fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

[jnews_post_author]

لولا المطر المتساقط بغزارة، ولولا زهمة الهواء البارد التي كانت تنبعث في الشارع، لتمدد سليم، العائد بعد منتصف الليل من سهرة “طرنيب” عند ابن عمه غطاس، قرب أي جدار من جدران منازل القرية وغفا لشدة نعاسه، ولكن ذلك كان مستحيلا في هذا الظرف الجوي القاسي، ولكي ينام كان لا بد له من الوصول إلى المنزل، ولذلك فقد تحايل على النعاس تارة بالتثاؤب وتارة بالتصفير، وبسبب انشغاله بذلك فإن سليم لم ينتبه إلى أن الماء لم يتسرب إلى داخل حذائه وهو يخوض في نقع الماء التي لم يرها بسبب العتمة، وهذا أمر غير مألوف بالنسبة له، فقد جرت العادة أن ينبجس الماء إلى قدم سليم من نعل حذائه كلما داس في نقعة ماء، كما ينبجس النفط من أنبوب الحفر فوق رمال الصحراء، ولكنه سرعان ما انتبه إلى ذلك عندما كان في عتبة منزله، يدوس برجله اليمنى على الحافة الخلفية لفردة حذائه اليسرى لكي يخلعها من رجله، فقد سألته زوجته وهو يفعل ذلك مشيرة بيدها إلى الحذاء:

– من أين لك هذا؟

نظر سليم إلى الأسفل بتثاقل ليعرف ما هو الـ (هذا) الذي (من أين له)، ولم يتمالك نفسه عندما شاهد في قدميه فردتي حذاء جديدتين كلياً، فطار النعاس من عينيه فوراً ودفعة واحدة، وضرب على رأسه صارخا بألم:

– هذا الذي لم يكن في الحسبان.. غدا سيصبح لقبي (سليم سراق الصبابيط).

ثم وضح لزوجته التي تساءلت كيف حصل ذلك فقال:

– يبدو أنني في الظلمة حشرت رجلي في حذاءً غريباً.. غداً يقولون سليم سرق الحذاء.

– ومن أين لهم أن يعرفوا أنك أنت، ألم يكن في السهرة غيرك؟

– كان هناك غيري، ولكن حذائي هو الوحيد الذي سيبقى، وهو أشهر من شامي كابور، سيعرفون أنني أنا، سيقولون: سليم لا ذمة ولا وجدان.. وصلت به دناءة النفس إلى سرقة الحذاء.

يخلع الحذاء من رجله بسرعة ويلبس (شحاطة) ويهم بالخروج، فتسأله زوجته:

– إلى أين؟

– سأبحث عن صاحب الحذاء وأرده له.

– انتظر حتى الصباح وافعل ذلك.. السقعة في الخارج تقص المسمار.

– حتى لو قصت رأسي.. الحذاء يجب أن يعود إلى صاحبه الليلة، في الصباح سأكون قد أصبحت (سراق الصبابيط) الإشاعات تسري كالنار في الهشيم.. أنت تعرفين شعبنا.. في القيل والقال لا يشق له غبار.

تفهمت زوجته ذلك ولم تصر عليه بالبقاء، لأنها تعرف أنه لن يستمع لها، بينما علق هو فردتي الحذاء الغريب بسبابة ووسطى يده اليمنى وخرج باحثاً عن مالكه الحقيقي.

أول شخص قرر ان يتوجه إليه سليم كان ابن عمه غطاس الذي كانت السهرة في بيته، والذي فتح الباب والقلق يسيطر عليه، وعلى وجهه لا تزال علامات الغيض التي تسببت بها هزيمته النكراء في “الطرنيب” بسبب شراكته لسليم:

– خير إن شاء الله؟ هل حدث لأحدهم مكروه؟

سأل غطاس سليماً فرفع سليم فردتي الحذاء في وجهه وسأله دون مقدمات:

– لمن هذا الحذاء؟

– سحقا لك ولهذا الحذاء.. أتوقظني بعد منتصف الليل لتسألني لمن هذا الحذاء؟

– نعم.. فهو ليس لي.. وقد لبسته عن طريق الخطأ..

– يا أخي أين المشكلة.. انتظر حتى يشرق الصباح وابحث عن صاحبه.. ليس الأمر مهماً إلى هذه الدرجة.

– بالنسبة لك ليس مهماً، ولكن بالنسبة لي هو أمر في غاية الأهمية، لأن الصبح إذا أصبح والحذاء لم يعد إلى مالكه الأصلي ستنتشر الشائعات.. سيضيف الناس إلى اسمي لقب (سراق الصبابيط)، أنت تعرف شعبنا، لا يشق له غبار في النميمة والثرثرة التي بطعم وبلا طعم.

– لن يقول أحد ذلك.. عد إلى بيتك ونم قرير العين، وفي الصباح تبحث عن صاحب الحذاء.

– ربما لن يقولوا ذلك.. ولكنهم بالتأكيد سيقولون إن دناءتي بلغت حد سرقة حذاء، شعبنا لا يرحم يا غطاس.. لا يرحم.

لم يجبه غطاس بشيء لأنه شعر أن لا فائدة من ذلك، واكتفى بالقول إنه لا يعرف من هو صاحب الحذاء، فاعتذر منه سليم على الإزعاج وتابع طريقه للبحث عن صاحب الحذاء، أما غطاس فأغلق الباب في إثره وأطلق في نفسه شتيمة طالت أبا سليم في قبره، لم يسمعها أحد بطبيعة الحال.

بيت برجاس كان أقرب بيت إلى منزل غطاس، ولذلك قرر سليم أن يتوجه إليه أولاً للسؤال إن كان هو صاحب الحذاء، رغم ثقته بأن برجاس ليس من أولئك الذين يغامرون بلبس حذاء جديد في هذا الطقس الماطر، فتوقف أمام الباب وقرع بشدة لكي يسمع برجاس الذي اشتهر بنومه الثقيل طرقاته، ولكن ما لم يعلمه سليم أن برجاس لم يكن نائماً، بل كان منهمكا في جلسة زوجية حميمية لم يكن، بسبب السن، قادراً على القيام بها كل يوم ويستغل الفرص المناسبة لذلك، ولهذا السبب فقد تجاهل الطرق الشديد على بابه محاولاً الاحتفاظ بالحد الأدنى من القوة لمتابعة موضوعه، إلا أن سليم بعد أن قوبل بعدم الرد ظن أن برجاس لم يسمع دقاته فعاود الطرق بقوة أكبر، وهنا خمدت عضلات برجاس التي حاول الحفاظ عليها سابقا، ونهض من أحضان زوجته وفي داخله حقد يكفي لارتكاب جريمة قتل عن سبق الاصرار والتصميم، ولو لم تنبهه زوجته لَفَتح الباب للطارق دون أن ينتبه لارتداء ملابسه، فعاد وارتدى ما تيسير لستر نفسه ورمى على كتفيه بطانية غطت جسمه بالكامل، وتوجه لفتح الباب وقد هدأت أعصابه قليلا، وبمجرد انفتاح الباب ارتفعت في وجه برجاس فردتا حذاء وبدا من خلفهما وجه سليم يسأل:

– هذا الحذاء لك؟

لم يعرف برجاس بماذا يرد، واكتفى بالتحديق بحنق في وجه سليم الذي تابع موضحا:

– لبسته عن طريق الخطأ عندما انتهت السهرة في بيت غطاس.. وأخشى أن يظن صاحبه أنني سرقته.. أنت تعرف شعبنا.. لا يرحم.. ولا يشق له في القيل والقال غبار.. إن لم يرجع الحذاء إلى صاحبه قبل شروق الشمس سيصبح اسمي سليم (سراق الصبابيط).. أنت تعرف كيف تجري الأمور.

– انقلع.

قالها برجاس بهدوء مبالغ فيه يخفي خلفه حقداً يكفي لتفجير قنبلة نيترونية، ثم أغلق الباب دون أن ينتظر رد سليم الذي أدرك أنه ارتكب حماقة ما، وقد ساعدته ملامح الامتعاض على وجه برجاس والبطانية التي كان يتلفع بها ويبدو من فتحة فيها صدره العاري، على إدراك كنه تلك الحماقة، ولذلك ابتلع الإهانة مقدراً وضع برجاس الصعب في هذا المضمار، والذي كان مطلعاً عليه، وانصرف متابعا البحث عن صاحب الحذاء.

أبو عصام الذي اشتهر ببرودة أعصابه، فتح الباب دون أي انزعاج، وتفهم وضع سليم، وقال له إنه ليس صاحب الحذاء، وعندما سأله سليم إن كان يعرف صاحب الحذاء، رد عليه أبو عصام ببرودته المعهودة:

– لا والله يا أخي سليم، فأنا أتعرف على الناس بوجوهها لا بأحذيتها.

اكتفى سليم بهذا واعتذر من أبي عصام الذي قال مودعا اياه:

– عد إلى بيتك يا رجل.. لن يخرب الكون إن انتظرت حتى الصباح وبحثت عن صاحب الحذاء.

وهنا عاد سليم لكي يوضح له الموقف وأدرك أبو عصام بأنه لم يفعل خيراً بفتح باب للحديث.

– ليست لدي رغبة بالنزهة في هذا الجو العاصف.. ولكنك تعرف شعبنا يا أخي أبو عصام، يحب اللقلقة.. وإن لم يعد الحذاء إلى صاحبه قبل فجر اليوم سيكون اسمي في الصباح، سليم (سراق الصبابيط)، شعبنا يا أبا عصام لا يرحم.. لا يرحم، سيقولون ان الدناءة بلغت بنفسي حد سرقة حذاء من العتبة.

ظل أبو عصام يهز برأسه متحاشياً أن ينبس ببنت شفة قد تكون مقدمة لتطوير الحديث، وعندما انصرف سليم بعد أن قال كل ما لديه، ركض باتجاه أقرب فراش ودس نفسه تحت لحاف صوفي مردداً وهو يرتعش من البرد هناك:

– هذا سليم أخوث.

أما سليم فتابع إقلاق راحة القرية دون نتيجة، ولم يتمكن من معرفة صاحب الحذاء إلا بعد أن قرع الباب السابع الذي فتحه ناصيف، والذي أشهر سليم الحذاء في وجهه كما فعل مع جميع من سبقه وسأل:

– هل تعرف لمن هذا الحذاء؟

وبعد أن فرك ناصيف عينيه قال:

– هذا حذاء أبي غصن.. ما الذي يفعله عندك.

وبالقدر الذي فرح فيه سليم لمعرفته صاحب الحذاء فقد شعر بالهم والغم فأبو غصن من قرية (التخريمة) المجاورة، وهذا يعني أن عليه أن يتوجه إلى هناك، وعندما فغر ناصيف فاه لهذا القرار قائلا:

– هل جننت يا رجل.. انتظر حتى الصباح وخذ له الحذاء.. ستأكلك الضباع قبل أن تصل إلى التخريمة.

رد عليه:

– فلتأكلني الضباع خير لي من أن يقال إن سليم (سراق صبابيط).

ثم قدم سليم كل أعذاره التي سبق ذكرها بالتفصيل وتوجه إلى التخريمة.

في الطريق شعر سليم بقشعريرة في بدنه وبشعر جسده ينتصب وتهيأ له أنه يسمع خلفه طقطقة مفاصل، وهو صوت تشتهر به الضباع عند سيرها بحسب روايات أهل القرية الذين سبق لهم الاحتكاك مع الضباع، ولكنه قرر ألا ينظر إلى الخلف للتأكد مما سمعه لكي لا يكتشف الضبع خوفه، في حال كان هناك ضبع طبعا، لأن الضبع يستغل خوف فريسته للانقضاض عليها، واكتفى سليم بحث الخطى بأكبر سرعة ممكنة، وعندما أفلتت من رجله فردة الشحاطة لم يعرها أي اهتمام، لأن أي توقف سيجعل المسافة بينه وبين الضبع الذي خلفه تقصر، مما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ولأنه كان يسير برجل حافية ورجل غير حافية فقد طرأ شيء من العرج على سير سليم، ما جعله يتخلص من الفردة الثانية لكي يكون حراً فلا يدركه الضبع، وربما الضباع.

وصل سليم إلى التخريمة وتوجه فورا إلى بيت أبي غصن ووضع الحذاء أمام الباب، وفكر أن يبقى في مكان ما حتى الصباح، وأخذ يبحث عن مكان ملائم، ولكنه في اللحظة الأخيرة عدل عن ذلك، فماذا سيقول عنه أهل التخريمة إن علموا بالأمر؟ وهم حتما سيعلمون، سيقولون (خاف من الضبع) والفضيحة عندها لن تكون له وحده بل لقريته كلها، ولذلك فضل العودة إلى أم الطنافس، فلم يعد يهمه بعد أن برأ ذمته ما قد يحدث له.

عند بزوغ الفجر دخل سليم إلى منزله لا يعي شيئا فقد كانت تعتريه حمى شديدة وجسمه كله يرتجف، وعندما سألته زوجته عن حذائه رد قائلا:

– لم أعثر عليه، يبدو أن أحدهم سرقه، يا له من زمن بلغت به دناوة نفس بعضهم حد سرقة حذائي المثقوب… بشر بلا ذمة ولا وجدان..

ممدوح حمادة

المنشورات ذات الصلة