fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

د. ممدوح حمادة – الناس نيوز ::

في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، ومع بداية انتشار مرض الإيدز بشكل واسع في أصقاع مختلفة من العالم، بدأت في المكان الذي كنت فيه آنذاك حملة شعواء لمكافحة الإيدز بدأتها الصحافة بشكل مكثف، لدرجة أصبح معها كل شخص يشعر أنه مريض بالإيدز، ومن ضمن هذه الحملة فُرض إجراء فحص تحليل دم على كل طالب للتأكد من خلوه من هذا الفيروس الخطير، وبما أن الأعداد التي يجب أن تجري الفحص كانت هائلة، فقد تم تحديد دور لمختلف المؤسسات التعليمية لكي يقوم طلابها بإجراء التحاليل خلاله، وكان دور جامعتنا في نهاية القائمة تقريباً، ولذلك سمحت لنفسي بالسفر إلى مدينة أخرى لمدة أسبوع، ونزلت في غرفة في الفندق كان فيها شخص آخر اتضح عندما عاد من الخارج أنه من الكونغو، والتي، وبحسب الحملة الصحفية لمواجهة الإيدز، البلد الذي يحمل واحد فيه من كل اثنين فيروس الإيدز.

ومع أن ذلك شكل بالنسبة إليّ مفاجأة غير سارة على الإطلاق، إلا أنني تحاملت على نفسي وقررت ألا أفكر في الموضوع، لأنه لا شيء يبعث على الخوف، فالإيدز والحمد لله لا ينتقل في الهواء، على ذمة الصحافة طبعاً، خاصة أنني أمضي كل الوقت مع أصدقائي في تلك المدينة، وأعود إلى الفندق للنوم فقط. في اليوم التالي سألني شريكي في الغرفة، الذي من الكونغو، إن كان لدي شفرة حلاقة إضافية، فقلت له إنه لا يوجد لدي سوى شفرة واحدة، وكانت الشفرات في ذلك الوقت بضاعة نادرة تباع في أماكن محدودة للغاية، يبدو أنه لم يعثر عليها.

ثم توجهت كالعادة إلى أصدقائي وأمضيت النهار معهم، ثم عدت إلى الفندق في ساعة متأخرة ليلاً وكان الإفريقي نائماً. في الصباح استيقظ قبلي، وعندما استيقظت لم يكن في الغرفة، فقد توجه إلى المطعم في الطابق الأسفل لتناول الفطور.

فقمت أنا بحلاقة ذقني لكي أذهب أيضاً إلى هناك وأتناول فطوري، وبعد أن حلقت وقمت ببخ الكولونيا، بدلت ثياب النوم بثياب الخروج وكنت أشد رباطات حذائي عندما دخل الإفريقي، وعندما رفعت رأسي كردة فعل على صوت الباب الذي انفتح، كانت ذقنه الحليقة أول ما وقعت عيناي عليه، فأصبت بارتباك بعض الشيء، لأنه على حد ما أذكر لم أرَ على رف المغسلة في الغرفة سوى محفظتي أنا التي فيها فرشاتي ومعجون أسناني وعدة حلاقتي، فإن كان قد حلق ذقنه فبأي شفرة حلقها؟ ولكي أتثبت من الموضوع وقفت وألقيت نظرة جانبية فلم أرَ غير أغراضي، فكرت في أنه ربما يكون قد رمى بشفرته التي استخدمها في سلة القمامة، نظرت إلى هناك فلم أرَ شفرة بين الأشياء القليلة هنا.

تسرب الشك إلى نفسي في أنه استخدم شفرتي، ومن باب العثور على أمل ما، يبعث في نفسي الطمأنينة، فقد تابعت مراقبته دون أن يشعر، لعلي أراه يحلق وفي يده آلة حلاقة غير آلتي، لكنه لم يحلق ذقنه مرة أخرى، وبدأ يتكون لديَّ شعور بأنه 99,99% قد استخدم ماكينة حلاقتي، وبالتالي فقد أخذ يتولد لديّ شعور بأن فيروس الإيدز بدأ يسبح بين كريات دمي، واعتبرت ترك محفظة الأشياء الشخصية على رف المغسلة أكبر حماقة ارتكبتها في حياتي.

ومن ناحية أخرى، خشيت أن أسأله عما إذا كان قد فعل ذلك، معتبراً أن مثل هذا السؤال من قبلي يفتقر إلى اللباقة في التعامل مع شخص غريب، ثم إنني حتى في حال سألته ، فما الذي يضمن لي بأنه سيقول الحقيقة؟ فإن قال لي إنه اشترى شفرة حلاقة فهل سألزمه بأن يريني إياها؟ بالطبع لا.

عدت إلى مدينتي والقلق يسيطر عليَّ بشكل كامل، فما الذي يمنع أن يكون هذا الإفريقي واحداً من نصف السكان الذين يحملون فيروس الإيدز في الكونغو؟ دخلت إلى غرفتي في مسكن الطلبة وكنت وحيداً فيها لأن الجميع كانوا قد سافروا بسبب العطلة، كانت تنتابني قشعريرة أحياناً، ويسيطر عليَّ اكتئاب عندما كنت أتخيل ما الذي سيحل بي بسبب حماقة صغيرة سبّبها الكسل والإهمال، لا أكثر ولا أقل.

فما الذي يمنعني من إخفاء أشيائي الشخصية في الخزانة أو في الحقيبة التي تحت السرير، لم تكن لديَّ رغبة في الأكل أو للشراب أو أي شيء آخر، كنت أتمنى أن يحدث لي شيء يوقف تقدم حياتي باتجاه تلك الدقيقة التي يخبرونني فيها في المستوصف بأنني مصاب بالمرض.

وللخروج من هذه الحالة السوداوية، فقد توجهت إلى مسكن الطلبة في معهد الثقافة، حيث لديَّ الكثير من الأصدقاء هناك، لم أطلعهم على مخاوفي لكي لا يصاب أحد بالنفور مني، وعلى الرغم من أنني بعد ما يقارب عشر “برتيات” شدة قد تراجعت سوداويتي كثيراً، فإن القلق ظل معششاً في نفسي.

وفي صباح اليوم التالي استيقظت نشطاً وحلقت ذقني مستخدما شفرة جديدة، ولكن بعد أن وضعتها في آلة حلاقة صديقي سبيع التي عقمتها بالطبع كما نفعل عادة عندما نستخدم أشياء بعضنا بعضاً، باختصار بعد عدة أيام جاء دور معهد الثقافة في إجراء التحاليل، وذهب سبيع وفعل ذلك، أما أنا فقد عدت إلى مسكني وعاد القلق والاكتئاب تدريجياً يتسللان إلى نفسي حتى سيطرا عليها كلياً، خاصة عندما سمعت أن التعقيم المعتاد لا يفيد في حالة الإيدز، وأن القضاء على الفيروس لا يتم إلا بغلي الأشياء الملوثة لمدة تزيد على عشرين دقيقة. تفاقمت الحالة معي حتى أصبحت لا تطاق، ولكن في أحد الأيام حدث اختراق في هذه الحالة، فقد تذكرت أنني استخدمت شفرة سبيع في معهد الثقافة، وأن التحاليل أثبتت خلوه من المرض، فتعاملت مع هذا الموضوع كما يتعامل الغريق مع القشة، فلو أنني كنت مريضاً فإن المرض كان لينتقل إليه عبر آلة الحلاقة، وبما أن سبيع سليم، فأنا سليم. وهكذا تحايلت على نفسي وطردت الغمامة السوداء عن عيني وذهبت إلى معهد الثقافة والفرح يسيطر عليَّ، ولكنني ما إن دخلت غرفة صديقي حتى أظهر لي قصاصة كتب عليها (لمراجعة الغرفة 601) فسألته:

  • ((وما المشكلة؟ دائما يطلبون المراجعة في المستوصف)).

فقال بنبرة لا داعي لوصفها:

  • ((هذه غرفة تحاليل الإيدز)).

لم أشعر بالصدمة، بل شعرت بهراوة معدنية نزلت على رأسي، فقد اتضحت الأمور بالنسبة إليَّ، أنا الذي نقل إليه العدوى عن طريق آلة الحلاقة، أنا لم أكن أحمق فقط حين تركت آلة الحلاقة على رف المغسلة في الفندق، بل أنا مجرم أيضاً لأنني استخدمت آلة حلاقة صديقي، وإلى شعوري بالقلق أضيف شعور بالذنب وتأنيب الضمير.

انتظرت صديقي حتى يعود من هناك لأعرف ما هي المشكلة، ويمكن القول إن فصول المأساة الحقيقية قد بدأت، فقد أخبرنا صديقي بأنهم جعلوه يوقع على تعهد فيه بنود كثيرة تتعلق بالجنس والحقن بالمخدرات وغير ذلك من التفاصيل التي قد تسبب في انتقال الفيروس إلى الآخرين، وبالطبع فإنه لم يبقَ أحد من الحاضرين تقريباً عندما كان قد وصل إلى نهاية الحديث، أنا وهو والشخصان اللذان بقيا أخذنا نحلل من أين يمكن أن يكون المرض قد انتقل إليه، سألوه عن صديقته وإن كان لها علاقات، فأكد ثقته الكاملة بها.

وضعت احتمالات كثيرة، فربما كان طبيب الأسنان لم يعقم أدواته أو غير ذلك، كل الاحتمالات التي يمكن تخيلها ذكرت ما عدا احتمال واحد هو الذي يحمل في طياته الحقيقة، آلة الحلاقة التي استخدمتها أنا.

تعرض صديقي بعد ذلك لحجر صحي طوعي، فقد توقف الجميع تقريباً عن زيارته باستثناء عدة أشخاص وأنا، وحتى زياراتنا له لم تكن طبيعية، فقد كنا متوترين دائماً، وكنا نشعر، أنا على الأقل، بأن كل شيء في غرفته موبوء، حتى أنني كنت أجلس على طرف الكرسي. وأكثر شيء كنت أمقته هو حين يصر على شرب الشاي، كنت أشعر بالخجل من تعقيم يدي بعد مصافحته، ولكنني كنت أفرط في ذلك عند عودتي إلى بيتي، كنا لا نعرف شيئاً عن المرض سوى أنه فتاك.

عندما جاء دور جامعتنا، ذهبت إلى المخبر في المستوصف من أجل إجراء التحاليل، كالشاة الذاهبة إلى الذبح. ولكن المفاجأة السارة كانت بعد أسبوعين، حيث تبين أنني سليم ولا أعاني أي شيء، لا الإيدز ولا الأمراض الجنسية الأخرى التي يحتوي عليها التحليل.

وبطبيعة الحال، فقد تابعت زيارة صديقي المصاب، ولكن من باب التعاطف والدعم المعنوي، فقد كان لدينا خوف من أن يفعل بنفسه شيئاً، وظلت الخشية سارية المفعول بل تعمقت أكثر، فما الذي يضمن أن الإيدز لا ينتقل عبر الكؤوس والصحون والملاعق؟ ولكن صديقي الذي يتعرض للمقاطعة كان يشعر عندما يزوره أحدهم بالفرح لدرجة أنه كان مستعداً معها لأن يقدم روحه وليس فقط لأن يقوم بواجبات الضيافة، ولم تكن تنفع معه توسلاتنا بعدم إزعاج نفسه، فكنا نشرب الشاي أو القهوة بلا شهية، ونحاول قدر الإمكان ملامسة الكأس برؤوس شفاهنا بأقل قدر ممكن، ولو كان شرب الشاي “زرنقة” أمراً ممكناً لفعلنا ذلك.

المهم، في آخر مرة ذهبت مع صديقي من أجل الحصول على نتيجة التحليل الثالث الذي أجري في مخبر خاص أكثر جاهزية، فتبين أنه معافى ولا يعاني الإيدز، فرحتي بالطبع كانت كبيرة لأن صديقي كان بخير، أما فرحته فأعتقد أنها لا توصف، ومما أعطى نكهة لهذه الفرحة وأضاف عليها المرح خروج شخص إفريقي من الغرفة 601 كان من بين الذين تم استدعاؤهم للشك في وجود الإصابة لديهم، خروجه من تلك الغرفة يكبر ويهلل فرحاً، فسأله صديقي :

  • ” كل شيء على ما يرام ؟ ” .

فأجابه الإفريقي والفرح يخرج من مسامات وجهه :

  • “الحمد لله… سفلس! ” .