الدوحة – الناس نيوز: أكّد سفير أستراليا لدى الدوحة جوناثان موير أن البلدين سيكونان أكثر قرباً بعد نهاية أزمة وباء كورونا، مشيراً إلى الدور الذي تلعبه قطر في نقل الأستراليين العالقين وإعادتهم إلى بلادهم.
وقال السفير، في حديث صحفي نشرته صحيفة العرب القطرية الخميس، إن السلطات الرسمية للدولة والخطوط الجوية القطرية تؤدي دوراً مهماً للغاية، كمركز عالمي للطيران، في مساعدة الأستراليين المتواجدين بالدوحة ودول المنطقة على العودة إلى بلادهم، وحمل الإمدادات الطبية الحيوية إلى أستراليا.
وأضاف السفير جوناثان موير أن استمرار رحلات الطيران بين البلدين ساعد أستراليا على لعب دور أكثر أهمية في دعم الأمن الغذائي لدولة قطر خلال شهر رمضان.
وأشار إلى زيادة الخطوط الجوية القطرية رحلات الشحن لتلبية الطلب القوي في قطر على المنتجات الأسترالية مثل الأدوية واللحوم والمنتجات الطازجة.
وحسب السفير، وصل حجم تجارة السلع والخدمات الأسترالية المتبادلة سنوياً مع قطر إلى أعلى المعدلات، مع حجم تبادل تجاري يبلغ 5.8 مليار ريال (2.33 مليار دولار أسترالي).
نصّ الحوار:
كيف ترون الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها قطر حتى الآن للحدّ من تفشي الوباء؟
هذا وقت صعب للغاية بالنسبة للعالم بأسره، ويتعين على جميع الحكومات أن تتخذ خيارات صعبة، بسرعة كبيرة، لحماية صحة مواطنيها والمقيمين فيها، فضلاً عن حماية اقتصاداتها، كلنا في هذه الظروف نقف معاً، أنا وعائلتي وطاقم عمل السفارة ممتنّون للجهود التي تبذلها السلطات القطرية للتغلب على هذا الوباء، وأعتقد أن أستراليا وقطر ستخرجان من هذه الأزمة أكثر قرباً من ذي قبل.
هل هناك تعاون ثنائي بين البلدين لمواجهة الأزمة؟ وما مدى أهميته في تطوير العلاقات الثنائية مستقبلاً؟
تلعب السلطات الرسمية بدولة قطر والخطوط الجوية القطرية دوراً مهماً للغاية في مساعدة الأستراليين على العودة إلى الوطن وحمل الإمدادات الطبية الحيوية إلى أستراليا، كما تساعد هذه الرحلات الجوية أستراليا على لعب دور أكثر أهمية في الأمن الغذائي لدولة قطر في شهر رمضان، حيث تعطلت سلسلة الإمدادات العالمية العادية بسبب أزمة فيروس «كورونا»، أضافت شركة الخطوط الجوية القطرية للشحن شحنات إضافية لتلبية الطلب القوي في قطر على المنتجات الأسترالية مثل الأدوية واللحوم والمنتجات الطازجة، أعتقد أن أستراليا وقطر ستخرجان من هذه الأزمة متقاربتين أكثر من ذي قبل.
ماذا عن تطور العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين البلدين؟
على صعيد العلاقات الاقتصادية، فقد وصل حجم تجارة السلع والخدمات الأسترالية المتبادلة سنوياً مع قطر إلى أعلى المعدلات، إذ بلغ حجم التبادل التجاري 5.8 مليار ريال (2.33 مليار دولار أسترالي)، وفقًا لمكتب الإحصاءات الأسترالي، ووصل حجم النمو التجاري الثنائي إلى 28 % سنوياً، وزاد أربعة أضعاف خلال العقد الماضي، لقد عزّزت قطر مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري لأستراليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما وصل حجم صادرات قطر إلى أستراليا بنسبة 28 % سنوياً، لتصل إلى 1.93 مليار ريال «771 مليون دولار أسترالي».
تشير هذه الإحصاءات إلى توازن حجم التبادل التجاري، وذلك في حد ذاته مؤشر على أوجه التكامل بين اقتصاد بلدينا، وأن هذه العلاقات الوثيقة تعود بالنفع اقتصادياً على البلدين، وأنا متفائل بأن هذه الأرقام مؤشر على أن العلاقات الاقتصادية في حالة جيدة، وأن الشركات الأسترالية ما زالت تعمل بقوة في قطر.
كيف تتواصلون مع مواطنيكم هنا في ظل إجراءات العزل؟ وما التوصيات التي تقدمونها لهم؟
ما زال فريق السفارة متاحاً لخدمة 3000 مواطن أسترالي يقيمون بدولة قطر، أتواصل مع الجالية من خلال الحساب الرسمي للسفارة على توتير @AusAmbQatar وعبر الموقع الإلكتروني qatar.embassy.gov.au كانت رسالتي متسقة، يجب على الأستراليين الذين يفكرون في العودة إلى ديارهم القيام بذلك طالما أن الخيارات متاحة، بالنسبة لأولئك الذين اتخذوا قرارهم بالبقاء في قطر، يرجى اتباع توجيهات السلطات القطرية، والحصول فقط على المعلومات من مصادر حكومية رسمية.
بمناسبة شهر رمضان، هل لديك رسالة تودّ إرسالها للشعب القطري؟
أقدّم أطيب تمنياتي للجالية الإسلامية في قطر وحول العالم، رمضان هو وقت خاص للمسلمين الأستراليين والمسلمين حول العالم، وهو وقت للصلاة والتفاني، أتمنى للجميع الاحتفال بهذا الشهر المبارك “رمضان مبارك”.
كيف تقضي رمضان في ظل إجراءات العزل الصحي؟
للتغلّب على هذا الوباء، من المهم الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره، مثل عدم مغادرة المنزل، إلا للضروريات، فشهر رمضان هو شهر الكرم والتعاطف، ولدى الجميع الآن الفرصة لإظهار أفضل ما لديهم من خلال المساعدة في الحدّ من انتشار الفيروس، من خلال البقاء في المنزل وممارسة التباعد الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، أنا وفريقي ندعم السفارات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة، في جهودهم لمساعدة الأستراليين على العودة إلى وطنهم عن طريق الخطوط الجوية القطرية، نحن مستمرون أيضاً في دعم الأستراليين الذين يعيشون في قطر، وكذلك برمجة العديد من رحلات الترانزيت عبر مطار حمد، لأي احتياجات قنصلية عاجلة.
هل سبق لك أن قضيت أجواء رمضان في أي بلد مسلم؟
هذا أول رمضان لي في قطر منذ وصولي، وبالطبع سيكون الأمر مختلفاً للجميع دون تجمّعات العائلة والأصدقاء التقليدية، ولكنه ظرف غير مسبوق يستدعي التضامن أكثر من أي وقت مضى، وبإمكان الجميع فعل الصواب باختيار المكوث في المنزل، تتطلب هذه المرة أكثر من أي وقت مضى ممارسة الوعي الأخلاقي من قبل كل فرد في المجتمع، للتغلّب على الوباء.
عملت سابقاً في إندونيسيا، أكبر أمة ذات أغلبية مسلمة في العالم، والحال هناك مثلما هو هنا في الدوحة، فرمضان هو وقت خاص للتأمل والتجدّد الروحاني والكرم وفعل الخير، وفي الظروف العادية، فإن ما يميّز شهر رمضان في إندونيسيا هو “موديك”، وهو وقت مذهل يعود فيه عشرات الملايين من الإندونيسيين إلى ديارهم من جاكرتا والمدن الرئيسية الأخرى، لقضاء العيد مع أسرهم.
كم عدد المسلمين في بلادك؟ وكيف ترى عاداتهم في رمضان؟
يبلغ عدد مسلمي أستراليا حوالي 600 ألف نسمة، ويعتبر شهر رمضان أيضاً وقتاً مهماً في السنة بالنسبة لهم، فيتشاركون روح الصيام والعطاء في مجتمعنا متعدد الثقافات والمتنوع بشكل مذهل. المجتمع المسلم جزء لا يتجزأ من نسيجنا متعدد الثقافات الغني، مع التزام مشترك بالتسامح والاحترام والاندماج، لسوء الحظ، سيكون شهر رمضان في أستراليا مختلفاً أيضاً هذا العام، على الرغم من أننا نشهد بعض النجاح في مواجهه فيروس “كوفيد – 19″، فإن التجمّعات والاحتفالات الكبيرة لا تزال غير ممكنة.