اتبع دونالد ترامب سياسة غريبة خلال حكمه تقوم على البراغماتية والشعبوية والعنصرية والمكارثية والشيزوفرينا والأنانية والسخرية، ما جعل أمريكا تتقسم وتتمزق وتتقاتل، وتفقد سمعتها واحترامها لدى الآخرين.. ترك صاحب البيت الأبيض ورثة ثقيلة جداً على خلفه جو بايدن؛ فالمجتمع الأمريكي لا يعاني من تبعات كورونا الصحية والاقتصادية القاسية فحسب، بل ومن انقسام سياسي بنيوي، وتوتر اجتماعي وعرقي حادين، مما يصعب مهمته في حكم أقوى دولة في العالم، ويجعلها بؤرة مستمرة للتجاذبات الداخلية.
يشك الكثيرون في قدرة بايدن على السير بالسفينة الأمريكية المشرفة على الغرق وتوجيهها نحو بر الأمان. لكن لو أمعنا النظر قليلاً وتروّينا في التفكير، فسنجد أنه يملك حظوظاً كبيرة في النجاح، فهو رجل ذكي، ويمتلك خبرة واسعة وطويلة، ويتصف بالشجاعة والرغبة والحماس والحكمة؛ والأهم أنه سيعمل ضمن فريق تكنوقراطي قوي يمكنه من استعادة بريق أمريكا ودورها العالمي المغيب، وتأكيداتها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويكفل الكرامة والاحترام لكل أمريكي بغض النظر عن عرقه ودينه وخلفيته الثقافية.
بعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن وأداء القسم مع نائبته كامالا هاريس ذات الأصول الهندية، وانتهاء عدة أسابيع مضطربة في واشنطن، تحول التركيز بشكل متزايد على الأشخاص الذين سيتولون المناصب القيادية في إدارته الجديدة.
عمل العديد ممن اقترحهم بايدن لشغل المناصب العليا في الخدمة العامة، واشتغلوا ضمن فريق أوباما السابق. وهؤلاء سيساعدونه على البدء فوراً في العبور الصعب نوعاً ما نحو الضفة الأخرى.
من هم الأشخاص الذين اختارهم بايدن؟
لويد أوستن المرشح لمنصب وزير الدفاع
البداية من المرشح لمنصب وزير الدفاع، الذي لم يحصل على موافقة الكونغرس بأغلبية أصواته فحسب، وإنما حصل على استثناء لم يمنحه سوى مرتين – لجيمس ماتيس في عام 2017، ولجورج مارشال في عام 1950 – فالقاعدة القانونية تنص على أن العسكري الذي سيشغل هذا المنصب يجب أن يكون متقاعداً من الجيش منذ سبع سنوات على الأقل؛ وأوستن تقاعد في عام 2016!
سيتمكن الجنرال المتقاعد لويد أوستن، الذي خدم أكثر من 40 عاماً في الجيش الأمريكي، من الاستفادة من خبرته الواسعة عندما يصبح وزيراً للدفاع. لقد أشرف على خفض عدد القوات المسلحة في العراق وزيادتها في أفغانستان، كما قاد الرد الأمريكي على تهديد تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف.
يقال إن بايدن أعجب بأداء أوستن كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية في ظل إدارة أوباما. وذكر عند تعيينه في منصب وزير الدفاع بأنه سيعهد بالجيش الأمريكي إلى شخص “تصرف أيضاً كرجل دولة، ومثّل بلدنا بشرف وكرامة، واهتم بشعبه قبل كل شيء”.
يذكر أن موافقة الكونغرس على تعيين أوستن البالغ من العمر 67 عاماً، ستجعله أول أمريكي من أصل أفريقي في هذا المنصب.
أنتوني بلينكين المرشح لمنصب وزير الخارجية
يبلغ من العمر 58 عاماً، ويتحدث الفرنسية بطلاقة بعد أن أمضى وقتاً طويلاً في باريس. يوصف بأنه يساري ومن أصحاب الفكر الأممي؛ وهذا يتناقض تماماً مع نظرة الإدارة السابقة، التي أعلنت “أمريكا أولاً” شعاراً لها.
شغل سابقاً منصب وكيل وزارة الخارجية في إدارة أوباما، وهو أحد المقربين من الرئيس المنتخب، حيث عملا معاً بشكل وثيق في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ (من 2002 إلى 2008)، ثم عمل كمستشار للأمن القومي عندما كان بايدن نائباً للرئيس في عهد أوباما.
شدد مراراً على أهمية العلاقات الدولية، وأيد الحفاظ على “حلف الناتو“؛ لذلك من المفترض أنه سيبذل جهوداً كبيرة لحل الخلافات العديدة مع الحلفاء، التي نشأت خلال إدارة دونالد ترامب.
يدرك جيداً الحقائق الجيوسياسية لما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي؛ ومن المتوقع أن يتخذ موقفاً أكثر صرامة ضد عدوانية الكرملين الواضحة. والدليل على ذلك أن أول تصريح له كان المطالبة الفورية بالإفراج عن المعارض الشرس للمافيا البوتينية أليكسي نافالني. ويُعتقد أيضاً أنه لعب دوراً مهماً في فرض العقوبات ضد روسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، كما قاد الدعوات الفاشلة لتزويد كييف بأسلحة فتاكة في ذلك الوقت.
وليام بيرنز المرشح لمدير وكالة المخابرات المركزية
إذا تمت الموافقة على مرشح بايدن لمنصب رئيس المخابرات الخارجية، فسيصبح وليام بيرنز (64 عاماً) أول مدير لوكالة المخابرات المركزية يتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة، دون أية معرفة بخبايا مجتمع الاستخبارات نفسه.
خدم في عهد خمسة رؤساء أمريكيين، ديموقراطيين وجمهوريين، وأصبح ضليعاً في معظم المجالات الرئيسية للسياسة الخارجية. عمله في وزارة الخارجية لسنوات عديدة (من 1982 إلى 2014) أكسبه معرفة كبيرة وجعله مؤهلاً ومستعداً للتعامل مع المجالات ذات الأولوية الهامة للإدارة الجديدة – روسيا وإيران والصين – على الرغم من أن بعضهم يعتقد أن تجربته المحدودة مع الصين قد تكون نقطة ضعف محتملة.
كان بيرنز سفيراً في موسكو خلال عهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، ونُظر إليه أيضاً على أنه المفاوض الرئيسي في المفاوضات السرية التي مهدت الطريق للاتفاق النووي عام 2015 بين إيران والقوى الدولية، في عهد الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما. من المحتمل أنه سيدعم استعادة الاتفاق النووي التاريخي مع إيران الذي انسحب ترامب منه عام 2018، لكن بشروط جديدة.
قال بايدن عندما رشح بيرنز لرئاسة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية: “هو يشاركني اقتناعي العميق بأن الاستخبارات يجب أن تكون غير مسيسة”، مضيفاً أنه سيستخدم “معرفته ومنطقه السليم وآفاقه لمنع التهديدات ومكافحتها”.
جيك ساليفان مرشح كمستشار للأمن القومي
ربما يصبح جيك سوليفان (44 عاماً) أصغر المستشارين للأمن القومي في الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن. ومع ذلك، على الرغم من عمره الصغير نسبياً، فهو يعتبر خبيراً في السياسة الخارجية. شغل سابقاً منصب مستشار الأمن القومي لبايدن عندما كان نائباً للرئيس أوباما. وعمل أيضاً رئيساً لقسم تخطيط السياسات في وزارة الخارجية عندما كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية في عهد أوباما. وكان أحد أقرب مستشاريها الاستراتيجيين في ذلك الوقت.
يُعتقد أن سوليفان قد طور علاقة وثيقة مع بلينكين، الذي كان أيضاً مستشار الأمن القومي لبايدن، ومن المتوقع أن يعملا عن كثب في عدد من القضايا. ومن المفروض أن يبذل سوليفان قصارى جهده أيضاً لإصلاح العلاقات مع الحلفاء التي تدهورت في ظل إدارة ترامب.
صرح بأنه يرغب في إعادة إيران إلى “الطريق الصواب” من خلال الانضمام إلى الاتفاق النووي المجهض، ثم مطالبتها بالامتثال كلياً لشروط الاتفاق. ومن المجالات الأخرى التي قال سوليفان إنه سيركز عليها اهتمامه: الصين، ووباء كوفيد 19، الذي يعتقد أنه سيكون بمثابة قوة دفع “للصحة العامة لتصبح أولوية دائمة للأمن القومي”.
نظراً لأن منصب مستشار الأمن القومي لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، فمن المتوقع أن يتولى سوليفان منصبه في القريب العاجل.
ليندا توماس جرينفيلد مرشحة كسفيرة لدى الأمم المتحدة
ليندا توماس جرينفيلد (68 عاماً) دبلوماسية محترفة عملت في مجال العلاقات الدولية لمدة 35 عاماً تقريباً، قبل أن تُطرد من قبل ترامب عام 2017 أثناء تطهيره لوزارة الخارجية. شغلت، بعد ذلك، منصباً إدارياً رفيعاً في مؤسسة استراتيجية ترأسها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، وعملت أيضاً مع فريق بايدن الانتقالي منذ انتخابه في نوفمبر.
بالإضافة إلى عملها كسفيرة للولايات المتحدة في ليبيريا، قامت بالعديد من المهام الخارجية لدى دول مثل باكستان وكينيا وجامايكا. عملت أيضاً لعدة سنوات كرئيسة الدبلوماسية الأمريكية في أفريقيا، وشغلت منصباً رفيعاً في مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية، وفي بعثة الأمم المتحدة في سويسرا.
إن معرفتها الواسعة بالعلاقات الدولية يجب أن تفيدها في عملها لدى الأمم المتحدة، وينبغي أن يكون من السهل عليها التأقلم مع هذه البيئة الدبلوماسية الصعبة.
تحدثت ببلاغة عن نشأتها، وهي طفلة أمريكية من أصل أفريقي، عاشت في بلدة معزولة في ولاية جنوبية. كانت والدتها أول شخص ذكرته رداً على إعلان تعيينها: “علمتني أن أقود بقوة اللطف والرحمة لجعل العالم مكاناً أفضل. لقد حملت هذا الدرس معي طوال مسيرتي المهنية في السلك الدبلوماسي. وإذا تم تأكيد تعييني، سأفعل نفس الشيء كسفيرة لدى الأمم المتحدة!”.
ميريك غارلاند المرشح لمكتب المحامي العام
إذا سار كل شيء وفقاً للخطة، فسيصبح ميريك غارلاند البالغ من العمر 68 عاماً أعلى مسؤول عن إنفاذ القانون. رشحه الرئيس السابق باراك أوباما ليحل محل أنطونين سكاليا في المحكمة العليا عام 2016، لكنه لم يحصل على موافقة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، على الرغم من سجله الجيد وعمله في الطعون الفيدرالية.
لديه خبرة واسعة في وزارة العدل، وعلى الأخص كمحامٍ فيدرالي عمل على إدانة إرهابي مدينة أوكلاهوما تيموثي ماكفي، وعمدة واشنطن السابقة ماريون باري بتهم تتعلق بالمخدرات.
في حالة الموافقة عليه سيرأس وزارة العدل بعد الفترة المضطربة لوليام بار، الذي غالباً ما كان يسخر علانية من موظفيه. من المتوقع أن تؤدي سمعة غارلاند الجيدة في وزارة العدل إلى رفع الروح المعنوية، ويمكن أن يساعد سجله الخالي من العيوب كقاض في درء المزاعم المحتملة عن النفوذ السياسي.
خلال حملته الرئاسية، تعهد بايدن بإنهاء الانقسامات العرقية من خلال مجموعة من الإجراءات، مثل الإلغاء الفيدرالي لعقوبة الإعدام. كما تعهد بايدن بضمان محاسبة وزارة العدل لأقسام الشرطة على أي سوء سلوك منهجي.
نظراً لأن الانتصارات الديمقراطية المفاجئة في الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا منذ فترة قريبة أعطت بايدن سيطرة فعالة على مجلسي الكونغرس، فإن غارلاند سيكون في وضع جيد للترويج لهذه النقطة.
ومع ذلك، فإن التوقعات المبالغ في تقديرها بالكاد مناسبة، حيث تُظهر دراسة لسجله الحافل أنه عرضة للتحفظ، خاصة في المسائل الجنائية.
وهناك ترشيحات وتعيينات جديدة تحدث لأول مرة في التاريخ الأميركي، لابد من ذكرها والتوقف عندها:
أليخاندرو مايوركاس وزير للأمن الداخلي
اختار الرئيس الجديد أليخاندرو مايوركاس وزيراً للأمن الداخلي، ليكون أول مرشح أميركي من أصول كوبية لاتينية لهذا المنصب.
ولد أليخاندرو لأب يهودي كوبي وأم يهودية رومانية، ووصل مع والديه كلاجئين إلى الولايات المتحدة بعد اندلاع ثورة كاسترو ورفاقه عام 1960. حصل على درجة البكالوريوس في الآداب، وتخرج من كلية الحقوق، وحصل على الدكتوراه في القانون من جامعة كاليفورنيا. شغل منصب نائب وزير الأمن الداخلي خلال الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما، وعمل سابقاً كمدير لخدمات المواطنة والهجرة بالوزارة. كذلك طور برامج مثل “العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة”، وهو برنامج سمح لأطفال المهاجرين غير الشرعيين بالدخول. كما قاد فريقاً من 240 محامياً أمريكياً، حاكم به العديد من القضايا الجنائية والمدنية، بينها أكبر قضية غسيل أموال في البلاد، ومنها أيضاً قضية التهرب الضريبي الفيدرالي، وقضية غسيل الأموال ضد “مجموعة هوليوود” الشهيرة.
غرّد الوزير الجديد بعد إعلان تعيينه، قائلاً: “عندما كنت صغيراً جداً وفرت لي الولايات المتحدة ولعائلتي مكاناً للجوء، واليوم تم ترشيحي لمنصب سكرتير وزارة الأمن الداخلي كي أتمكن من الإشراف على حماية جميع الأميركيين وغيرهم ممن يفرون من الاضطهاد بحثاً عن حياة أفضل لأنفسهم وأحبائهم”.
ريما دودين لمنصب نائبة مدير المكتب القانوني في البيت الأبيض
وسمّى بايدن أيضاً ريما دودين لمنصب نائبة مدير مكتب البيت الأبيض للشؤون التشريعية إلى جانب شوانزا غوف، لتكون بذلك أول نائبة أميركية من أصول عربية فلسطينية تصل إلى هذا المنصب. ولدت ريما لأبوين فلسطينيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حيث تنحدر عائلتها من بلدة دورا قرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
درست الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا ونالت شهادة البكالوريوس عام 2002، لتلتحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة إلينوي وتحصل عام 2006 على درجة الدكتوراه. خلال الانتفاضة الثانية في عام 2002، تحدثت دودين عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلة إن العمليات الاستشهادية “هي الملاذ الأخير للشعب اليائس!”. كما شاركت عام 2001 في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة بيركلي بكاليفورنيا، ودعت إلى سحب استثمارات الجامعة في إسرائيل، وقارنت بين هذه الأخيرة وبين نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا.
عملت دودين مستشارة في الحزب الديمقراطي، ونائبة للسيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربين، وفي اللجنة القضائية الفرعية لحقوق الإنسان والقانون، ومتطوعة لحماية الناخبين في عدد من الحملات، بما في ذلك حملة “أوباما من أجل أميركا”، وحملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016، وحملة بايدن الأخيرة. كما أنها أيضاً زميلة في مشروع ترومان للأمن القومي، وفي مجلس القادة الجدد، وعضو سابقة في مجلس العلاقات الخارجية، وعضوة في جمعية جينكينز هيل.
بايدن الذي يحب دائماً تكرار جملته الأثيرة “ليس لدينا وقت نضيعه” عندما يتعلق الأمر بأمريكا، قال في 24 نوفمبر “أحتاج إلى فريق جاهز منذ اليوم الأول لمساعدتي في إعادة أمريكا إلى رأس الطاولة، وحشد العالم لمواجهة أكبر التحديات التي نواجهها، والمساعدة في تعزيز أمننا وازدهارنا وقيمنا…”. من المقرر أن تحظى ترشيحات بايدن، الذي تعهد بضمان تمثيل جيد للأقليات والعرقيات، بموافقة مجلس الشيوخ. قال في سبب اختيارهم: “هؤلاء الناس ليسوا فقط من ذوي الخبرة والمختبرين في حالات الأزمات، ولكن أيضاً يتمتعون بالحيلة ويعرفون كيفية البحث عن أساليب مبتكرة. إنجازاتهم في الدبلوماسية لا مثيل لها. وبذلك، فإنهم يمثلون تجسيداً لفكرة أننا لا نستطيع التعامل مع المشكلات الخطيرة لهذه اللحظة الجديدة ذات التفكير القديم والعادات القديمة، دون مراعاة تنوع الخلفيات والآراء”.
لكن هل يستطيع الرئيس الأميركي الجديد توحيد جميع الأميركيين، ونيل ثقتهم جميعاً بعد كل ما فعله ترامب؟
هذا يتعلق بمدى قدرته، مع فريقه المتنوع، على العمل سوية وفي أجواء إيجابية مريحة… من خلال معرفة طبيعة الأشخاص الذين سيعملون معه، يمكننا أن نستشرف بعضاً من ملامح ما سيقوم به في المستقبل القريب، وأي سياسة سيتبع في أكثر المجالات أهمية وفاعلية.. لننتظر!…