نيويورك – الناس نيوز
قالت السفيرة كيلي كرافت، الممثل الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة إن بلادها تشعر بقلق عميق إزاء انتشار جائحة كوفيد-19 في سوريا.
وأضافت كيلي في كلمة لها ألقتها إلى ممثلي الدول في مجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا أن مجلس الأمن يعلم تمامًا أن “الفيروس يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية وأن النظام الصحي الهشّ بالفعل في البلاد والنزوح المستمر وارتفاع الكثافة السكانية وانخفاض مستويات الصرف الصحي تزيد من خطر تفشي المرض. فإذا ما تُركت الأمور دون معالجة، فإن تفاقم كوفيد-19 في سوريا يمكن أن يهددّ الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة بأكملها.”
وأدانت المسؤولة الأمريكية، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية واطلعت عليه الناس نيوز، إغلاق اثنتين من نقاط عبور الأمم المتحدة الأربع إلى سوريا بموجب القرار 2504، الذي تسبب في الحدّ بشكل كبير من قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى على “توفير المساعدة الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها”.
وقالت “إن الشعب السوري يعاني بسبب إجراءات هذا المجلس – أو بشكل أدق، بسبب عدم قدرتنا على العمل، نتيجة عرقلة عدد قليل من الأعضاء.”
وأضافت كيلي الذي كان يتحدث عبر تقنية الفيديو أنه في شمال شرق سوريا، “أعيق بشكل كبير تسليم المواد الطبية المنقذة للحياة – بما في ذلك تلك المطلوبة للاستجابة لوباء كوفيد-19 – بسبب إغلاق معبر اليعربية.”
بنية تحتية ضعيفة
وأضافت أن البنية التحتية الطبية ضعيفة، إذ لا يوجد حيّ واحد في المنطقة يستوفي الحدّ الأدنى وهو 18 سريرا في مستشفى لكل 100 ألف شخص. وتبلغ المرافق الطبية عن نقص حاد، دون أن يقترب ما يسمى بإيصال المساعدات “عبر الخط” من سد الفجوة التي خلفها إغلاق معبر اليعربية.
وتابعت كيلي تقول “لا يمكن التخفيف من الأزمة الإنسانية والصحية الملحّة في سوريا إلا من خلال أمرين اثنين: تقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود والضغط بنجاح على نظام الأسد لإرسال المساعدة عبر الخطوط من دمشق. ولكننا نلاحظ أن منظمة الصحة العالمية لم تستطع إلا مؤخّرا تسليم المساعدات عبر الخطوط إلى شمال شرق سوريا حيث أنهت لتوّها أول عملية تسليم مساعدات منذ عامين. واسمحوا لي أن أكرر: أول عملية تسليم مساعدات عبر الخطوط منذ عامين.”
وتابعت قائلة: “والآن، يدعي بعض أعضاء المجلس أن النظام سيسمح بإيصال المزيد من المساعدات عبر الخطوط لتعويض خسارة اليعربية. غير أن الأدلة التي تدعم هذا الادعاء غير موجودة عمليا. يستغرق النظام شهورًا للردّ على طلبات التسليم عبر الحدود التي تقدمها الأمم المتحدة، ويرفض معظمها. ولقد رأينا هذا الأمر، في الواقع، من قبل. فعلى مدى سنوات، قام النظام باستخدام الوصول إلى الغذاء والدواء كسلاح في حصاره الوحشي للمناطق التي لا تخضع لسيطرته. هذه ليست في الحقيقة أفعال نظام يحاول تخفيف المعاناة عن الناس. هذه هي تصرفات طاغية عازم على إطالة المعاناة. ونحن لا نستطيع الاعتماد على هذا النظام في إيصال المساعدات.”
مطالبة روسيا والصين
وجددت السفيرة دعوة بلاده لمجلس الأمن لكي يتخذ إجراءات فورية لزيادة المساعدة عبر الحدود إلى سوريا، لتشمل إعادة تفويض استخدام معبر اليعربية. ودعت روسيا إلى “وضع السياسة جانباً والسماح بالتفويض المؤقت للمساعدات عبر الحدود إلى الشمال الشرقي لإنقاذ أرواح السوريين من تهديد كوفيد-19 الناشئ.”
وكذلك دعت الصين إلى “إثبات صحة ادعاءاتها بالقيادة العالمية في مكافحة كوفيد-19. لقد قرأت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، والأرقام واضحة: المساعدة عبر الحدود إلى الشمال الشرقي ليست كافية ولن تكون كافية. أظهروا قيادتكم العالمية أمام هذا المجلس من خلال دعمكم لقرار يسمح للأمم المتحدة بمكافحة هذا الوباء عبر تقديم المساعدة المنقذة للحياة عبر الحدود إلى الشمال الشرقي.”
وأكدت السفيرة أن لدى الولايات المتحدة “التزاما تجاه الشعب السوري لضمان حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها من أجل البقاء. وهذه قضية تتجاوز السياسة، وهي أبعد من المواقف الصحفية. يتعلق هذا بإنقاذ الأرواح. ولذا، دعونا نتقدّم – كمجلس موحد – ونفعل ذلك بالضبط.”