياسة تسيُّد والاقتصاد مكرمة. وصار يتخيل أشياء غريبة عن حياته وتاريخه، مثل أن تكون ثمة انتخابات يمكن أن يختار من خلالها ممثلين له في البرلمان، وأنه يمكن أن يسحب منهم الثقة إن لم يفوا بوعودهم، أو يصوت لأحزاب اختار برامجها لكونها تعده بحياة أفضل. وصار السوري شبه مقتنع بأن مثل هذه الأشياء تليق بكل شعوب العالم ما عداه، واعتاد سماعها من الأخبار ومضغها كالهواء بلا مبالاة، ككل الوعود والشعارات.

وتحسر الفلاحُ على الاقطاعيَّ الذي كان يراه عدة مرات في السنة من أجل تقاسم الغلال وحسب، ثم يذهب كل منهما في سبيله. وبكى على تلك الأيام التي علا صوته فيها بشعار “الأرض لمن يعمل بها”، وكيف كان يردد وراء أكرم الحوراني مقولته الشهيرة: “هاتو القفة والكريك لنقش الأغا والبيك”. وحلم العامل بعودة الأيام التي كان يناضل فيها ضده الرأسمالي لتحصيل حقوقه، من ضمن علاقات إنتاج يمكن تعديلها باستمرار للحصول على مزيد من الحقوق لقاء كده وعمله، فثمة أجر وإنتاج حقيقيان في نهاية المطاف، وليس علاقات عبودية لا حول له فيها ولا قوة.

وطمع السوري بعدالة السماء، فاستنسخها مستبدوه وشيوخه في الأرض وبات عليه أن يشكرها على نعمها ويدعو لها حتى في صلاة الجنازة. وعندما ثار على الظلم وطالب بالحرية والكرامة، جاءته جحافل قتلة من كل نوع تحت رايات سوداء أنتجت جيلاً جديداً من المستبدين بألوان مختلفة. وحين انتظر الفرج أخيراً، جاءه الزلزال من باطن الأرض، فصار يترنح من دون زلزلة، واختلطت عليه الأمور من جديد.

ليست هذه المحنة مجرد صدفة ولا عقاب من عالم الغيب، وهي استمرار لما كان قد بدأ يوماً، منذ أن استهلكتم هذا الكم الكبير من الأكاذيب، وقبلتم أن تكمّم أفواهكم وتُحرمون من إبداء الرأي بما يخصُّ حياتكم ومستقبلكم. من تسبب بذلك هو نفسه من يسحب اللقمة العزيزة من أفواهكم الآن، فقد كان الأمر مسألة وقت وحسب في هذه المسيرة التي صفقتم لها ودبكتم في مناسباتها، مختارين أو مجبرين، حتى أُعييتم وتشوش تفكيركم، ولو إلى مدة قد تقصر أو تطول.

المنشورات ذات الصلة